أكد رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، خالد مشعل، أن الحركة تتطلع، عقب الزيارة التى قامت بها إلى عمان، أمس، لفتح صفحة جديدة مع الأردن، بما يخدم مصلحته ومصلحة فلسطين والأمة على قواعد الوضوح والمسئولية والشفافية والحرص المشترك.
وشدد مشعل، فى تصريح لصحيفة "الدستور" الأردنية، اليوم "الاثنين"، على أن مصالح الأردن تحرص عليها الحركة، كحرصها وقادتها على أنفسهم، مشيراً إلى أنه عبر عن ذلك أمام العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى "الذى أحسن الاستقبال والترحيب بقادة الحركة، والذى يعود له الفضل الكبير فى زيارتهم إلى عمان".
وقال إن إعادة تلك العلاقة "تجعلنا ندوس" كل مشاريع التوطين والوطن البديل بالعمل المشترك، مضيفا "أننا نحرص على أمن الأردن واستقراره ونحرص على مصالحه وعلى إقامة علاقات متميزة معه".
وفى السياق ذاته، توقعت مصادر فى حركة حماس، بحسب الصحيفة، أن يغادر مشعل ورفاقه من أعضاء المكتب السياسى للحركة الأراضى الأردنية غداً "الثلاثاء" دون إجراء حوار مع أى جهة رسمية فى المملكة.
وأضافت المصادر، أن قادة المكتب السياسى للحركة موسى أبو مرزوق ومحمد نزال وعزت الرشق وسامى خاطر ومحمد نصر، الذين رافقوا مشعل فى زيارته، عبروا عن سعادتهم البالغة بالزيارة ووصفوها بالتاريخية، وعبروا عن شعورهم المتعاظم تجاه التقارب مع المملكة، مشيرين إلى أنهم حظوا باستقبال وحفاوة كبيرين فى الزيارة التى حققت المرتجى والمبتغى منها.
ونقل عن عضو المكتب السياسى لحركة حماس عزت الرشق قوله، "إن اللقاء الذى جمع الملك عبد الله الثانى برئيس المكتب السياسى للحركة خالد مشعل كان إيجابيا والأجواء التى سادت به كانت دافئة تشير إلى فتح صفحة جديدة بين حماس والأردن، لافتا إلى أن برنامج الزيارة يسير كما كان متفقا عليه ولم يطرأ عليه أى تغيير.
يذكر أن زيارة خالد مشعل إلى الأردن تعد أول زيارة رسمية له إلى الأردن منذ إبعاد خمسة من قادة الحركة، بمن فيهم مشعل، إلى قطر عام 1999. وكانت الحكومة الأردنية قد سمحت نهاية شهر سبتمبر الماضى لمشعل بدخول البلاد لزيارة والدته المريضة بناء على طلبه ولفترة محدودة، بعد أن كانت قد سمحت له بزيارة مماثلة قبل عامين لحضور تشييع جثمان والده الذى توفى فى عمان.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة "الغد" الأردنية اليوم، "الاثنين"، إن رئيس المكتب السياسى لحركة حماس خالد مشعل تعرض أمس إلى هجوم "لفظى" من عدة أفراد بعد خروجه من بيت عزاء شيخ المناضلين الفلسطينيين بهجت أبو غربية، أثناء زيارته الرسمية الأولى للأردن، منذ نحو 13 عاما، بصحبة ولى عهد دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثان.
وأشارت الصحيفة إلى أن مشعل، وبعد تقديمه، مع وفد الحركة واجب العزاء بالمناضل أبو غربية الذى توفى مساء الخميس الماضى فى عمان تعرض إلى هجوم لم يتجاوز نطاق انتقادات لاذعة وجهها له مجموعة من الشباب، احتجاجاً على علاقة حماس بقطر وتركيا. ودعا المعترضون مشعل لـ"العودة من حيث أتى"، منتقدين العلاقة التى نمت أخيرا بتسارع بين حماس وقطر، وعكست نفسها سلبا على بعض مواقف الحركة"، فى إشارة منهم إلى القبول بدولة فلسطينية على حدود 1967 وبالمقاومة الشعبية وبمفاوضات منظمة التحرير مع الجانب الإسرائيلى قد تستمر عاما، والتى شكلت، أيضاً، موضع تحفظ البعض من صفوف الحركة ومناصريها.
وأفادت الصحيفة أن "مرافقى مشعل سارعوا إلى إبعاده من المكان، بعدما اكتفى بالتساؤل عن سبب ردة فعلهم تلك قبل انسحابه"، دون حدوث أى اشتباكات معهم.
