قال الشاعر والإعلامى السعودى عبد الله الخشرمى، إن البطل الحقيقى فى ثورات الربيع العربى هو شعوبها، وليس مثقفيها الذين اكتفوا برفض الواقع من أبراجهم العاجية.
جاء ذلك خلال الندوة التى انعقدت مساء أمس الأحد بمعرض القاهرة الدولى للكتاب تحت عنوان "دور الثقافة والإعلام والفنون فى ثورات الربيع العربى"، والتى حضرها كل من الشاعر والإعلامى السعودى عبد الله الخشرمى وشوقى القاضى عضو بمجلس النواب اليمنى، والدكتور مدحت الجيار أستاذ النقد والأدب بجامعة الزقازيق وعائشة العولقى مدير المركز الثقافى اليمنى بالقاهرة، والتى قامت بإدارة الندوة.
وأكد الخشرمى أن للمثقفين دورا يجب ألا يقتصر فقط على الملاحظة والمتابعة ونقد الواقع الذى تمر به شعوبهم، إلا أن المثقف الحقيقى هو من يمارس دورًا سياسيًا يمكنه من إحداث فارق أو تغيير واقعى، مستنكرا النظرة الفوقية التى يرى بها المثقفون العالم من حولهم، وأنهم يعيشون بمعزل عن واقع الإنسان البسيط.
كما طالب الخشرمى بإلغاء كلمة "الاحتفال بذكرى" أى ثورة اندلعت فى أى من البلدان العربية قبل عام 2011 الماضى، مؤكدًا أنها كانت انقلابات عسكرية وأن تسميتها بالثورات لا يجوز.
وحول الصراع الفكرى المحتدم بين ممثلى الفكر الليبرالى والإسلاميين، رأى الخشرمى أن هذا الصراع من صنع الإسلاميين الذين وصفهم بـ"الظلمويين"، مستنكرا إصرارهم على رفض الاستنارة وقبول الآخر فى سبيل التزامهم بالدين الذى يدعو فى الأساس إلى التعايش وعدم الإقصاء، مؤكدا أن استخدامهم للدين لم يبق مجرد عقائدى وإنما أصبح وسيلة توصلهم إلى مناصب سياسية يطمحون إليها.
إلا أن الخشرمى أشاد بالدور الذى لعبه بعض خطباء الجمعة فى الثورات العربية، والذين شددوا على رفض القمع والظلم الذى مارسته أنظمة بلادهم الديكتاتورية.
ومن جانبه شدد شوقى القاضى، عضو مجلس النواب اليمنى، على ضرورة إحياء ثقافة التعايش وقبول الآخر بين كل الأطياف ومعتنقى الانتماءات الفكرية والسياسية المختلفة، موضحًا أن الخلاف الذى احتدم فى الآونة الأخيرة بين الليبراليين والإسلاميين لم يكن سوى صراع وهمى، لافتا إلى أن الثورات العربية قد كسرت جميع الحواجز الفكرية لتخرج جميعا مطالبة بحرية بلادها من أنظمتها الديكتاتورية.
كما أشاد القاضى بقدرة الشباب العربى الذى تخلص من القوالب التى وضع فيها كل من الإسلاميين والليبراللين وغيرهم أنفسهم، ليتحدوا على رفض القمع والظلم.
ورأى "الجيار" أن للثورات العربية الفضل فى إعادة الحياة إلى سيولتها بعد حالة التجمد التى دخلتها جميع شعوبها، مؤكدا أن رياح الثورات اقتلعت جميع جذور العنصرية والحواجز ليتحد الجميع أمام هدف واحد هو هدم قلاع الظلم والقمع التى احتمت بها الأنظمة العربية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة