يروى الدكتور أيمن صلاح رئيس قسم الحوادث بمستشفيات قصر العيني أحداث الأسبوع الأول من ثوره 25 يناير بعد مرور عام على اندلاع الثورة بيد أبنائها من شباب مصر ورجالها وينقل لنا الوقائع والمفاجأت التي وصلت إلى القصر العيني نتيجة للأحداث المأساوية خاصة يوم جمعه الغضب 28 يناير.
ما هي استعداداتكم بقصر العيني أثناء اندلاع ثوره يناير ؟؟
لم تكن هناك استعدادات للطوارئ بالقصر العيني خلال يوم الجمعة كيوم عطله وأيضا لان الأوضاع كانت عاديه والأمور تمر بشكل طبيعي وكانت التظاهرات من بداية 25 ينا ير تجوب العديد من الميادين وصولا إلى ميدان التحرير وكانت السلمية شعارها ولم يتلق قصر العيني بذاك التوقيت سوى حالتين مصابين ولم يكن متوقعا الغضبة والغدر الذي بدء يوم الجمعة 28 يناير.
أين كنت يوم جمعه الغضب ؟؟
قمت باصطحاب نجلتي صباح يوم الجمعة من العام الماضي للمشاركة في ميدان التحرير مثل بقية أبناء مصر الأوفياء اللذين جاءوا من كافه ربوع مصر للمشاركة بالمليونية إلا اننى فوجئت بقذف عدد من القنابل المسيلة للدموع ثم اضطرابات متلاحقة وإحداث العنف الامنى التي بدأت باستهداف المتظاهرين بشكل غير ادمي فتوقعت على الفور انه لابد أن يستعد قصر العيني للطوارئ ولم يكن لدي خيار للوصول إلى المستشفى بالسيارة لان الطرق موقوفة والاتصالات مقطوعة فلم اتمكن من الاتصال على الأطباء حتى يتجمعوا بالمستشفى للطوارئ فقمت بشراء احد الدراجات العادية " عجله قديمه" من بواب إحدى العمارات المجاورة للميدان مقابل 130 جنيه لأنها هي الوسيلة الوحيدة المناسبة للانتقال إلى قصر العيني ووصلت خلال نصف ساعة عبر كوبري الجامعة إلى المستشفى.
ما القرارات التي اتخذتها عند وصولك إلى المستشفى ؟؟
قمت باجتماع عاجل مع 46 طبيب لمده 10 دقائق لوضع خطه عاجله وقررت أن نجتمع مرتين يوميا 8 صباحا و8 مساءا وقمت بتقسيم الأطباء الموجودين إلى 13 فريق كل فريق يضم جراح وجراح عظام وطبيب تخدير ورعاية مركزه وممرضه وعامل.
وفى الساعة الثالثة بدء التوافد للمصابين باختناق وإصابات بسيطة حتى الساعة الخامسة ووصل عدد من المصابين بالخرطوش الساعة الثامنة وتوالت بعدها الإصابات بطلق ناري حيث وصل خلال ساعة واحده من 9 إلى 10 مساءا 70 مصاب واستمرت الاصابه بالطلق الناري حتى الثانية بعد منتصف الليل توافد مصابين بطلقات ناريه بمختلف أجزاء الجسم خاصة بالصدر ليصل حصيلة يوم جمعه الغضب أكثر من 300 مصاب غير المتوفين لحظه وصولهم وهم 26 شهيدا مشيرا إلى انه اتخذ قرار فوري بإخراج المرضى اللذين كانوا موجودين بالمستشفى لاستقبال المصابين لتوفير الاسره اللازمة لهم كما تم الاستعانة بالاسره الخاصة بالعناية المركزة وعددها 42 سرير لم يكن بها سوى 18 جراحا بالحوادث وفوجئ بوصول 22 آخرين من الأطباء المتطوعين اللذين انتقلوا إلى المستشفى من أنفسهم للمشاركة في إنقاذ إخوانهم من أبناء مصر وتم فتح 18 غرفه عمليات وتم التبرع بالدم وحصلنا على 3600 قربه من المتبرعين ولم يكن ببنك الدم سوى 400 قربه فقط واستمرت فرق العمل 4 أيام بدون نوم أو راحة.
أصعب الحالات التي وردت للقصر العيني ؟؟
كانت أصعب الحالات المصابة بكسر في الجمجمة نتيجة قذف القنابل (التي كان غلافها دالا على انتهاء صلاحيتها ) على مستوى مرتفع فتصل إلى الوجه وتصطدم بالرأس فتصيب الجمجمة ووجدنا كثير من الجماجم البشرية مكسورة وخرج منها المخ بالاضافه إلى إصابات الصدر والرئتين التي نفذ إليها الرصاص وأدى لمشاكل كبيره استلزمت التدخل الجراحي لأكثر من 7 عمليات جراحية.
ماذا فعلت بعد نفاذ الخيوط والقسطرة والمستلزمات الطبية ؟؟
اليوم الثاني لم نجد اى مستلزمات أو خيوط جراحيه ولا قرب دم حتى نستطيع إنقاذ المصابين الجدد اللذين يتوافدون أكثر وأكثر وعلى الفور جاء قرار الدكتور سامح فريد عميد كليه طب قصر العيني آنذاك بكسر كل مخازن الأدوات و المستلزمات الطبية بقصر العيني مهما كانت المسئولية القانونية من اجل إنقاذ أرواح آلاف المصابين اللذين نقلوا بواسطة سيارات الإسعاف التابعة لوزارة الصحة إلى المستشفى.
ما عدد العمليات التي تم إجرائها بالقصر العيني خلال الأسبوع الأول من الثورة ؟؟
95% ممن وصلوا للمستشفى كانوا مصابين بطلق ناري منهم 55% إصابات بالرأس نظرا للطلقات التي صوبت مستهدفه المخ وبالفعل هناك من بين الحالات الواردة من أصيب بكسر الجمجمة ومنهم من خرج مخه فسجلوا في سجل الشهداء توفى منهم 40 شهيد وتم عمل 500 عمليه جراحيه من جراحات عامه وجراحه مخ وأعصاب ورمد وصدر للمصابين.
بعد مرور عام هل لديك علاقات مع اهالى الشهداء والمصابين؟؟
الشهداء والمصابين اللذين اشتركوا فى الثورة خلال الأسبوع الأول كانوا من اكبر العائلات وكانوا متميزين شكلا وملبسا ومستوى أصدقائهم وأسرهم كان دليلا على رقيهم فكريا واجتماعيا وعلى إيمانهم التام بالمشاركة في الثورة دفاعا عن الظلم الذي يتعرض له أفراد الشعب ولتحقيق العدالة بين جميع الأفراد بالمجتمع وقرروا وضع أرواحهم فداء لحريه مصر وأبنائها لينعموا بالأمان بعد ثوره الحرية ومازلت على علاقة بأسر الشهداء والمصابين منهم واللذين رفضوا اى تعويضات من الدولة وبعض المصابين بعد الأيام الأولى يختلفون عن الفئة الأولى من المصابين.
رئيس"الحوادث"ب"قصر العيني" يروي ذكرياته عن إنقاذ المصابين بجمعة الغضب:اشتريت"دراجة "من"التحرير"للوصول إلى المستشفى..كسرنا مخازن المستلزمات الطبية..زبنك الدم لم يكن به سوى400 قربه..والمتبرعين وفرو3600
الخميس، 26 يناير 2012 05:45 م
الدكتور أيمن صلاح رئيس قسم الحوادث بمستشفيات قصر العيني
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة