من حق النائب العام للإخوان المسلمين القيادى خيرت الشاطر، أن يتحدث لوسائل الإعلام، ومن حقه أن يدلو بدلوه فى الملفات السياسية المصرية المطروحة على الساحة، وأقول ذلك بمناسبة حوار الشاطر إلى جريدة لو فيجارو الفرنسية، وهو الحوار الذى كان من المفترض أن يمر مرور الكرام، لولا ما جاء به من تصريحات تحمل غزلا صريحا للمجلس العسكرى ووصفه، لجماعات الفوضى والتى تسببت فى وضع الجيش والشرطة فى وجه الشعب بأحداث محمد محمود ومجلس الوزراء، ولن أعلق على هذه التصريحات، أو محاولات الشاطر التملص منها ونفيها بعد أن قامت العديد من الجرائد المصرية ومنها الزميلة التحرير بترجمة الحوار ونشره، ولكن ما لفت نظرى بحق، هو تصدر تصريحات الشاطر للأخبار فى العديد من الفضائيات واحتلال ما جاء على لسانه للنيوز بار أو شريط الأخبار فى عدد كبير من الفضائيات بين القنوات ومن بينها قناة السى بى سى، والتى لم يفكر المسئولين فيها على تغيير هذا الشريط طوال اليوم، وكأن هناك رغبة فى التأكيد على أهمية الرجل والدور الذى يلعبه أو دوره المستقبلى، دون أن يفكر أحد من الإعلاميين الكبار فى مناقشة ما جاء على لسان الشاطر، والذى تحدث عن كل شىء تقريبا، حيث قال عن هوية الدستور المقبل والحفاظ على سرية ميزانية الجيش: "بعد الإطلاع على دساتير الدول الأخرى، فمن المرجح أن يتم تطبيق النموذج الأمريكى فى مصر".
واستفاض الشاطر فى الحديث عن ذلك النموذج بقوله: "ستقوم لجنة متخصصة من البرلمان بدراسة موازنة المؤسسة العسكرية بكل تفاصيلها فى سرية تامة، ثم تقوم بالإعلان عن الأرقام الإجمالية لباقى نواب مجلس الشعب، وتحدث القيادى الإخوانى مؤكدا أن الجماعة والذراع السياسى لها حزب الحرية والعدالة ملتزمان بتحقيق جميع مطالب الثورة، عقب سقوط نظام مبارك، موضحا إلى سعيهم لتطهير كافة مؤسسات الدولة، وبعد أن قمت بسرد جزء من تصريحاته أعود وأتساءل عن دور الإعلام من كل ذلك وعن قصد جماعة الإخوان من تغييب كل القوى السياسية الأخرى الموجودة على الساحة، فكل شىء ومن خلال تصريحات الشاطر يبدو أنه معد سلفا ومتفق عليه وسيكون على حزب الحرية والعدالة الذراع السياسى للإخوان أن يدير مجلس الشعب على طريقة الدكتور فتحى سرور فى البرلمانات الماضية وأقصد بها موافقون ويرد الجميع موافقون، فالشاطر كان واضحا جدا فهناك تصور واضح لهوية الدستور فى أذهان جماعة الإخوان ، وتصور لوضع الجيش وآخر عن إعادة هيكلة جهاز الشرطة وكافة مؤسسات الدولة وبالتأكيد هناك نموذج محدد لشكل التعليم والثقافة والفنون ولو كره الكارهون، وفى ظل إعلام مغيب يعزف على وتر واحد ويبدو أن القادم أسوأ.. ولا يحدثنى أحد عن مصر الليبرالية أو الوسطية.