جلال أمين: سيطرة الجيش على الاقتصاد المصرى جزء من نظام مبارك الذى لم يسقط

السبت، 28 يناير 2012 03:23 م
جلال أمين: سيطرة الجيش على الاقتصاد المصرى جزء من نظام مبارك الذى لم يسقط المفكر الدكتور جلال أمين
كتبت هدى زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال المفكر الدكتور جلال أمين، إن سيطرة الجيش على نسبة كبيرة من الاقتصاد المصرى تعد واحدة من سمات نظام مبارك الذى مزج بين الجيش والسياسة بشكل رهيب ولكن نأمل أن تنتهى تلك السيطرة، وذلك التداخل فى الفترة القادمة وأن تنتهى التبعية الأمريكية لأن هذا كله ضد طبيعة العصر والفترة الراهنة.

وأضاف أمين خلال الندوة التى عُقدت صباح اليوم، السبت، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب لمناقشة كتاب مصر والمصريون فى عصر مبارك الصادر عن دار مريت، أن الشىء المؤسف الآن ليس فقط عدم سقوط النظام السابق والقضاء عليه بشكل كامل، ولكن أيضا بسبب أنه لا توجد بوادر كافية تبعث الامل والتفاؤل فى نفوس المصريين بإمكانية حدوث التغيير المنشود.

وأضاف أمين أنه منذ اندلاع الثورة فى 25 يناير من العام الماضى كان الشعب يطالب بأشياء ويستجيب لهم أصحاب القرار "نصف استجابة" ومازال هذا النظام سارى حتى وقتنا هذا، موضحا أنه كان من الممكن أن يحدث تغيير فى الفترة الماضية لو فقط كانت البداية صحيحة ونية أصحاب القرار حسنة.

وتابع أمين: سبق وأن دعيت من قبل المجلس العسكرى فى مايو الماضى لحضور لقاء والتحدث فيه عن الأوضاع الاقتصادية وكيفية الخروج من الأزمة التى تواجهها وقبلت الدعوة، وشعرت كثيرا بالتفاؤل بسبب تلك الدعوة ولكن عندما ذهبت سرعان ما شعرت بالإحباط فى العشرة دقائق الأولى إذ فوجئت بإقامة المؤتمر فى أحد الفنادق الضخمة ووجدت غالبية المدعوين من الفنانين والمشاهير وقتها فقط شعرت أن ثقتى فى إمكانية التغيير تضعف فكيف يمكن مناقشة الاوضاع الاقتصادية ومعالجتها فى مناسبة بهذا الشكل.

وأضاف أمين أن التغيير يستغرق وقتا ولكن يجب أن تكون البداية أولا صحيحة فالحلول الصحيحة معروفة، والأمر ليس بحاجة لحوارات ومؤتمرات ومجالس استشارية فإذا صحت النيّة حدث التغيير وبالسرعة المطلوبة، وعن الكتاب قال أمين إنه حرص على إصدار هذا الكتاب قبل وفاة مبارك، حيث قام بتجميع عدد من مقالاته التحليلية فى شكل فصول وصدرت الطبعة الأولى منه فى 2009 وعندما قامت الثورة قام بتغيير مقدمة الكتابة لتكون مواكبة لآخر التطورات فى الشارع السياسى المصرى.

وأضاف عالم الاقتصاد، أن الفقر فى عهد مبارك كان مختلفا كثيرا عن عهدى الرئيسين الراحلين عبد الناصر والسادات إذ إن الفقر فى سنوات عهدهما وقبل ثورة يوليو كان قاصرا على الذين يسكنون المناطق الريفية، أما فى عصر مبارك فأصبح أهم سمة فى الفقر هى الشعور بالذل، وشدد أمين على ضرورة النهوض بمجال الإعلام والتعليم لتحسين الاوضاع الحالية، مؤكدا على أن مصر ليست دولة منعزلة عما حولها، بل تتأثر كثيرا بما يحدث فى العالم بشكل قد يؤثر على ثورة 25 يناير.

ومن جانبه قال الكاتب الصحفى سعد هجرس، إن أهم ما يميز ثورتى تونس ومصر أنهما حدثا فى ظل ثورة المعلومات ووجود تلك الثورات فى ظل التطور التكنولوجى أعطى لهما نكهة خاصة وبالتالى لم تصبح علاج المشكلات التى تواجهنا من خلال العلوم السياسية فحسب، وأضاف هجرس أنه ليس من باب المصادفة أن تستجمع الثورة قواها من جديد فى الوقت الذى ظن فيه الكثيرون أنها احتضرت وأن الذكرى القادمة لها ستكون لتأبينها.

وأكد هجرس على أن أحد الدوافع الرئيسة لاستكمال ثورة 25 يناير، كما يشير أمين فى مقدمة كتابه هو أن النظام لم يسقط كاملا والتركة التى خلفها لنا مبارك من سوء تعليم وإهدار الكرامة المصرية وحقوق الإنسان مازالت قائمة وهذا ما يستحق عليه مبارك المحاكمة وليس فقط الأموال والقصور التى تقاسمها مع حسين سالم، وأوضح هجرس أن أهم الإنجازات التى حققتها تلك الثورة هى أنها سحبت الاستقالة الجماعية التى قدمها المصريون للشأن العام وزاد وعيهم السياسى واهتمامهم بمستقبل بلدهم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة