وجهت رابطة الكتاب السوريين رسالة إلى رئيس اتحاد كُتاب روسيا بعد منحه جائزته للرئيس السورى "بشار الأسد" اعتبروا فيه الجائزة امتهانا لمسؤولية المثقف الأخلاقية والسياسية وإهانة للشعب السورى وللثقافة الروسية.
وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) قد نقلت الأحد الماضى عن فاليرى غانيشييف رئيس اتحاد كتاب روسيا الذى يضم نحو 7500 كاتب قوله، إن الاتحاد منح الجائزة للأسد "لصموده فى مقاومة الهيمنة الغربية فى محاولة إملاء إرادة مستعمرى عالمنا الحالى على الشعب السورى المعطاء والعامل والعظيم"، مضيفا أن "هناك مجموعات متضررة من مقاومة الهيمنة تحاول استثارة الشارع".
ويذكر أن موسكو من بين الحلفاء القليلين الباقين للأسد، الذين يقاومون الضغوط المطالبة بالتنحى، حيث انضمت إلى الصين فى عرقلة قرار لمجلس الأمن الدولى كان من شأنه إدانة حملة قمع المحتجين التى قتل فيها ألوف المدنيين.
وقال ميخائيل مارجيلوف وهو مشرع بارز والمبعوث الخاص للرئيس ديمترى ميدفيدف إلى إفريقيا، وقام أيضا بدور فى العمل الدبلوماسى بشأن سوريا أمس الاثنين 23 يناير "استخدامنا حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن الدولى كان آخر أداة للسماح للرئيس بشار الأسد بالحفاظ على الوضع القائم على الساحة الدولية، هذا الفيتو استنفد ما فى جعبتنا...".
وأضاف أن على الأسد "أن يقرأ هذا الموقف بوضوح.. الإصلاحات وإنهاء العنف والانتخابات الحرة.. هذا هو ما ينبغى أن تفعله القيادة السورية فورا اليوم".
وقال وليد المعلم وزير الخارجية السورية "إن روسيا لن تقبل بأى تدخل أجنبى فى سوريا. وأضاف أن العلاقة بين البلدين لها "مقومات وجذور تاريخية وتخدم مصالح الجانبين. روسيا لا يمكن أن توافق على التدخل الخارجى بشؤون سوريا. هذا خط أحمر".
ويذكر أن رابطة الكتاب السوريين تم الإعلان عن تأسيسها فى مطلع العام الجارى أكثر من 110 مثقفين سوريين منهم "صادق جلال العظم وعزيز العظمة وطيب تيزينى ونورى الجراح وياسين الحاج صالح ،وعبد الرزاق عيد وحسام الدين محمد وعلى كنعان ومفيد نجم وفرج بيرقدار وخلدون الشمعة ومحمد شحرور وسليم بركات وخيرى الذهبى وجودت سعيد وشوقى بغدادى وبرهان غليون وفواز حداد وفؤاد كحل وميشيل كيلو".
وقال المثقفون السوريون فى الرسالة الموجهة إلى رئيس اتحاد كتاب روسيا إنهم تلقوا بدهشة نبأ منح الجائزة إلى الأسد "الطاغية اللاإنسانى الذى أمر ويأمر جيش نظامه وأجهزة أمنه وعصاباته اللاشرعية بقتل شعبه الثائر منذ نحو عشرة أشهر".
وأضافت الرسالة التى تلقت رويترز فى القاهرة نسخة منها بالبريد الإلكترونى أن فى منح الجائزة "لهذا القاتل المنحرف امتهانا فظيعا لمسؤولية المثقف الأخلاقية والسياسية وفيه إهانة بليغة لشعبنا الذى يثور من أجل كرامته بل وللثقافة الروسية والشعب الروسى".
وذكر المثقفون رئيس اتحاد كتاب روسيا بأن بلاده أنجبت أدباء وفنانين بارزين فى ذاكرة الثقافة الإنسانية منهم ألكسندر بوشكين ونيقولاى جوجول وميخائيل ليرمونتوف وفيودور دستويفكسى، وإيفان تورجنيف وليو تولستوى وأنطون تشيخوف، وفلاديمير ماياكوفسكى ومكسيم جوركى.
وقال المثقفون السوريون إنهم لا يستطيعون فهم دوافع اتحاد كتاب روسيا لمنح هذه الجائزة موضحين أنه "حتى اتحاد الكتاب التابع للنظام السورى لم يفعل شيئا كهذا".
وأبدوا أسفهم "للهجة المعادية لشعبنا التى حملتها مسوغاتكم لمنح الجائزة لهذا القاتل والتى تعتبر ثورة شعبنا المطالب بالديمقراطية بمثابة المؤامرة. فحتى القيادة السياسية الروسية التى تمد نظامنا السفاح بأسلحة تقتل شعبنا لم تبلغ هذا المبلغ فى تأييده".
وأنهوا الرسالة بدعوة رئيس اتحاد كتاب روسيا إلى سحب الجائزة قائلين إن قرار منحها "غريب.. يورط الشعراء والكتاب والمفكرين الروس بالموافقة على القتل والإرهاب والجرائم الوحشية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة