عنابر الموت.. كتاب توثيقى عن التعذيب

الإثنين، 30 يناير 2012 04:42 م
عنابر الموت.. كتاب توثيقى عن التعذيب غلاف كتاب عنابر الموت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدر مؤخرا الزميل منير أديب كتابا تحت عنوان" عنابر الموت" وهو كتاب وثائقى حول التعذيب بأمن الدولة.

والكتاب يتعرض لطرق التعذيب وأماكنه فى أمن الدولة، حيث يؤكد الكتاب أن جهاز أمن الدولة خصص، الدور الرابع بمقره القديم للتعذيب، فما أن تدخله حتى تسمع صرخات المعذَّبين وآهاتهم التى تملأ الجدران المعزولة، فكان الضباط يستخدمون هذا الأنين وهذه الصرخات ليمارسوا بها تعذيبا آخر على بقية السجناء السياسيين، بهذه الكلمات قدم، الكاتب الصحفى، منير أديب، كتابه "عنابر الموت.. قصص واقعية من داخل السجون المصرية"، فعرض من خلال تفاصيل دقيقة للمأساة التى تعرض لها السجناء السياسيون طيلة ثلاثين عاما، مقدما تفاصيل جديدة فى التعذيب، سواء كان بدنيا، وامتلأت به السجون المصرية على اختلاف أنواعها فى شرق البلاد وغربها أو مقرات أمن الدولة، أو كان تعذيبا معنويا، وكان الهدف منه كسر إرادة هؤلاء السجناء.لم يتعرض الكتاب من قريب أو بعيد لأفكار هؤلاء السجناء، فقد تتفق وتختلف مع هذه الأفكار، ولكنك فى ذات الوقت لا يمكن أن تختلف على استنكار أى تعذيب وقع عليهم وطال أسرهم وأبنائهم بل وعوائلهم، فهناك من كان يعتقل ويعتقل معه عمه وخاله وأبناء عمومته، تعتبر هذه الدراسة حالة توثيقيه للتعذيب الذ ى وقع على السجناء السياسيون طيلة هذه الفترة من عمر الوطن، وأبدع ما فيها أنك تجد الباحث المتخصص فى شئون الحركات الإسلامية، يقول فى مقدمة كتابه، أن هذه الدراسة ليست قدحا فيما عذب ولا تعاطفا مع من عذب وإنما الهدف تقييم مرحلة تاريخية وتوثيق الغبن الذى وقع على بعض السجناء السياسيين بعيدا عن أفعالهم وممارساتهم وبغض النظر عن أخطائهم، فالكتاب ليس لمناقشة أفكار هؤلاء، فتعذيبهم لا يبرره خطأ البعض منهم، اختار الباحث المتخصص عينته التى وثق على لسانهم التعذيب الذ ى وقع السجناء السياسيين من سجون مختلفة ومدن لا يعرف بعضهم بعضا، وحرص أن يدل ى السجين بشهادته، فمن الشهادات من مازال صاحبها سجينا حتى هذه اللحظة، كما فتح صفحات كتابة لمن كان حرا رجالا ونساء، شبابا وشيوخا، فالتزام الإجماع طريقا للتوثيق وحتى يطمئنا لعدم كذب هؤلاء، قسم المؤلف كتابة إلى ثلاث فصول، عرض الفصل الأول، لتوثيق شهادات التعذيب، وعرض ف ى هذه الشهادات، لأقدم سجين ف ى العالم، وطاف على كل السجون بلا استثناء، وقدمت توثيقا على تعذيب النساء سواء داخل مقرات أمن الدولة وتحديدا الدور الرابع بمقر أمن الدولة أو مقرات الجهاز فى المحافظات المختلفة أو فى السجون المختلفة، كما تعرض للمآسى، وبخاصة الأشقاء الذين كانوا يتواجدون فى سجن واحد دون أن يعرف بعضهم بعض، ليكتشف الجميع بعد سبع سنوات، أنهم كانوا ف ى سجن واحد، ولكن لكل واحد منهم العنبر الخاص، فلا يعرف عن السجناء الآخرون أى شىء. تعرض الفصل الثانى، لأنماط التعذيب المختلفة والمعالجة الأمنية للمختلفين معها، وفصل القول: فى أن التعذيب لم يكن عشوائيا وإنما كان منظما ومدرسا ولأصحابه ليس هدف واحد وإنما أهداف كثيرة، كما تعرض نفس الفصل لوضع السجون المصرية وما مرت به خلال الثلاثين عاما، فوضع هذه السجون كان مختلفا فى عهود وزراء الداخلية المتتابعين، وكانت السياسة فى السجن تختلف من وقت لآخر فى عهد الوزير الواحد، وعرض نفس الفصل لمفاجأة، حيث نقل شهادة أحد مأمور سجن شديد الحراسة والمعروف بالعقرب، والذى يعد أصعب السجون المصرية على الإطلاق، ليرصد مشاهد كثيرة على التعذيب تمت داخل السجون المصرية.

عرض الفصل الثالث فى الكتاب للموقف القانونى لهؤلاء السجناء، وأعدّ بحثا كاملا عن أعداد قتلى السجناء السياسيون، سواء جراء التعذيب أو التصفية الجسدية أو من قتل بدم بارد، هذه الدراسة تعرضت لأسماء هؤلاء وأرقام، فهى تعد أول دراسة فى هذه المنطقة، كما ختم الكتاب بمحور مهم فى التعذيب، خاص بتعذيب النساء داخل السجون المصرية.

فالكتاب يعد أول عمل توثيقى للتعذيب الذى وقع على السجناء السياسيين طيلة ثلاثين عاما، كما أنه قدم دراسة تبدو جديدة فى هذا الشأن حتى يستفيد القارئ من حقه فى المعرفة والبحث والوقوف على الماضى بكافة تفاصيله، الكتاب يبدو مرعبا من كثرة ما تعرض لتفاصيل التعذيب خلال هذه المرحلة التاريخية من عمر الوطن، فما أن تقرأ أولى كلماته لا تتركه حتى تنتهى من قراءة صفحته الأخيرة.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

ان ربك يمهل الظالم حتى اذا اخذه لم يفلته

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة