شباب الجامعات: أقصى طموحاتنا فى 25 يناير 2011 كانت إقالة "العادلى".. ولم نتخيل أن تتحول إلى ثورة.. وطلاب "الإخوان": الضغط الأمنى الذى تعرضنا له وراء نزولنا يوم 25 ولم نتلقَ أى توجيه رسمى من الجماعة

الخميس، 26 يناير 2012 08:35 م
شباب الجامعات: أقصى طموحاتنا فى 25 يناير 2011 كانت إقالة "العادلى".. ولم نتخيل أن تتحول إلى ثورة.. وطلاب "الإخوان": الضغط الأمنى الذى تعرضنا له وراء نزولنا يوم 25 ولم نتلقَ أى توجيه رسمى من الجماعة ميدان التحرير
تحقيق ـ رحمة رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تشهد الجامعات المصرية مشاركة تاريخية من جانب أبنائها الطلاب الذين استطاعوا أن يسقطوا مبارك فى 18 يوماً، وضغطوا على المجلس العسكرى فى مليونيات أخرى من أبريل إلى يوليو لمحاكمة مبارك، الذى كان ينعم بقصره فى شرم الشيخ، وأجبروا السلطات القائمة على وضعه فى القفص، وهم من أسقطوا القيادات الجامعية، وجعلوا اختيار القيادات بالانتخاب وليس بالتعيين، والتقت "اليوم السابع" بعدد من شباب الجامعات المصرية للتعرف على السبب الرئيسى وراء مشاركتهم فى ثورة 25 يناير، وما هى المواقف التى تعرضوا لها بالميدان، التى مازالت تؤثر فيهم حتى الآن، خاصة أن أعمارهم لم تتعد 22 عاماً، ولكن عقولهم وإرادتهم تتجاوز الـ60 عاماً.

أكد محمود سيف، طالب بكلية الهندسة جامعة حلوان، والمنتمى لجماعة الإخوان المسلمين، أن السبب الرئيسى وراء مشاركته فى ثورة 25 يناير كان الضغط الأمنى غير العادى على طلاب الإخوان المسلمين فى الفترة الأخيرة قبل قيام الثورة، إلى حد وصل لمنعهم من تعليق لافتة على جدران كليتهم، مؤكداً أنه اعتاد المشاركة فى الوقفات الاحتجاجية والمظاهرات التى كانت تقام قبل ثورة يناير.

وأشار سيف إلى أن ثورة تونس لعبت دوراً فى حشد المواطنين وتشجيعهم على المشاركة فى مظاهرات 25 يناير، وأنه كان يتوقع أن يصل عدد المشاركين إلى 10 آلاف مواطن على الأكثر، مشيراً إلى أن أقصى طموحاتهم كانت المطالبة بإقالة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى، ولم يكن أحد يتخيل أنها سوف تتحول إلى ثورة، وتؤدى إلى إسقاط الرئيس مبارك.

وأوضح سيف أن جماعة الإخوان المسلمين لم تصدر توجيهات رسمية للمشاركة فى مظاهرات 25 يناير، وكانت المشاركة بشكل شخصى، بعيداً عن الجماعة، لافتاً إلى أن أكثر موقف يؤثر فيه حتى الآن هو استشهاد صديقه مصطفى الصاوى، خريج كلية الهندسة دفعة 2010، وهو أول شهيد يسقط يوم 28 يناير على كوبرى قصر النيل.

وأضاف سيف، أن صديقه أبلغ والدته صباح جمعة 28 يناير بنزوله الميدان قائلا، "أنا نازل عشان استشهد"، وحرص على الاتصال بجميع أصدقائه قبل نزوله الميدان.

وتابع محمود سيف، أن يوم 26 يناير مع بداية إلقاء القنابل المسيلة للدموع كانت هناك سيدة عجوز تتصدر المتظاهرين وترفض الفرار بعيداً عن الأمن المركزى، وكانت تردد، "لو ما متوش دلوقتى هتفضلوا ميتين طول عمركم"، وهى الجملة التى لا تذهب عن أذانى حتى الآن.

وتقول حبيبة رمضان طالبة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن ثورة 25 يناير كانت أول مظاهرة ضد النظام تشارك فيها، وذلك خوفا من الأمن الذى كان يتعنت المتظاهرين حتى لا يتم تدمير مستقبلها. وتابعت أنها شاركت من أجل أن ترسل رسالة لجهاز الشرطة فى عيدهم، وهى أنهم لن يستطيعوا أن يحتفلوا بعيدهم، وأن الشعب المصرى لم يقبل الإهانة مرة أخرى، بالإضافة إلى الأهداف الأخرى مثل رفض توريث الحكم والقضاء على الفساد.

وأوضحت حبيبة أن هناك موقفا حدث لها خلال أحداث "محمد محمود" مازال يؤثر فيها حتى الآن قائلة، "مع زيادة إلقاء قنابل الغاز المسيلة للدموع، وتدافع المتظاهرين، لم تتمكن هى وصديقتها من الفرار، وكادت أن تصاب بطلق نارى، ولكنها وجدت شابا دفعهما على الأرض وانحنى عليهما خوفا عليهما من الإصابة بأى مكروه، حتى استطاع إبعادهما عن المكان، ولم تستطع أن تنسى ذلك المشهد حتى الآن".

بينما يقول حازم عبد الحكيم، الطالب بكلية الهندسة جامعة حلوان، والمنتمى لجماعة الإخوان المسلمين، إن الظلم الذى تعرض له على أيدى الأمن داخل الجامعة كانت وراء مشاركته فى ثورة 25 يناير، خاصة أنه قبل الثورة بأيام تم حرمانه من دخول أول مادة فى امتحانات التيرم الأول. وأضاف أن هذا الحرمان كان بسبب معارضته داخل الجامعة على نتيجة انتخابات اتحاد الطلاب التى تم تزويرها لصالح طلاب الحزب الوطنى المنحل.

وأشار حازم إلى أن أغرب موقف تعرض له خلال ثورة 25 يناير كان تعرضه للضرب على أيدى بعض البلطجية بميدان التحرير والذين استولوا على 120 ساندوتش أعدها على نفقته الخاصة لتوزيعها على المعتصمين بالميدان وبالتحديد يوم 2 فبراير الماضى.

أما عبد الرحمن نادى، الطالب بكلية تجارة جامعة عين شمس، قال إنه شارك فى ثورة 25 يناير بناءً على دعوة أحد أصدقائه له وتشجيعه له للمشاركة فى المظاهرات ضد جهاز الشرطة وتضامنا مع خالد سعيد والقضاء على الفساد داخل المجتمع.

وأضاف عبد الرحمن، أنه تعرض لضغط عصبى يوم 9 فبراير الماضى، لم يستطع أن ينساه حتى الآن، وذلك بعد خطاب الرئيس مبارك الذى أشار فيه إلى أنه لن يتنحى، وهو ما تسبب فى إصابة أحد أصدقائه بالميدان بانهيار عصبى، خاصة أن والده كان أحد ضحايا تعذيب أمن الدولة، وكان دائما ما يستيقظ على صراخ والدته فجراً بسبب هجوم أمن الدولة على منزلهم للقبض على والده.

وفى سياق متصل، يقول أحمد عصام، طالب بكلية الحقوق جامعة عين شمس، إنه شارك فى ثورة 25 يناير للمطالبة بشكل رئيسى بحصول المواطن على معاملة آدمية من رجال حبيب العادل وتصرفات أمن الدولة التى كانت زادت عن حدها فى الفترة الأخيرة قبل قيام الثورة.

وروى عصام موقفا تعرض له يوم 28 يناير على كوبرى قصر النيل، وهو إصابة أحد المتظاهرين بطلق نارى أدى إلى سقوطه على رجليه، وهو ما أصابه بحالة من الذهول عندما رأى الدم يتساقط عليه، وظلت آثار دم الشهيد على ملابسه، ولم يزلها حتى الآن.

وفى يوم 27 يناير، تم إلقاء القبض عليه من جانب ضابط شرطة، والذى صفعه على وجه، وهو ما دفعه للبكاء لتعرضه للإهانة ولكنه وجد داخل السيارة الميكروباص التى استغلها ضباط أمن الدولة للقبض على 4 شباب من المتظاهرين وعلى وجههم آثار التعذيب والضرب.

وتابع أن المتظاهرين اقتربوا من السيارة وبدأوا يهتفون، "انزل انزل"، فقمت بضرب أمين الشرطة الذى كان داخل السيارة وقفزت من السيارة فى تجاه الضابط الذى كان على وشك إطلاق النار على، ولكنى سارعت بضربه فى بطنه وسقطنا سوياً على الأرض، وقلت له، "أنت ضربتنى بالقلم من غير وجه حق والقلم ده بقى رداً على جبروتك"، وبعدها اتجهنا نحو أحد العقارات بطلعت حرب وساعدتنا إحدى السيدات فى أن نختبئ بمنزلها حتى يرحل رجال الشرطة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة