عثمان محمود مكاوى يكتب: نصيحة لليبراليين لا تغيبوا عن المشهد الحالى

الإثنين، 30 يناير 2012 09:49 م
عثمان محمود مكاوى يكتب: نصيحة لليبراليين لا تغيبوا عن المشهد الحالى الدكتور محمد البرادعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثير من الاتهامات والتشويهات وصلت إلى حد غير مسبوق لليبراليين فى مصر من جانب بعض المتشددين الإسلاميين، خاصة بعد نجاح الثورة والتى لم يقم بها أو يساندها أولئك المتشددون، وازدادت هذه التشويهات أثناء الانتخابات البرلمانية من أجل حصد أكبر عدد من المقاعد.

وهذا ما حدث بالفعل. ربما لا يعلم الكثير أن الفكر الليبرالى وجد فى مصر منذ ثمانية عقود تقريبا، بل هناك من يقول إنه وجد بوجود رفاعة الطهطاوى والإمام محمد عبده والأفغانى - كما لا يعرف العديد أن الليبرالية على الأرض المصرية ليبرالية محافظة وليست متطرفة – كما وصفها الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المرشح المحتمل للرئاسة - تجعل من الأديان والعادات والتقاليد الشرقية سقفا لها وضابطا لا تتعداه أبدا. فهى لا تنحى الدين جانبا ولا تؤمن بالحرية المطلقة دون ضابط لها. كما لا ينكر أحد أن الليبراليين الحقيقيين – الذين لم يرتموا فى أحضان النظام السابق _ هم من أوائل من أشعل الثورة المصرية وأعطاها زخما قويا فى وقت كان البعض يتهمهم بالعمالة والخيانة والبعض الآخر يحرم الخروج على الحاكم حتى ولو جلد ظهرك!

وكان نتيجة التشويه الذى شنه بعض المتشددين أثناء التنافس السياسى فى الانتخابات البرلمانية بالإضافة لأسباب أخرى ليس المجال هنا لشرحها أن حصل الليبراليون على عدد هزيل من المقاعد البرلمانية مقارنة بالقوى السياسية ذات الخلفية الإسلامية، وكان لتلك النتيجة، أن ظهرت بعض الأصوات الليبرالية تدعو إلى عدم الائتلاف مع حزب الحرية والعدالة ذى المرجعية الإسلامية فى الحكومة القادمة، إذا ما تمسك الحزب بحقه فى تشكيلها. وقد برر من دعا إلى ذلك أن الإخوان ما فتئوا يتحدثون عن إمكانيتهم علاج مشكلات مصر وكيفية حلها وراهنت بعض هذه الأصوات الليبرالية على عدم استطاعة حزب الحرية والعدالة حل المشكلات التى تعانى منها مصر وبذلك سينكشف أمام الرأى العام، وستنخفض اسهمه فى الشارع المصرى مستقبلا. من جهتى لم أستسغ تلك الحجج بل وقد رأيت من واجبى نصيحة جميع القوى السياسية المدنية بقبول الائتلاف مع حزب الحرية والعدالة إذا ما دعوا لتشكيل الحكومة القادمة. وذلك لعدة أسباب، أن مصر تحتاج فى هذا الظرف التاريخى لجميع القوى الوطنية للإسهام فى بناء الوطن والقضاء على الفقر والجهل وتطهير مؤسسات الدولة من ذيول النظام السابق، وأن رفض أى فصيل سياسى لهذا العمل فى ذلك الظرف التاريخى، هو كالجندى الذى يتخلف عن ميدان القتال كما سيظهر تلك القوى أو ذاك الفصيل، إنها قدمت مصلحتها الحزبية الضيقة على مصلحة الوطن الكبرى.

كما ينبغى على تلك القوى وخاصة الليبرالية أن تدرك أن هذه هى الفرصة الوحيدة من أجل إثبات وطنيتها ومحاولة لإزالة التشويهات التى لحقتها من قبل، وإظهار كفاءة كوادرها السياسية الوطنية لتتغير فكرة بسطاء الشعب عنها، إننى أتوقع أن ينجح حزب الحرية والعدالة فى استعادة الأمن وتطهير المؤسسات ومحاصرة الفساد الذى استشرى فى الثلاثين عاما الماضية والقضاء عليه، ولا أرى أن يغيب الليبراليون وغيرهم عن ذلك المشهد والذى بكل تأكيد سيعمل على رفع أسهمهم فى الشارع المصرى مستقبلا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة