والله لم أجد تفسيرا لهطول الأمطار طوال ليلة الـ25 من يناير سوى أن السماء تذكرت فلذات أكبادنا، تذكرت شبابا قلما تجد مثلهم، شبابا حملوا على عاتقهم حرية بلدهم وأهلهم وأخواتهم وأخوتهم وأبناءهم من بعدهم وضحوا بأرواحهم وسالت دمائهم الطاهرة من أجل هذه الحرية، تذكرت السماء شهداءنا الأبرار الأحياء عند ربهم بإذن الله يرزقون.
فى ذكراهم الأولى تذكرتهم السماء فسال الدمع منها طوال ليلة الـ25 من يناير لتذكرنا بمن ضحوا بأنفسهم لكى نعيش لكى ننعم بالحرية لنا ولأبنائنا من بعدنا، وها هى السماء تقول لنا لا تتركوا دماء أخوانكم تذهب هدرا ولا تهدروا حقهم عليكم فالثورة مستمرة حتى ينال المصرى كامل حريته وكرامته حتى نقتص لدماء شهدائنا من المجرمين الفاسدين حتى تشرق شمس وطننا حتى تتطهر حياتنا من كل ظلم أو فساد أو استبداد أو استعباد حتى ترقد أرواح شهدائنا آمنة مستقرة عند بارئها حتى ترتاح كل أم ثكلى على ابنها الشهيد كل أب مكسور على ابنه الشهيد كل ابن مقهور على والده الشهيد كل زوجه مجروحة بعد فقد زوجها الشهيد كل طفل حرم من حنان أبوه الشهيد حتى يرتاح كل مصرى مظلوم أو مقهور حتى يزال الغبار عن وجه أعظم شعب وعن وجه أعظم بلاد الأرض.
والله لن ننساكم أبد الدهر ولن تضيع دماءكم هدرا، والله لسوف يعود الحق لأصحابه مهما طال الزمن ومهما سالت الدماء، والله لسوف نحكى لأولادنا وأحفادنا من بعدهم عن شبابا ليس لهم مثيل ضحوا بشبابهم وببسمة حياتهم لأجلكم ولأجلنا من قبلكم.
اللهم أنت أعلم بغايتهم، اللهم إنهم قد ضحوا بأنفسهم لنصرة بلدهم وحرية إخوانهم، اللهم نسألك أن تتقبلهم عندك من الشهداء، اللهم نسألك أن تصبر أهلهم، اللهم نسألك أن تجمع بين فرقاء وطننا، اللهم نسألك خير القادم لمصر ولشعب مصر إن شاء الله. اللهم آمين
