د. عبد المنعم عمارة

السادات لم يفكر فى منصور حسن نائباً لرئيس الجمهورية

الأحد، 29 يناير 2012 05:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أيوه.. اسمح لى أن أحرضك على الرئيس القادم، اسمح لى أن أطلب منك أن تمسك له على السقطة واللقطة، اسمح لى أن أطلب منك أن تكون معارضاً من أول يوم نرى فيه هذا الرئيس المنتظر. هل هى دعوة تحريض نعم، طيب لماذا لا تعتبرها دعوة إلى أن تكون ناشطًا سياسيًا وأن تقول رأيك فى أكبر رأس فيكى يا بلد. شهر العسل فى أمريكا بين الرئيس وشعبه مائة يوم، وفى ظنى أن شهر العسل مع رئيس مصر لن يكون مائة ولا حتى أسبوعا واحدا، الكل متحفز، والكل جاهز، الكل يريد أن يآجر على حضرته، والكل ينتظر رد فعله تجاه ما يحدث ضده. شعب مصر قالوا عنه إنه الذى أفسد الحكام وهو الذى جعل من الحكام فراعنته بل آلة، فهل القادم سيكون من هذه العينة، أم سيكون هو الخادم ونحن الشعب السعيد، الله أعلم، كله يتوقف عليك وعلىّ وعلى بقية المصريين.

المعارضون فى الستين سنة السابقة محظوظون، فمعارضو عبدالناصر، أصبحوا وزراء بل رؤساء وزارة مع الرئيس السادات، ومعارضو مبارك خرجوا من السجون وأدخلوا الذين ظلموهم السجون مكانهم.

بسم الله ما شاء الله، الإخوان المسلمون حصدوا كل أصوات المصريين، يمكنهم تشكيل الحكومة الجديدة، ويمكنهم التنكيد على الحكومة فى مجلس الشعب الذين هم ملاكة الآن فمعهم مفاتيح أبواب المجلس، وأحدهم أصبح رئيساً لمجلس الشعب.

تريد أمثلة عن فترة ما بعد مبارك، خذ عندك النائب محمد عبدالعليم معارضاً قوياً فى مجلس الشعب أصبح وكيلا لمجلس الشعب وهو ما لم يكن يخطر على باله ولا فى الأحلام.
بلاش تذهب بعيداً، انظر للدكتور الجنزورى الذى أصبح رئيسا لوزراء مصر بعد خمسة عشر عاما من تركه الرئاسة، عاد على أسنة الرماح، صحيح الشباب اعترض عليه وبعض السياسيين إلا أنه عاد، صحيح لم يدخل مبنى مجلس الوزراء بعد ولكنه أصبح رئيساً لوزراء مصر، طيب ما السبب؟ لعل ما قيل من أن مبارك لم يعطه قدره عندما حل حكومته مما سبب تعاطفاً معه من قبل كثير من السياسيين والمثقفين ومن الشعب عكس ما قاله معارضوه فكيف وقد عمل معه محافظا فى محافظتين ووزيرا للتخطيط ثم نائبا لرئيس الوزراء لمدة تزيد على خسمة عشر عاماً، وكانت العلاقة سمنًا على عسل.. والشباب كان اعتراضهم الرئيسى عليه أنه لم يكن مناضلاً وأنه استسلم لمصيره وقدره دون أن يدافع عن نفسه ودون أن يناضل ضد مبارك من أجل المصريين، وظلم مبارك له أعاده رئيسا للوزراء.

عزيزى القارئ

عايز نموذج آخر، خذ عندك منصور حسن مع حفظ الألقاب، منصور لمن لا يعرفه شخصية رقيقة ومهذبة ومثقفة ومرتبة وصبور ومتواضعة. منصور عرفته عندما جاء ليعمل معنا فى حزب مصر الذى كان يرأسه الرئيس السادات قبل أن يحله وينشئ الحزب الوطنى الديمقراطى. كنت فى هذه الفترة أنا وصديقى عبدالحليم منصور، وهو شخصية سياسية رائعة، نقود العمل فى الحزب تحت رئاسة د. فؤاد محيى الدين وحامد محمود الأمينين العامين للحزب ومعهما شخصية سياسية رائعة هو المحامى المشهور محمود أبووافية، كنت رئيسا لمكتب شؤون عضوية الحزب ثم رئيسا للشؤون الداخلية للحزب، وهى تعادل أمانة التنظيم، جاء لنا منصور ولم يكن معروفاً سياسياً على مستوى العمل العام السياسى، ولكنه بشخصيته التى أوضحت معالمها لديه القدرة على جذب قلوب من يتعامل معهم. بعدما انضم منصور للحزب الوطنى الجديد وفى فترة قصيرة أصبح مقرباً من الرئيس السادات، حتى وصل إلى أن يكون وزيراً لشؤون رئاسة الجمهورية. واسمح لى هنا بوقفة ليس مقصوداً بها أن أتكلم عن نفسى ولكنى أتحدث عن وقائع متعاقبة وأحداث حدثت فى هذه الفترة عندما أصبحت فيها محافظا للإسماعيلية، كنت ألتقى كثيرا بالرئيس السادات الذى كان إعجابى به بلا حدود فى حضور صديقه المهندس عثمان أحمد عثمان وفى بعض الأحيان المهندس مشهور أحمد مشهور رئيس هيئة قناة السويس فى هذه الفترة، كنت سعيداً بإعجاب الرئيس السادات بى وبحواراته معى وبحسن استماعه لى.. هذه القصة كانت قبل تعيين منصور فى رئاسة الجمهورية. فى أحد الأيام طلبتنى سكرتاريته للقاء فى استراحة الفرسان بالإسماعيلية وذهبت وكان معه المهندس عثمان، بعد السلام وشرب الشاى الخمسينة التى كان يحبها الرئيس، فاجأنى قائلاً: أنا عايزك معايا يا عبدالمنعم- بضم الميم- فى الرئاسة، لم يحدد وظيفة أو منصبا. أعترف أنه أسقط فى يدى، وأعترف أننى لم أكن مهيأ لذلك، وصمت لبرهة حتى تدخل المهندس عثمان وقال له ياريس اتركه يعمل فى الإسماعيلية فهو يقوم بعمل جيد، ولكنه سيتوه فى الرئاسة وكان هذا صحيحاً، فما كنت أسمعه عن العمل فى رئاسة الجمهورية أيام عبدالناصر وأيام السادات لم يكن فى مقدورى أن أستوعبه. المهم أن الرئيس السادات وافق على إعطائى منحة لأفكر.. بعدها لم يفاتحنى فى هذا الموضوع مرة أخرى، وتم تعيين منصور وزيراً لشؤون رئاسة الجمهورية.

اسمح لى أن أعود إلى ما قيل أو قاله منصور حسن من أنه كان مرشحاً كنائب لرئيس الجمهورية، فهذا الكلام غير صحيح، فهو لم يكن حتى مرشحاً رئيسا للوزراء كما أشيع.. ولكن الخلاف الذى حدث سببه أن منصور وضع اختصاصات لمنصبه تلغى اختصاصات نائب رئيس الجمهورية وهو ما أغضب مبارك وجعله يعتكف فى منزله حتى تدخل المهندس عثمان أحمد عثمان وأوضح للرئيس السادات ما فعله منصور وبعدها لم يوقع الرئيس السادات على الاختصاصات التى وضعها منصور. كما أن تعيين نائب رئيس مدنى وليس من الجيش كان مستحيلاً بعد حرب أكتوبر. ما علينا المهم أن منصور بسبب عدم الود بينه وبين مبارك- للسبب الذى ذكرته- اعتبره كثيرون معارضاً ومناوئا لمبارك، وقد يكون هذا صحيحا إلى حد كبير، ولكن إذا كان الأمر صحيحا فهذا معارض آخر أصبح رئيسا للمجلس الاستشارى الذى أصبح له دور كبيرفى أحداث ومستقبل مصر.

عزيزى القارئ

مش قلت لك.. عارض، انقد، اتكلم، قاوح، اغضب، اضرِب، اعتصم، ابدأ نشاطاً سياسياً ثم عضوا بأحد الأحزاب هاجم الرئيس بقسوة، أسمع صوتك للشعب، اشتم أمريكا، هاجم إسرائيل، مين عارف فربما نراك شيئًا مهما بعد انتهاء فترة الرئيس القادم.. اعقلها وتوكل.. لماذا لا؟

كرباج ورا يا شباب

بصراحة حاجة تفرح، صحيح همه دول ولاد مصر، صحيح ما جابتهمش ولادة، هذا إنتاج مصرى مائة فى المائة، شباب رفع رؤوسنا فى كل أنحاء العالم، متقليش عايزين نروح كأس العالم فى كرة القدم، فهذا أسمى وأكثر شهرة من الوصول لكأس العالم.

ما حدث فى احتفال يناير 25 شىء لا يصدقه عقل، لم يكن ما فيه أقل مما حدث فى 25 الأصلى، المنظر هو هو، بل زاد وأصبح أكثر اشتعالاً وسخونة، ما حدث جاء رداً على من قالوا بأن الناس زهقت من المليونيات وأنهم لن يخرجوا وأنهم لو خرجوا فالبلد هتولع، ونجح اليوم من غير حبايبنا الحلوين العسكريين من شرطة وجيش، لم ينس المصريون أهم يوم فى حياتهم، لم يبرد المصريون، ردوا على تساؤل سخيف من بعض الأفنديات وهو لماذا لا يثور المصريون، وثار المصريون، قالوا إن الناس زهقت من الشباب، وأنهم لن يخرجوا معهم، وأنهم عطلوا مصالح البلد وميلوا حال البلد، وثبت أن كل هذا غير صحيح. هم يؤمنون بما قاله الله سبحانه وتعالى.. يحيى العظام وهى رميم.. هم يريدون إحياء مصر، لا عمل جبس لهذه العظام ولا حتى شرائح معدنية، يريدونها بلدا كالسيارة الجديدة على الزيرو، لا إصلاح ولكن تغيير كلى للبلد، وهذا هو الفرق بينهم وبين غيرهم من الذين يحكموننا، الحكام يريدون الإصلاح والترقيع والشباب يريد التغيير الشامل، فما معنى أن تكون ثورة دون أن تكون كذلك.

إذن أجدادنا الفراعنة أذهلوا العالم، وأحفادهم أيضًا أدهشوا العالم.

طيب بذمتك مش فرحان ببلدك وما يقال عنها، مش فرحان بشباب بلدك، مش مكسوف لو كنت قلت إن هؤلاء الشباب عطلوا أحوال البلد، طيب لو قلت كده، ادينى دليل، أعطنى إشارة، بصراحة أنا مع تشدد هؤلاء الشباب فلولا مواقفهم ما تحقق شىء مما تحقق الآن، يكفى أن ما تحقق كان يسبق أى مليونية دعا لها الشباب.

حضرات القراء

أنا مؤمن أن الحياة تقوم على نظرية المكسب والخسارة، فالله سبحانه وتعالى وعد الفائز بالجنة والخاسر بالنار، الحياة نفسها مباراة لها خسائر أو فوز.

الحياة السياسية تقوم على الصراع بين الدول.

بعد انتهاء الحروب هناك فائزون وخاسرون فى الحزب العالمية الثانية فاز الحلفاء والاتحاد السوفيتى وانهزمت ألمانيا وقسمت، النصف لأمريكا والنصف الآخر للاتحاد السوفييتى.
لا يحدث هذا فى الدول فقط ولكن فى كل الثورات التى قامت فى العالم، الثورة الفرنسية قامت على شعارات الحرية - الإخاء - المساواة، ومع ذلك عاشت فرنسا عشر سنوات عجاف حتى انتصر الشعب الفرنسى وانتشرت الديمقراطية.

عزيزى القارئ

طيب لو سألت حضرتك سؤال عن الفائزين والخاسرين فى ثورة 25 يناير، خسر كثير من الشباب عيونهم وحياتهم، ولم يكسبوا شيئا فى العمل السياسى.

بينما القوى السياسية فاز فيها الإخوان المسلمون والسلفيون، السياسيون الجدد، بينما خسر الليبراليون وخسرت الأحزاب القديمة، كسب الإخوان عشرة صفر، ويبدو أن القدر والثورة قامت من أجلهم، ولعل الله فعل هذا لحكمة لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى.. فوزهم إما أنه نعمة للمصريين أو نقمة عليهم.

أنا شخصيا معجب أساسا بشباب الثورة، معجب بأدائهم وتصميمهم وشجاعتهم وجسارتهم وتحملهم كل ما تعرضوا له.

ومع ذلك لم يكسبوا شيئاً ليس لديهم حزب يعملون من خلاله فهو أكبر من قدراتهم، لم يدخلوا مجلس الشعب وكنت أتمنى وجود عدد كبير منهم لأنى كنت أرى أن وجودهم بداخل المجلس امتداد لشرعية الميدان.

ومع ذلك يكفيهم شرفاً أنهم مازالوا الأقدر على تحريك الشارع المصرى وليس هناك أحد سواهم، يكفيهم شرفاً أنهم خلقوا شيئا مهماً سيظل عالقاً بتاريخ مصر وهو شرعية الميدان الذى يعنى أن الشعب هو السيد وأنه مصدر السلطات.

أقول للذين لا يعجبهم أداء الشباب المصرى، اتبطوا واتلموا، فهم الذين أعطوكم الكرامة وهم الذين طالبوا لكم بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية.

ويا شباب مصر أرجوكم استمروا ولا تتوقفوا حتى تحدثوا التغيير الكبير الذى نحلم به.
زمان عندما كنا نرى شخصاً يركب الحنطور ودون أن يراه سائقه كنا ننادى عليه ونقول كرباج ورا يا أسطى.. والآن يمكن أن نقول للشباب: كرباج ورا للذين تسلقوا الثورة.






مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

د.شريف

لاتعليق

عدد الردود 0

بواسطة:

طارق عبد الواحد

man in the day

عدد الردود 0

بواسطة:

Moheb Shatawy

Great one

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو الوفا المصري

حرام عليك !!!!!!1

عدد الردود 0

بواسطة:

Mohammad Magdi

Yes

%100 Agree with all what you wrote

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

غريب

عدد الردود 0

بواسطة:

بورسعيدى

كل خله يشبهله

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو مريم

ياريت تتكلم عن ايامك مع السادات

عدد الردود 0

بواسطة:

المعلم

احترام

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن مصرى

لسان الوزراء

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة