انتقد عدد من النقاد الألمان فكرة إعادة نشر كتاب " كفاحى " للزعيم النازى أدولف هتلر، الذى يروج أفكاره التى وصفوها بالمحرضة على الاضطهاد والمتهمة بأكثر التهم فزعا فى أوروبا، وهى معاداة الجنس السامى.
ومن بين رافضى إعادة نشر " كفاحى " الناقد يواخيم، الذى قال فى حواره مع موقع دويتشة فيللة الالمانى إن القارئ يتلقى رائحة هذا الكتاب الكريهة بمجرد أن يفتحه، مؤكدا على احتواء " كفاحى " على اخطاء ايديولوجية وتاريخية فادحة.
كما وصفت المؤرخة الألمانية بريجيته هامان" كفاحى " بالممل وانتقدت استعانة هتلر بالكتابات السياسية الهامشية ليملأ بها محتوى كتابه , مؤكدة أن الكتاب لا يحمل أى أفكار جديدة يمكن نسبها لهتلر نفسه.
كان هتلر قد ألف كتابه أثناء فترة تواجده بالسجن بتهمة الخيانة العظمى للدولة والتحريض على محاولة الانقلاب التى وقف ورائها مؤيديه النازيون فى مدينة ميونخ والتى انتهت بحمام من الدم لم تشهده ألمانيا من قبل وذلك فى ال اا من نوفمبر من عام 1923.
ومثلما كان هتلر دائما عكس توقعات الجميع كانت فترة سجنه أيضا كذلك فى حين ظن الجميع أن وجود زعيم فى حجمة فى سجن وتورطه فى مثل هذه التهم سيكون نهاية محتومة خالف هتلر توقعاتهم جميعا وكان سجنه فترة أستراحة تؤهله للبدء من جديد بل والترويج لافكاره من خلال تأليف كتاب " كفاحى " الذى تناول افكاره النازية بالتفصيل .
يروج " كفاحى " ايضا لافكار معادية للجنس السامى بالاضافة الى السيرة الذاتية لهتلر وكذلك الحرب والثورة النازية التى يريد قيادتها مما دفع المعاديين للفكر النازى الى اتهام الكتاب بالتحريض على العداء والاضطهاد .
كان الكتاب الذى عاد بأرباح كبيرة على الحزب النازى وعلى دار النشر التابعة له وكذلك على الزعيم النازى نفسه , قد أصبح وصمة عار فى بيوت العديد من الالمان الذين سارع العديد منهم فى التخلص منه بأسرع وقت وذلك بعد الحرب العالمية الثانية فيما أصر البعض الاخر على الاحتفاظ ب " كفاحى " كأحد الكتب النادرة التى لن تتكرر.
ولم تقتصر جماهيرية " كفاحى " على الالمان فقط الذين حكمهم هتلر بقوة السلاح وانها وصل الى جميع انحاء اوروبا ليقتنيه العديد من قراء هذه الدول بعد ترجمة الكتاب الى الفرنسية والانجليزية والاسبانية وغيرها من لغات للترويج لافكار النازية ومعاداة السامية .
وفى انجلترا تم العثور على بعض النسخ الاصلية للكتاب وعليها الامضاء الشخصى لهتلر وتم بيعها فى المزادالعلنى سنة 2005و2009 بأثمان باهظة.
كانت الحكومة الالمانية قد حظرت نشر هذا الكتاب بحكم القانون وذلك لان افكاره تتنافى مع القيم الديمقراطية للبلاد، الذى يعتبر مجرد دعاية تحريضية زائفة .
فيما يرى مؤيدى نشرهذا الكتاب أن منع النشر يعد منافيا للقيم الديمقراطية المتأصلة فى المجتمع الالمانى الذى يعترف بحرية الرأى وينكر الوصاية على عقول القراء .
ومن جانبه رفض المؤرخ البريطانى إيان كيرشاو فكرة حظر كتاب " كفاحى " مؤكدا على استحالة الحظر الاعلامى فى ظل الامكانيات الكبيرة النتى منحها عصر الانترنت للقراء موضحا أن ليس النشر هو الطريقة الوحيدة لحصول القراء على الكتاب
بينما يرى النقاد الالمان أن الربح المادى هو الهدف الوحيد وراء إصرار صاحب دار النشر البريطانى ماكغى كان على نشر الكتاب من جديد.
عدد الردود 0
بواسطة:
صلاح ذكي
انشر ياعم ماكــغــى كـــان ولا يهمك هية خربانة خربانة