تحت عنوان "هجوم مصر على المجتمع المدنى"، قالت افتتاحية صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن مصر فى مرحلة ما بعد مبارك تواجه تحديات جسيمة مع ثورتها غير المكتملة وأزمتها الاقتصادية لذا آخر ما تحتاجه الآن هو التناحر مع الولايات المتحدة، ورغم ذلك، فعل المجلس العسكرى ما هو أكبر من ذلك بعدما أظهر احتقاره للمجتمع المدنى وحليفته القديمة واشنطن، على حد تعبير الافتتاحية.
ومضت الافتتاحية تقول إنه فى 29 ديسمبر الماضى، أغارت قوات الأمن على سبع منظمات غير حكومية فى القاهرة، وتم التحقيق مع العاملين بها وتم مصادرة أجهزتها وأدواتها، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، وإنما امتد يوم الخميس الماضى عندما أكدت الحكومة المصرية أنها منعت ستة أمريكيين من السفر بينهم، ابن وزير النقل الأمريكى، سام لاحود.
وأشارت الافتتاحية إلى أن القادة يصرون على إدعائهم "الزائف" بأن الاضطرابات الأخيرة سببتها "أيد خارجية"، مؤكدة أن القوات الخارجية لم تدفع المصريين للانتفاضة الشجاعة ضد حسنى مبارك، كما لم تدفعهم الآن للاستمرار فى الضغط على المجلس العسكرى للوفاء بتعهداته ونقل السلطة إلى حكومة مدنية، وإذا كان يريد المصريون مساعدة خارجية للعمل على نقل السلطة، فينبغى السماح لهم بقبولها.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن رئيس منظمة "أى أر أى" أو المعهد الجمهورى الدولى، التى يعمل بها ابن وزير النقل الأمريكى قوله إنه على مدار 30 عاما من عمل منظمته، لم تعامل قط بهذه الطريقة من قبل أى دولة، بما يشمل روسيا والصين وفنزويلا.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن الجيش المصرى يتلقى معونة عسكرية سنوية تقدر بـ1.3 مليار دولار من واشنطن، "ولا نفهم لماذا يستمر القادة العسكريون فى تبنى هذا النزاع المدمر، حتى بعد استنكار الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، ووزيرة الخارجية الأمريكية، هيلارى كلينتون، ووزير الدفاع، ليون بانيتا، وعليهم الآن إخلاء سبيل لاحود والباقين على الفور".
نيويورك تايمز تتهم "العسكرى" باحتقار المجتمع المدنى.. وواشنطن تؤكد "إذا أراد المصريون المساعدة الخارجية فينبغى السماح لهم بقبولها".. وتدعو لإخلاء سبيل الأمريكيين على الفور
السبت، 28 يناير 2012 01:33 م