قال الدكتور يوسف مظهر، عضو المجمع العلمى، الحاصل على وسام العلوم والفنون ووكيل وزارة الصناعة سابقا، أن الورقة الواحدة من كتاب "وصف مصر" الذى حرق ضمن مجموعات هائلة من الكتب والخرائط والمجلدات، أثناء أحداث شارع محمد محمود تقدر بـ500 ألف جنيه، مضيفا أن حجم الخسائر لا تقدر بثمن، وثروة كبيرة تم إهدارها.
جاء ذلك خلال الكلمة التى ألقاها مظهر بالندوة التى نظمها نادى روتارى القاهرة، مساء الثلاثاء برئاسة الدكتور عمر فرج، وبحضور المستشار عادل عبد الباقى رئيس اللجنة الثقافية بنادى الجزيرة، وبحضور لفيف من الروتاريين.
وأضاف "مظهر" أن الكتاب مسجل به جميع قطع الآثار والمعابد الأثرية الموجودة بمصر، بالإضافة إلى خرائط مصر التى تم رسمها باليد فى غاية الدقة، وأطلس الجغرافى، وتسجيل ورسم مشاهد من مظاهر العصر الحديث للمصريين، فضلا عن كل النباتات والأشجار والأزهار، وجميع الحشرات الموجودة بمصر، الحيوانات والطيور، وفن التحنيط، وعلم الفلك، قائلا: "حتى الطينة الأسوانية تم تحليلها"، مشيرا إلى أن 160 عالما فرنسيا رصدوا وسجلوا كل ذلك خلال 3 سنوات.
وأشار "مظهر" إلى أن هناك عدم شفافية وعدم صراحة وعدم وجود كلام علمى، فى عملية تقييم حجم الخسائر للمجمع العلمى، متسائلا: "هل سيتم ترميم الكتب؟ كيف؟ أو يتم حصر ما هى المجلدات أو الكتب التى تم حرقها بالتحديد".
واستنكر "مظهر" الحالة التى كان عليها المجمع قبل حرقة، واصفا إياه بأسوأ حال، متسائلا: "ما الذى يجعل كل هذه الكتب القيمة والخرائط والمجلدات ترمى فى هذا المكان المهمل؟ واستقراره فى هذا المكان بالتحديد، قائلا "حاجة تحزن".
وأبدى "مظهر" اندهاشه من وضع المجمع العلمى تحت رعاية الشئون الاجتماعية، قائلا: "بعد أن كان تابعا لجنرالات فرنسا، وملوك وأمراء مصر أصبح تابعا للشئون الاجتماعية، حاجة محزنة للغاية".
وأوضح "مظهر" أن الأجانب فقط هم الذين كانوا يترددون للمجمع العلمى لتفقد أحد كتب العلماء، وذلك عن طريق بحثهم عن نوعية الكتب الموجودة بالمجمع عن طريق الإنترنت، لافتا إلى أنه كان هناك حظر على المصريين فى التعامل أو الاطلاع على الكتب بالمجمع، مبررين ذلك بسبب تردى حالة الكتب، والخوف من تدميرها، مضيفا عدم السماح لهم بالاطلاع على الكتب أو المجلدات النادرة، ولكن الاطلاع على الملخصات.
وأضاف "مظهر" أنه لم يتم عمل نسخ للكتب والمجلات أو الخرائط القيمة بالمجمع، كما فى فرنسا للحفاظ على تلك الثروات، منبها "أننا لا نعى حجم والقيمة العلمية والثقافية لما يحتويه المجمع، وأن ما تم عمله منذ ثورة 52 حتى الآن، هو عمليات شراء لبعض الكتب، وتقارير لزيارات بعض الوزراء عن الأوضاع السائدة فى تلك الأوقات".
ودعا "مظهر" فى نهاية كلمته إلى البحث عن النسخ المتطايرة لكتاب وصف مصر، لما يحمله من قيمة كبيرة وعظيمة لمصر.
"مظهر": المجمع العلمى تحت رعاية "الشئون" وخسائره لا تقدر بثمن
الخميس، 26 يناير 2012 02:34 م