ماذا بعد أن رفض الوجدان الثائر لغالبية الشعب المصرى فكرة الاحتفال بالثورة؟ سؤال يفرض نفسه بقوة بعد ملحمة الشعب وخروجه بهذا الكم الهائل للشوارع والميادين لا للاحتفال، وإنما لتحقيق مطالب الثورة كاملة غير منقوصة أو مشروطة، وأصبحت الكرة الآن فى مرمى المجلس العسكرى بعد قيام المصريين بإعطاء درس لايُنسى لسدنة المجلس ومستشاريه وكل من أراد الثورة بسوء، وسقوط رهان المجلس والثورة المضادة التى حاولت من خلال آله إعلامية جبارة الترويج لمخططات التخريب والحريق.
سقط الرهان وأثبت الشعب أنه دائماً أكثر ذكاءً وفطنة من حكامه وأنه قادر على التقاط إشارات البوصلة الصحيحة.
وأجد نفسى مدفوعاً بأن أحذر من خفافيش الظلام وأزلام النظام السابق بأنهم لن يستسلموا لنجاح يوم 25 يناير 2012، وأحذر المجلس العسكرى من محاولة فض الاعتصامات التى بدأت وستبدأ لأن هذا معناه سقوط المزيد من الضحايا والدماء وسيجد من يحاولون شيطنة الثورة ضاّلتهم وإعطاء الإشارة لعناصرهم الإجرامية بالتواجد داخل الميادين والاعتصامات.
كما أننى أندهش لمحاولات المجلس العسكرى لشراء مشاعر المصريين بالإعلان عن وقف العمل بقانون الطوارئ إلا ما يتعلق بأعمال البلطجة (لأنه كان سيلغى بالفعل من تلقاء نفسه حال انعقاد مجلس الشعب، كما ورد فى الإعلان الدستورى، وهذا تحايل واضح)، لأن القانون الطبيعى فيه من المواد ما يكفى!، كما أن حالة الطوارئ إما أن تُلغى كاملة أو يتم الإبقاء عليها، لأنه لايجوز إلغاء قانون وتعليقه على شرط، وهذا تأكيد على استمرار الاستخفاف بعقول المصريين ودعوة لاستمرار الانتهاكات والاجراءات التعسفية ضد الثوار.
كما أننى لا أفهم تصريح المجلس العسكرى بأنه سيكشف للشعب كثيراً من الأسرار والخبايا التى ستجعل المصريين يزدادون فخراً بجيشهم!!
أولاً: لا يوجد فرد فى الشعب المصرى لا يفخر بجيشه فهذا أمر مفروغ منه ولا مجال للحديث عنه، لأن الجيش المصرى كان ولا يزال وسيظل هو الدرع الواقى لحماية مصر وأرضها ومائها وسمائها.
ثانياً: ألا نتفق أن كلمة المزيد من الخبايا والأسرار التى لم يتم الكشف عنها يجعل الاحتفال بـ 25 يناير بلا مذاق ولا طعم ولا لون ويجعلنا نتساءل عن تلك الأحداث والأسرار، اللهم إذا كانت تخص اللهو الخفى أو المزيد من حملات التشويه ضد الشباب والحركات الاحتجاجية!
يا سادة: إن ثورة المصريين فى 25 يناير لم تنته بعد وكل من يظن أنها انتهت مخطئ فمازلنا فى الخطوة الأولى منها حتى يتم الثأر لدماء الشهداء والقصاص من مبارك وعصابته عن كل ما أفسدوه فى مصر وتسليم السلطة لرئيس منتخب والقضاء على تنظيمات وخلايا النظام البائد والخلاص من أفكار دولة مبارك التى لا تزال قائمة ومسيطرة بل وتستفحل وتنمو وتتوحش (فى الوزارات والمصالح الحكومية والمؤسسات الاقتصادية والبنوك والإعلام الرسمى وشبه الرسمى..... إلخ).
الثورة مستمرة حتى يتوقف مسلسل التسابق لدخول سوق العبيد من الذين ارتضوا بيع ضمائرهم ونخوتهم وكرامتهم فى أسواق النخاسة.
الثورة مستمرة لأن الشعب المصرى محصن ضد فيرس الحماقة والغباء فالشخصية المصرية الأصيلة لها أسرار وخبايا! لا تخطر على بال الشماشرجية وقارعى طبول النفاق.
الثورة المصرية مستمرة ولا مجال عن حديث الإفك الذى يحاول البعض ترويجه بانتهاء شرعية الميدان وانتقالها إلى شرعية البرلمان لأن مجلس الشعب إذا كان منوطاً به مراقبة أداء الحكومة فالميدان منوط به مراقبة أداء البرلمان.
الثورة المصرية مستمرة وسوف يحمى الشعب ويصون مولود الثورة الرائع الذى يأبى أنصار المخلوع وعبيده أن يرى النور وأن هذا المولد قادر بإذن الله على تحدى هؤلاء وإن كثروا وزادوا ولن تخدعه الوعود والعهود فالثوار أحرار سيكملون المشوار.
الله الوطن الثورة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة