محمد الشهاوى يكتب: لسه الأمل موجود‎

الخميس، 26 يناير 2012 12:19 ص
محمد الشهاوى يكتب: لسه الأمل موجود‎ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أغلق عليه باب مكتبه وأمسك صورته ونظر لها بعمق، جلس وحيدا يفكر ترافقه الذكريات، يغطى قلبه الحزن وتملأ عينيه الدموع، يشغل تفكيره ما وصل له حال زوجته وحاله، لقد أضحت الدنيا سوادا بعد أن كانت مزهرة بالألوان، أصبحت الحياة بلا طعم، بلا لون، لقد كان كل شىء لهما كان الماء كان الهواء كان الدنيا بكل ما فيها، مازال يسمع صوت ضحكاته التى كانت تملأ الدنيا ضياء، مازال يشعر بدفء دموعه على كتفه فى لحظات حزنه، يشعر بيده تربت على كتفه وكأنه يقول أنا إلى جانبك يا والدى فلا تقلق من أى شىء، يتذكره أمامه يحدثه وكأنها البارحة عن مدى فخره بأن لديه ابنا مثله يحتفل معه بنجاحاته وكم يتوق إلى أن يفرح به ويراه بجوار عروسه والزغاريد تعم المكان.

لكن تحولت الزغاريد إلى آهات وتحولت الضحكات إلى حزن ودموع، لقد تبخر كل شىء وضاع، تاهت الأحلام وسط الغيوم، لقد احتسبوه عند الله شهيدا فلذة كبدهم ونور عيونهم، ورغم حزنهم الكبير كان هناك خيط من السعادة والفخر يشق الغيوم، لقد كان ولدهم جزءا من شئ كبير، شىء سيتحدث عنه التاريخ دوما، شىء سيحيل الظلام نورا والأحزان فرحا، مازالوا يتذكرون صوته وهو فى قمة حماسته يصرخ وهو فى طريقه لآداء صلاة الجمعة "الشعب يريد إسقاط النظام".. نعم إنها جمعة الغضب لقد سقط الابن والسند، لكن بتضحياته هو وإخوته ممن ضحوا بأرواحهم فى سبيل عشقهم لتراب هذا الوطن أشرقت شمس الحرية والأمل.

وتأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، فهناك دوما ما يعكر الصفو، فرغم أنهم احتسبوه شهيدا بإذن الله ويعلموا أنه فى مكان أفضل، إلا أنهم يشعرون بنار فى قلوبهم لم تهدأ ولم تنطفئ، بل إنها تزيد مع كل قطرة دم تسقط وكل ضربة تصيب جسد، فالنظام لم يسقط وإن سقط فلماذا تستمر هذه الأفعال القمعية؟! ولماذا المحاكمات كلها مسرحيات؟! ولماذا قتلة إبنهم والشهداء يخلى سبيلهم ويبرؤن وكأنهم لم يفعلوا شيئا يذكر؟!، واعتصام يشاركون فيه مع الآخرين من أهالى الشهداء والمصابين ليطالبوا بحقوق أبنائهم وأن تؤخذ الأمور بمزيد من الجدية لا أن تكون بمثابة تمثيلية، إلا أنه يتم فضه بالقوة، وأقلام تكتب عن أبنائهم وأصوات تعلو لتطالب بحقوقهم فيتم إخراسها ويكون رد البعض عليهم كفاكم متاجرة بدماء الشهداء وهموم المصابين لقد نالوا حقوقهم أكثر من شهداء ومصابى أكتوبر، عن أى حقوق يتحدث هؤلاء؟!، هل فعلا هم مقتنعون بما يقولون أم يحاولون إقناع أنفسهم وإراحة ضمائرهم كذبا؟!

"النظام لم يسقط" ظل يكررها كثيرا ولسان حاله يقول هل ضاع حق ولدى؟! هل كان موته للا شىء؟! هل كان كله سرابا؟!، خرج من مكتبه ونظر إلى زوجته التى يغطى وجهها الحزن والأسى يريد أن يخفف عنها، لكن لا يعلم ماذا يقول، ثم يتوجه للباب ويخرج لا يعلم إلى أين يذهب، إلا أنه أراد أن يخرج ليستنشق الهواء فحسب، وتقوده قدماه إلى حيث بدأ كل شىء ليجد حشودا قد تجمعت، ورغم حزنه ويأسه ينظر لوجوه الشباب فيجد الإصرار والعزيمة، ويرى عيونا تلمع بروح التحدى، ويرى لافتات تحمل صور الشهداء ترفع وتعلو فوق الرؤوس، وهتافات تطالب بحقوقهم وما ماتوا من أجل تحقيقه، ليعلم حينها أن الأمر لم ينتهى ويقولها فى نفسه "طالما فى شباب زى دول يبقى مفيش خوف مفيش رجوع لورا تانى.. لسه الأمل موجود".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة