يقول الدكتور عبد الهادى، مصباح أستاذ المناعة زميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة: "لم يعد هناك شك فى أن العلاج الجينى يحمل الأمل فى علاج الكثير من الأمراض التى يولد بها الطفل وتنتهى بموته، كذلك بعض الأمراض التى تصيب الإنسان فى حياته مثل الأورام السرطانية والحساسية وأمراض المناعة الذاتية، وبعض أنواع العدوى بفيروس الايدز وأمراض القلب والسكر وتصلب الشرايين وغيرها من الأمراض الخطيرة والمزمنة ومنذ سبتمبر عام 1990 سجل التاريخ بداية نجاح العلاج الجينى، عندما نجح "فرنش اندرسون" الأمريكى فى علاج الطفلة اشانتى من خلال العلاج الجينى، وذلك بإدخال ألجين المسئول عن تصنيع أنزيم ADA الهام لعمل الجهاز المناعى، وبذلك أنقذها من موت محقق أو من علاج دائم يجب أن تاخذة ويكلفها 50 ألف دولار سنويا لكى تعيش ولا يمكن أن توقفه مدى الحياة لإصابتها بمرض نقص المناعة الموروث ومنذ ذلك الحين والعلاج الجينى هو احد الموضوعات الساخنة التى شغلت معظم العلماء والأطباء فى شتى التخصصات المختلفة، وفى كافة أنحاء العالم وتنافست الشركات الكبرى على إدخال العلاج الجينى إلى عالم البيزنس لكى يستفيدوا من لهفة الناس وحاجتهم إلية وأصبحت معظم الأبحاث التى تجرى فى هذا المجال تمول من الشركات الخاصة مما جعل بعض العلماء يتخوفون من استعجال أصحاب رأس المال للعلماء، لكى يخرجوا عليهم بنتائج تأتى إليهم بإرباح طائلة قبل أن تستوفى حقها من البحث والتدقيق والتجارب العلمية والإكلينيكية الكافية.
وعلى الرغم من أن هناك مئات الحالات التى تم تجربة العلاج الجينى عليها إلا أنة مازالت هناك مشكلة تواجه القائمين على هذا النوع من العلاج ألا وهى الوسيلة التى يدخلون بها ألجين السليم إلى الخلايا، وضمان أن ينتقل هذا ألجين المنقول إلى الأجيال التالية من الخلية عندما تنقسم وتعطى أجيالا أخرى ولعل من أهم الأمراض التى واجهت مثل هذه المشكلة هو مرض تليف الرئة الحويصلى الذى تم تجربة الكثير من وسائل النقل معه باستخدام بعض أنواع الفيروسات لكى تقوم بدور" الصاروخ"الذى يوصل ألجين "سفينة الفضاء" إلى الكوكب "الخلية" المراد الوصول إلية مثل نوع يسمى "ادينوفيروس".
ويقول الدكتور عبد الهادى الحقيقة إن أبحاث السرطان فى مجال العلاج الجينى قد نالت نصيب الأسد، وذلك على الرغم من أن السرطان بة عوامل كثيرة يمكن أن تسبب المرض على خلاف بعض الأمراض الأخرى التى تنتج من طفرة أو عيب فى جين واحد فقط يمكن تصحيحه وعلاج المرض بصورة نهائية مثل بعض أمراض التمثيل الغذائى وتليف الرئة الحويصلى ومرض نقص المناعة الموروث وغيرها من الأمراض.
أما المحاولات الأخرى التى تبذل فى مجال علاج السرطان فتشمل جينات فرامل السرطان التى حدثت بها طفرة منعتها عن العمل وهى الجينات المثبطة للأورام بحيث تعود إلى عملها الأصلى الذى يقضى بأن تأمر الخلية بالانتحار فى حالة ما إذا حاولت الخروج عن طبيعتها والانقسام بصورة عشوائية أو سرطانية، وهناك اتجاهات كثيرة لاستخدام العلاج الجينى فى حالات السرطان منها إدخال جين معين إلى الخلايا السرطانية، بحيث تفرز مواد مناعية معينة مثل الليمفوكاينز وانترلوكين – 2، وهذه المواد يؤدى وجودها إلى تحفيز المناعة الطبيعية والجهاز المناعى للإنسان للهجوم على الخلايا السرطانية ومقاومتها ومحاولة التغلب عليها.