حسين الزناتى

فى مثل هذا الوقت..

الخميس، 26 يناير 2012 10:30 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عام على بدء الثورة قد انتهى، ولكن قطاعات كبيرة ترى أنها لم تبدأ بعد..!
فى مثل هذا الوقت من العام الماضى كان مبارك والعادلى فى نفس مكان محاكمتيهما الآن، وهما فوق كرسى حكم مصر المحروسة من مقعديهما بأكاديمية مبارك احتفالا بعيد الشرطة.. أما جمال "الابن" فكان هناك فى قصر العروبة هو وباقى أسرته يعدون الخطط ليصبح الوريث القادم لحكم مصر.. وهناك فى مجلس الشعب كان يقطن أحمد عز "وأنفاره" يغردون وحدهم بمنأى عن كل الشعب فى مبناه الذى أصبح أسيراً لهم.

أما عزمى والشريف وسرور وأجنحتهم فى حكومة نظيف فكانوا يعدون أوراق الفساد ورقة تلو الأخرى ليتلوها الحسابات السرية من عرق ودموع ودم هذا الشعب.

على الجانب الآخر كان هناك شباب كأوراق الشجر عطشى لمياه العدل والحرية والعيش بإنسانية يزداد عطشهم وهم يرون الآباء والمرارة فى حلوقهم يتجرعونها خوفاً وهلعاً على الأبناء.

فى مثل هذا الوقت من العام الماضى كانت النفوس قد انكدرت والأرواح قد ضاقت من نفسها، وخرج الصمت عن حكمته عندما سمع الكل مقولة السابق الشهيرة "خليهم يتسلوا" ولأن تسلية هذا الشعب ليست كغيرها نزل الشباب وانضم إليهم "الكل".. امتعاضاً من تسفيههم.. تحركوا ثأراً من امتهان كرامتهم.. اندفعوا رافعين رءوسهم بعد أن داستها أقدام سالبى عزة النفس.

فى مثل هذا الوقت من العام الماضى طلب المصريون نزول الجيش والانحياز إليهم.. ونزل الجيش وانحاز إليهم.. كان نزول جيش المصريين لهم مثل الدفء فى ليلة شتاء قارص البرودة.. أما باقى المصريين فتحولوا إلى 85 مليون جندى يدافعون عن كل حبة من تراب هذا الوطن.
هذا المشهد "المعجزة" ماكان ممكناً أن يتركه أعداء الاثنين - الشعب والجيش – حتى يكتمل.. لقد كان لزاماً لأعداء هذه المعجزة أن تتدخل أيديهم وطلقاتهم لتبعثر ملامحه.. كان لزاماً لهم أن يخنقوا روح الطُهر والنقاء والسلمية ليبددوا أركان المعجزة..

ومنذ هذا الوقت من العام الماضى سعوا وخططوا ونفذوا وربما تحقق لهم الكثير مما أرادوا.

لكن الأكيد وبعد مرور عام من مثل هذا الوقت أن مبارك والعادلى أمام محكمة اقتربت على الانتهاء والوريث معهما، أما باقى "الأنفار" فهم يشربون كأس طره.. قد نختلف أو نتفق على المحاكمة لكننا أصبحنا نعى بعد مرور عام أن عقد العودة إلى عبودية الحاكم الفرد قد انفرط مهما كانت التضحيات.

الآن وبعد مرور عام مضت أصبحنا أكثر إيماناً أن الشعب لن يقبل قوتاً مقابل انتهاك لكرامته حتى لو مات جوعاً.. الآن عاد المجلس للشعب واختياره مهما كان أما رئيس الدولة فلن يصبح إلا موظفاً عاماً لدى هذا الشعب يحقق له ما أراد ومعه رئيس حكومته.. أما الدستور فلن يأتى إلا كما يريده كل طوائف هذا الشعب مهما حاول غيرهم.

نعم.. الآن وبعد مرور عام من مثل هذا الوقت اختلف المشهد المعجزة الذى اكتملت ملامحه فى 11 فبراير لتتحول معالم هذا المشهد "بفعل فاعل" حتى ينكسر هذا الشعب راضياً مرتضياً بحاله وأن يقع هذا الشعب فى جيشه الذى كان وسيبقى - حاميه وقوته – مهما حاول أعداء المعجزة أن ينالوا منه.

إن مشكلة هؤلاء بعد مرور عام على الثورة أنهم لا يدركون حتى اللحظة أن شعب 25 يناير الماضى لم يمت بعد سواء سلك الشارع أو الشرعية التى يختارها فى تحقيق ما أراد.. أما من يرون أن الثورة لم تبدأ بعد عليهم أن يتذكروا مشهد ما قبل هذا التاريخ ليعرفوا أن الثورة قد بدأت بالفعل..!!





مشاركة




التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

noha

فى مثل هذا اليوم مصر كانت تحترق

التعليق فوق

عدد الردود 0

بواسطة:

مروة

بحبك يا مصر

أنا بحب مصر قوى ومش قادرة اسمع عنها اى حاجة وحشة

عدد الردود 0

بواسطة:

د.طارق

في مثل هذا اليوم غدا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة