د.عبد الجواد حجاب يكتب.. عيش حرية عدالة اجتماعية

الخميس، 26 يناير 2012 04:42 م
د.عبد الجواد حجاب يكتب.. عيش حرية عدالة اجتماعية صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مازالت هتافات الجماهير الهادرة تضرب أذنى وتتردد فى عقلى الباطن وأسمعها فى أحلام اليقظة وأثناء نومى وكان ومازال هذا هو شعار ثورتنا المجيدة "عيش حرية عدالة اجتماعية". كلنا سمعنا الهتافات ولكن يظهر أن حكامنا الميامين لم يسمعوها وقد مر عام على الثورة.
هذا الشعار لم يأت من فراغ وهذا الخروج الهادر للملايين لم يأت بشكل عشوائى بل خرج من هول المعاناة التى عاناها الأكثرية من أبناء هذا الشعب على مدى عقود وكانت النتيجة زحمة رهيبة فى السجون والمعتقلات مع تعذيب ممنهج يصل أحيانا إلى القتل، أيضا زادت المناطق العشوائية حول المدن على هيئة بيوت غير آدمية بدون خدمات حتى نشا ما يسمى بحزام الفقر والموت حول كل مدينة أيضا ازداد عدد ساكنى المقابر وبيوت الصفيح، أيضا انهارت الخدمات المجانية فى التعليم والصحة التى يستفيد منها الغالبية العظمى من الشعب، أيضا تآكلت الأجور فى الوقت الذى يحصل 5% من موظفى الدولة على أكثر من 50% من بند الأجور، أيضا ارتفعت الأسعار بشكل جنونى فى كل المجالات.
انتشر الفقر وازداد القمع فخرجت الجماهير بالملايين إلى الشوارع والميادين وظلت تردد "عيش حرية عدالة اجتماعية" فقابلهم النظام بالغازات والرصاص والدهس تحت عجلات سيارات الشرطة واعتداءات بالجمال والأحصنة ولم يفلح كل ذلك وهتف الجميع "الشعب يريد رحيل النظام" وسقط الشهداء والجرحى بالآلاف وكان لابد من رحيل النظام.
مر عام على الثورة نعم سقط النظام ودخلت رموزه إلى الحبس الاحتياطى على ذمة قضايا قتل وفساد مالى وسياسى، ولكن إلى اليوم لم تعد الأموال المنهوبة ولم يحاسب أحد. نعم تم حل مجلس الشعب المزور وانتخبنا مجلس شعب بإرادة حرة فى انتخابات نزيهة وديمقراطية ولكن لا أحد يعرف ما هى سلطات هذا المجلس. نعم تم الاستفتاء على تعديلات دستورية وصدر إعلان دستورى ولكن مازال الشعب يريد دستوره الجديد الذى يكفل الحرية والحقوق المدنية والمساواة ولا أحد يسمع أو يطمئن الشعب. نعم تم حل مؤسسة الاستعباد التى كانت تسمى جهاز أمن الدولة وفى حقيقة الأمر هى جهاز أمن النظام ولكن تمت إعادة صيغته باسم جديد "الأمن الوطنى" ولكن بدون قوانين تحدد مهامه فى الدولة الجديدة.
مازال كل شىء جامد لا يتحرك مازال الحكام غير قادرون على إنجاز الحد الأدنى من الأجور أو الحد الأقصى ومازالت الأسعار تلتهب بشكل جنونى ومازالت الأزمات التى ربما تكون مصطنعة والله أعلم تأخذنا إلى العذاب اليومى فى كيفية الحصول على اسطوانة غاز أو لتر بنزين أو لتر سولار. بطء شديد وتردد وضعف ووهن أصاب حكامنا والشعب يتضور جوعا والناس تئن تحت خطوط الفقر.
السؤال هنا ماذا يريد حكامنا؟ فى السابق شاهدوا البوعزيزى يشعل النار فى جسده وقالوا مصر ليست تونس. واليوم وبعد مرور عام على الربيع العربى العالم كله شاهد الشباب المغربى وهم يشعلون النار فى أجسادهم على شاشات التلفزيون بالرغم من الإصلاح المزعوم واختيار برلمان جديد ونجح فيه تيارات الإسلام السياسى. أقولها صريحة مصر فى وضع مشابه تماما البرلمان لن نأكل منه خبزا والشعب مازال يصرخ ويقول عيش حرية عدالة اجتماعية. هل سيستجيب أحد أم سننتظر حدوث ثورة جياع تأكل الأخضر واليابس.
أعتقد أن رصيد حكامنا قد نفذ وأعتقد أن برلمان الثورة ليس لديه رصيد كاف وأعتقد أن ولادة رئيس منتخب مازالت عسرة وبعيدة المنال. الواضع أمامنا صراع على السلطة تقريبا هو الأولوية وبعدين نلتفت إلى طلبات الشعب الملحة هذا اذا التفت احد. ولا نملك فى الذكرى الأولى لثورتنا المجيدة إلا شىء واحد وهو الترحم على أرواح شهدائنا التى لولاها ما جاء أحد إلى هذه المناصب البرلمانية أو الحكومية. وأقولها بكل شفافية لولا دماء شهدائنا الذكية والثمن الذى دفعة الجرحى والمصابين لكان الكثير منا على أعواد المشانق. لشهدائنا الرحمة ولجرحانا الشفاء وللشعب الصبر أو الموت حتى يأتيه ما يسد رمقه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة