سنوات طويلة.. كان المواطنون والمحللون ينشغلون بما يفكر فيه الرئيس، والنظام . كانت التساؤلات: هل سيغير الرئيس الحكومة؟ هل سيعين نائبا؟. الآن لم تعد التحليلات تتجه إلى الحكومة والمجلس العسكرى، بل إلى الثوار. لأن المجلس العسكرى أصبح بعد عام من تسلمه السلطة الانتقالية أكثر وضوحا، ويمكن توقع ردود أفعاله، فهو يستبق الضغط بقرارات تهدئة أو يستجيب لمطالب المظاهرات. وقبل كل جمعة هناك توقع لقرارات، تكون متأخرة أو منسية مثل محاكمة مبارك، وإطلاق سراح المعتقلين، ووقف المحاكمات العسكرية، وإلغاء الطوارىء، وقرارات كان المصريون ينتظرونها عقودا طويلة، وصدورها نوع من المعجزات.
والفضل فى هذا يرجع إلى مئات الآلاف فى الميادين، وبعد عام من الثورة، فإن استمرار الزخم والثورة رسالة مهمة للبرلمان، يجب الالتفات إليها، وعلى من ينتقدون الثوار، أن يعلموا أن هذه الجموع هى التى تضمن دستورا لدولة مدنية تضمن العدالة والمساواة لمواطنيها، وأن حقوق الفئات المظلومة، وتكافؤ الفرص لا يمكن التلاعب بها، أو إهدارها من أى قوة .
الثورة هى أساس الشرعية، وإهدارها فشل وخيبة، وعلى الثوار أن يقبلوا النقد، ويعلموا أن ليس كل نقد هو انحياز ضد الثورة التى ليست ملكا لأحد، بل هى لمصر كلها. وانتقادهم لا يعنى التفريط فى كونهم القوة الكبرى، وأن الانتخابات ووجود أغلبية، لايعنى توقيعا على بياض، بل إن الانتخابات كانت على أهداف الثورة، ومن يعتدى عليها يفقد شرعيته، وعليه أن يلتزم برأى الشعب، وأيضا أن نمنح السلطة المنتخبة الفرصة للعمل دون خوف أو مزايدة.
وهذه هى قوة الثورة وأهميتها وقدرتها على الفعل والتسريع بالقرارات، حتى لو كانت قرارات تصدر بعد ضغط، فقد جاءت محاكمات مبارك، وإلغاء المحاكمات العسكرية وإطلاق المعتقلين. فهى قرارات تصدر فتلقى قبولا من المواطنين، بينما يعتبرها بعض المتحدثين باسم الثورة أقل من المتوقع ويتجاوزونها ليطلبوا المزيد.
أما السؤال الذى تحدد إجابته المستقبل، هو أن الثوار القادرين على حشد مئات الآلاف فى المظاهرات، يعجزون حتى الآن عن حشد الناس للانتخابات، بينما الإخوان ينجحون فى الحشد، وفى الانتخابات. ثم إن النجوم الذين يظهرون منسوبين للثورة، ليسوا هم من يقود، وأغلبهم ليست لهم جماهيرية، بين الثورة وخارجها، الثورة لم تفرز قيادتها، وتحتاج إلى الانتقال من موقف أنها تقود.. إلى أن تسود وجهة نظرها.
ثم إن الغموض وغياب توقع الفعل بقدر ما يكشف عن قوة الثورة، وأنها تقود الفعل، يشير أيضا إلى أن هذه القوة لاتترجم، وأحيانا يتم تفسيرها خطأ. وهو أمر ينتقل إلى قطاع من الجمهور، هو فى الواقع مع الثورة، ويحتاجون إلى الإقناع والحوار ليكونوا شركاء، وليسوا فقط متفرجين. هى المعادلة التى تحتاجها الثورة لتسود.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد محمد خيري
وهم
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد
الشرعية للشعب وليس لمجلسه فقط
عدد الردود 0
بواسطة:
ام هاجر
بيكذبو ويصدقوا انفاسهم
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال الصياد
حتى في الميدان لايحشدون ياأستاذ أكرم !!