مما يستوقفنا فى خطاب المشير طنطاوى فى الذكرى الأولى للثورة عبارته التى قال فيها "إن من يختزل دور القوات المسلحة فى موقف ما، عليه أن يراجع موقفه الوطنى" والواقع أن على المجلس أن يراجع هو موقفه الوطنى، فبعد عام من استيلائه على السلطة، ذهب بنا الواقع إلى ما هو أبعد من مجرد موقف عابر بل إن هناك قائمة من الخطايا التى ارتكبها فى حق الشعب المصرى والقوات المسلحة، ولسنا هنا بصدد الحديث عن الأداء السياسى المرتبك والقرارات المتخبطة فلهذه حديث آخر، ولكن بشأن تحول الجيش الذى كان فتى أحلام الشعب المصرى منذ أول لحظة نزل فيها إلى الشارع، إلا أن المشير ورفاقه نجحوا باقتدار أن يحولوه إلى كابوس مزعج يحلم الشارع بالتخلص منه.
1- قتل المصريين عمداً
مسرح البالون.. العباسية.. ماسبيرو.. السفارة الإسرائيلية.. محمد محمود.. القصر العينى، هذه الأماكن ستظل علامات تحمل ذكرى اعتداء الشرطة والجيش على المواطنين المصريين وقتلهم عمدا، ومع سبق الإصرار والترصد، وهو ما يتضح من أماكن الإصابات فى جثث الشهداء والمصابين والذين قد يفوق عددهم شهداء وجرحى نظام مبارك.
2- إهانة الجيش المصرى.
اختزال الجيش المصرى بأكمله فى شخص المجلس العسكرى إنما هو إهانة حقيقية للقوات المسلحة، وخصوصا أن المجلس وضع الجيش فى مواجهة الشعب كأنهما خصمان.
3- إهانة الثورة وتشويه الثوار .
رغم ادعاء العسكرى أنه هو الذى قام بحماية الثورة إلا أنه تفرغ لمداهمة الثوار الحقيقيين وسجنهم وترويعهم ومحاكمتهم عسكريا، مثل علاء عبد الفتاح ومايكل نبيل ومئات الثوريين، وحربه المنظمة ضد الحركات الثورية على عدة أصعدة، أولها اتهام بعضها بالعمالة مثل 6 إبريل، ومداهمة مكاتب حقوق الإنسان وإغلاقها وتأسيس ائتلافات وهمية لضرب ائتلاف شباب الثورة، حتى إن البعض كاد يحول الثورة نفسها إلى مؤامرة خارجية.
4- قمع الحريات .
فى اليوم الذى فرحنا فيه بتنحى المخلوع لم نكن نتوقع أننا نخرج من عصر معتم إلى آخر أكثر ظلمة، من غلق الفضائيات ومحاكمة الإعلاميين والصحفيين عسكريا مثلهم مثل البلطجية كما حدث مع عمرو خفاجى وريم ماجد، وهو ما لم يحدث حتى فى أسوأ فترات حكم مبارك.
5- زرع الفتن الطائفية
"فرق تسد" تلك هى النظرية الأولى للطغاة فى السيطرة على الشعوب الذين يتأكدوا من احتمال ثورتهم، ولا أقصد هنا الفتن الطائفية الدينية فحسب فى أطفيح وما تبعها من أحداث منشية ناصر وأسيوط وقنا وغيرها، إنما أيضا الفتنة بين جموع الشعب بتقسيم المواطنين بين العباسية والتحرير وكأننا شعبان بدعم من الإعلام الفاسد الذى وضع الفرقتين كأنهما فى حرب أهلية.
6- التواطؤ مع رموز النظام السابق
منذ اللحظة الأولى استشعرنا بشىء ما غامض بين المجلس العسكرى ورموز النظام السابق ذلك، ما يتضح جليا من نوعية القضايا التى سجن على أساسها مبارك ورجاله وهى قضايا معظمها ضعيفة ومليئة بالثغرات وأصغر محام يستطيع أن يحصل فيها على البراءة وهو ما حدث فعلا فى بعضها.
7- إرهاب المصريين
كبرى خطايا المجلس العسكرى هى حالة الذعر التى سادت على حياة المواطنين من خلال الانفلات الأمنى المقصود، لترويع المواطنين من محاولة أى مشاركة فى المليونيات وتقليب الرأى العام على الثورة .
8- الكذب على الرأى العام
فى الدول الديمقراطية التى تقوم على سيادة القانون، يعتبر كذب المسئول على الرأى العام جريمه جنائية ومن ثم ربما يترتب عليها العزل من الوظيفة بل والسجن أحيانا.
9- الاعتداء على أعراض المصريات
كيف سمح المجلس العسكرى لخير أجناد الأرض أن يعتدوا على النساء ويسحلوهم ويعروهم، وأكثر من هذا أن يتعرضوا لأعراض الفتيات وشرفهن فى قضية كشف العذرية الشهيرة.
10- السكوت عن قتل الجنود المصريين واستمرار تصدير الغاز إلى إسرائيل.
لم يكن أداء المجلس العسكرى مستوحى من سياسات مبارك الداخلية فقط بل الخارجية أيضا، ففى الوقت الذى اعتدى فيه العسكر على المصريين، اتخذ المجلس العسكرى موقفا متبلدا أمام قتل الجنود المصريين عمدا على الحدود المصرية، إضافة إلى ذلك لم يهتم المجلس العسكرى بتوفير الغاز للمصريين بقدر ما كان حريصا على استمرار وصوله الى إسرائيل.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
فوزى جاب الله
تحيه واجبه
عدد الردود 0
بواسطة:
اكمل سمير
الخطايا كترت قوى واكتر من عشرااااااااااااااااااااات
عدد الردود 0
بواسطة:
عصام الجزيرة
اين التعليق ؟؟
لا تعليق !!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
على الاحمر
فعلا؟
عدد الردود 0
بواسطة:
النجم الساطع
مقال رائع