مهندس أحمد القناوى يكتب: الشفافية بداية الطريق

لم تسقط قيادات النظام السابق الفاسد من واجهة الأحداث والتحكم فى الأمور الهامة دون أن تترك موروثها الفاسد من ثقافة وأخلاق وبنية أساسية وهياكل اقتصادية وتخبط إدارى وتشابك رقابى، والذى عملت من خلال سنوات وسنوات على تطويره وتنميته، بحيث لا تعرف الآن "منين يودى على فين".

وللأسف وبعد مرور عام كامل على انطلاق "الشرارة الأولى" للثورة ما زلنا فى نفس الحال، نفس التخبط، نفس المشاكل، لا توجد حلول واضحة على المدى القصير أو حتى المدى الطويل وهذا ناتج من سبب رئيسى واحد فقط وهو غياب الشفافية.

الشفافية فى مواجهة أصحاب المشاكل تعد سلاح النظام القوى لبدء الخطوات الأولى نحو حل المشاكل المتأصلة داخل جميع هيئات ومؤسسات الدولة، يجب على النظام الحالى، "إن أراد إصلاحا حقيقيا"، أن يبادر بمكاشفة الشعب عن حقائق تعيقه هو عن مواجهة مشاكل المواطنين، فلا يصح أن أظل أكرر نفس أسلوب النظام السابق فى خداع الشعب وإيهامه عند حدوث أى مشكلة أو طارئ أنه لا توجد مشكلة وأن كل الأمور تحت السيطرة يموت من يموت ولكن الأمور تحت السيطرة يتقاتل من يتقاتل ولكن الأمور تحت السيطرة، أى عبث هذا!!

لا يصح أن تتزايد مشاكل أسطوانات البوتاجاز وتخرج علينا الحكومة بأنه لا توجد مشكلة، لا يجب أن تضرب مصر كلها أزمة فى البنزين ويخرج علينا الوزير ويقول إنه لا توجد أزمة فالبنزين متوافر و و و و و، لا أحد يقول الحقيقة، الحقيقة التى لو قالوها لربما استشعر الشعب بحقيقة المشكلة الفعلية ولربما ساعد هو بنفسه على حلها على الأقل لا أن يكون سببا فيها، ماذا ننتظر من حكومة تقول إنه لا مشكلة عند حدوث الأزمات؟؟ وماذا ننتظر من شعب يرى حكومته تقول إنه لا توجد مشكلة؟؟

ربما يكون الادعاء بأن النظام السابق قد ترك لنا من ضمن "ميراثه الهائل" سلوكيات غير منضبطة - نماها عبر السنين بحيث أصبحت عادات - صحيح ولكن تكمن المشكلة الرئيسية فى استمرار تعامل النظام مع الشعب عند حدوث أى أزمة سياسية أو اقتصادية على اعتبار أن الشعب لا يعى ولا يفهم ولا يجب أن يعرف الحقيقة.

يا سادة منطق الأربعينيات والخمسينيات قد انتهى، أنتم فى القرن الحادى والعشرين، الشفافية بداية الطريق.