بعد قيام ثورة 25 يناير ضد الظلم والفساد والرشوة والاستبداد، ونجاح الثورة فى القضاء على نظام فاسد، أهمل العقول، واحتقر النفوس، وأذل الأبدان، نظام جعل المصرى مهانا داخل وطنه وخارجه. بعد نجاح الثورة فى القضاء على هذا النظام، وبعد نجاح الثورة فى تحرير العقول من الخوف والاعتقال لسنوات.
ظننا كلنا أن الثورة ستصلح كل شىء وأن الثورة هى الفانوس السحرى الذى سيحقق كل الأحلام والأمانى، ولكن نسينا شيئا مهما وهو سلوكنا وتصرفاتنا وعملنا واجتهادنا والذى لا بد وأن يتناسب مع العصر الجديد، عصر الثورة والحرية.
ولكن انطلق معظمنا يكرر نفس سلوكيات وأفعال الماضى، وكأنها لم تقم الثورة، هذه السلوكيات أصبحت الآن تحسب على الثورة، والثورة منها براء.
بعد مرور عام كامل على الثورة العيب والتقصير فى أفعالنا وتصرفاتنا وسلوكنا.
التعليم.. مازال الغش مستمرا (ربنا يصلح حال المعلمين).
الصحة.. مازال الإهمال مستمرا (ربنا يصلح حال الأطباء).
المجالس المحلية والقطاعات الخدمية والهيئات مازال الفساد مستمرا وربنا يصلح حال الموظفين.
الزراعة ما زال الفلا ح مطحونا وسعر الأسمدة مازال خيالياً، وما زلنا نستورد طعامنا قمح، فول، أرز، سكر. والصناعة مازالت بدائية، تقليدية، حتى الآن لم نسمع عن مصنع افتتح أو سيفتتح. وربنا يصلح حال الوزراء والمستشارين وأصحاب القرارات ويغيرون سياستهم.
كليات الحربية والشرطة.. مقصورة على أبناء الأغنياء فقط.
متى ستكون مصر دولة متقدمة، اقتصاديا، وعلميا وثقافيا؟
متى نجد المواطن المصرى يذهب إلى المستشفى الحكومى ويجد علاج ويجد معاملة آدمية.
متى سيكون تعليمنا صح كماً وكيفاً؟ ومتى سنخلص أبناءنا من حفظ المواد الدراسية إلى الفهم والابتكار؟
متى سنجد الصناعات المصرية تغزو أسواق العالم؟
قالُ تعالى: {إنَّ اللهَ لا يغيّرُ ما بقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسِهِم} [سورة الرعد/15]
إذا أردنا التقدم لمصرنا علينا بالتغير الحقيقى، أن يبدأ كل منا بنفسه المعلم فى مدرسته والطبيب فى المستشفى، والمهندس فى شركته، وكل إنسان مسئول عن عمل يؤديه بشكل جيد وبما يرضى الله تعالى. علينا أن نغير سلوكنا للأفضل.
وندعو الله عز وجل أن ينعم على مصر بنعمة الأمان، وأن تكون مصر دائماً فى المقدمة.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة