وأضاف د. على جمعة فى كلمته التى ألقاها نيابة عنه الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية أن مصر تمثل رمانة الميزان فى التوازنات الإقليمية والدولية وهى قلب الأمة النابض، وأن الشعب المصرى أصبح بإمكانه تصحيح مساره، موضحا أن الشعب المصرى العظيم بعد أن أسقط النظام – الذى يمثل أمام القضاء – يدرك التفرقة بين النظام الذى أسقطه وبين الدولة التى يجب الحفاظ عليها وعلى مؤسساتها فى سبيل تحقيق النهضة المنشودة.
وأكد مفتى الجمهورية أن أمامنا مشكلات وتحديات حقيقية لا يجدى معها الشعارات والبيانات فمصر مليئة بالخبرات والخيرات، داعيا جميع التيارات والأحزاب والقوى السياسية إلى التوقف عن إثارة القضايا السطحية التى لا طائل ولا منفعة من ورائها، وإلى البدء فوراً فى مناقشات وحوارات موضوعية حقيقية حول القضايا الجوهرية الأكثر نفعاً للوطن والتى ترتقى بالمجتمع المصرى وتسهم فى النهوض بالأمة فى جميع المجالات.
وطالب المفتى كافة الدول تقديم كافة أشكال الدعم لمصر ولشعبها العظيم والإسهام الفاعل فى مبادرات التنمية فى مصر شريطة أن يتم ذلك دون إملاءات أو تدخل من الخارج فى أمورها الداخلية بأى شكل من الأشكال .
وأشار المفتى إلى أن روح الوفاق الدينى بين المسلمين والأقباط فى مصر التى استمرت طيلة أربعة عشر قرناً من الزمان تمثل أهم الثوابت والمبادئ المصرية التى جعلت من أمتنا أمة قوية قادرة على إحداث التغيير داعياً جميع المصريين إلى الحفاظ على هذه الروح وعدم التفريط فيها.
وشدد مفتى الجمهورية فى كلمته أن مصر ستبقى دائما وأبداً رمزاً للوسطية والاعتدال وتقبُل الآخر وأن الرابطة بين الشعب ودار الإفتاء كانت ومازلت قوية فقد أصدرت دار الإفتاء فى العام الماضى وحده ما يزيد على أربعمائة ألف فتوى مستخدمة فى ذلك أحدث قنوات التواصل الحديثة بما فيها شبكات التواصل الاجتماعى فى توصيل رسائلها وخدماتها لطالبى الفتوى فى جميع أنحاء العالم بتسع لغات مختلفة، وأضاف أن دار الإفتاء منذ تأسيسها وهى تقوم بدورها التاريخى والحضارى من خلال وصل المسلمين بأصول دينهم وتوضيح وإزالة ما التبس عليهم من أحوال دينهم ودنياهم .
وأشار مفتى الجمهورية إلى أن دار الإفتاء المصرية ملتزمة بالمشاركة فى الجهود السلمية العالمية فى مجال حوار الأديان ونشر ثقافة التسامح والتقارب، وتدعيم المشترك وبناء جسور التعاون والتقارب بين شعوب الأرض وملتزمة كذلك بالتصدى لظواهر التعصب والإسلاموفوبيا والتى زادت وتيرتها فى العديد من وسائل الإعلام الغربية، التى لا تبرح أن تصف الإسلام بالرجعية والإرهاب، كما أكد المفتى أن هذه الموجات العدائية ضد الإسلام وحضارته من شأنها أن تعرض كل جهد يبذل فى مجال التقارب والتعايش للخطر بأن يفقده جدواه وأن يفرغه من مضمونه.
واختتم مفتى الجمهورية كلمته فى ملتقى دافوس أن هناك الكثير مما ينبغى إنجازه لنقل البلاد إلى نموذج مستقر ناجح، وأن الإسلام يعلمنا دائما أن التفاؤل والسعى الدءوب المستمر من لوازم معنى الإسلام، داعيا جميع المصريين أن يواصلوا المسير على درب الأمل والعمل وأن يكملوا ما بدءوه بعزم وقوة.
