انتهى "كلاسيكو الكأس" ذهباً وإياباً دون جديد على صعيد النتيجة فى السنوات الماضية، فتأهل البارسا على حساب الميرينجى، بنتيجة 4/3 فى مجموع المباراتين، إلا أن مباراة العودة قدمت أشياء جديدة للعالم أجمع، أسعدت عشاق كرة القدم فى كل مكان، وعشاق الريال خاصة.
"اليوم السابع" يرصد لقرائها سبعة أسباب وراء تألق الريال فى "معركة الكامب نو"، وتأهل البرسا فى "حرب كأس الملك".
1- عودة الريال لتقاليده:
عاد ريال مدريد وفياً لتقاليده فى هذه المباراة، فهاجم البرسا منذ الدقيقة الأولى، وغلب عليه طابع الجراءة، وتخلص من الوجه القبيح، الذى كان يغضب أنصاره فى مباريات الكلاسيكو الأخيرة، حينما كان يخوض الكلاسيكو مرتعداً، وقدم الفريق مباراة هجومية للمرة الأولى منذ مباراة الـ4/1 الشهيرة، حتى وإن لم يقدم البرازيلى كاكا الأداء المنتظر منه فى مباراة الأمس، وإذا كان دى ماريا مشاركاً بدلاً منه مع الدفع بأوزيل خلف هيجواين، لتغيرت الأمور مبكراً، وعاد الريال للقاء فى الشوط الأول.
2- جوزيه مورينيو:
من ذا الذى يمكن أن يلوم مدرباً متصدراً لليجا ومتأهلاً فى دورى الأبطال ومغادراً لبطولة الكأس بهذا الأداء أمام أقوى فرق العالم قاطبة.
مورينيو قدم فى هذه المباراة درساً لكل من هاجمه فى الفترة الأخيرة، فأعد لاعبيه نفسياً وذهنياً للقاء، وأكد أنه لا مستحيل فى كرة القدم، ولو حالفه الحظ فى كرة أوزيل، وانحرفت الكرة سنتيمترات قليلة لكان الكل يتحدث عن انتزاع تذكرة التأهل من الكامب نو.
فالتشكيلة التى اختارها مورينيو فى هذا اللقاء، وأسلوب اللعب الضاغط بطول الملعب أعطيا للبلانكو أفضلية السيطرةعلى المباراة، خاصة أنه استخدم المخزون البدنى للاعبيه بصورة إيجابية، بعدما كان يستنفذه فى "الركض وراء الكرة"، وأصبح يستخدمه فى الضغط على الكرة، وهو ما جعل برشلونة يختنق فى أكثر من لقطة، وتعددت التمريرات الخاطئة من ملوك الاستحواذ، ومنها جاء الهدف الثانى للريال، بعدما أخطأ بيكيه فى تمرير الكرة، فعادت لبنزيمة الذى عاقبه بهدف التعادل.
3- معركة خط الوسط:
لا شك أن خط وسط برشلونة تعدى مرحلة وصفه بأنه الأفضل فى العالم، وارتقى ليصبح مرجعية لخطوط الوسط فى الكوكب بأكمله، إلا أن ما فعله مورينيو بوضع لاعبيه بهذا الشكل أمام خط وسط البارسا، أفقد بطل أوروبا أهم أسلحته، وهو تناقل الكرة بطريقة "تيكى – تاكا" الشهيرة للأمام وفى مناطق المنافس، فدفع بأوزيل ورونالدو وكاكا أمام لاس ديارا وألونسو، وهو عكس ما فعله مورينيو فى مباراة الذهاب عندما تخلى عن صانع الألعاب مقابل التركيز على استخلاص الكرة، فاعتمد على الضغط على خط وسط برشلونة ولكن هجومياًَ، فاستنفد طاقة تشافى وفابريجاس وبوسكيتس وإنييستا قبل خروجه فى الركض وراء ثلاثى ريال مدريد وترك ميسى بمفرده فى قبضة لاس وألونسو، بالإضافة لثنائى قلب الدفاع "الشرس" بيبى وراموس، مع عدم إغفال أن سانشيز ليس بالمهاجم الصريح، ففقد بطل الليجا التلاحم بين خطوطه، وعاد لطريقة تناقل الكرة ولكن فى أجناب الملعب وليس فى المناطق الخطرة، ولم يشكل أية خطورة على مرمى كاسياس، حتى الهدفين جاءا من مجهود فردى لميسى وضربة ثابتة، وهو ما منح الأفضلية للضيوف.
4- التغلب على الكامب نو:
استكمالاً للنقطة السابقة، فالأفضلية الهجومية التى انتزعها الريال فى الربع ساعة الأول من اللقاء، جعلت لاعبى الملكى يتغلبون على عقدة "الكامب نو"، ففرصة رونالدو وعارضة أوزيل وضعت الريال فى المباراة مبكراً، وأثبتت أن بضعة ملليمترات ممكن أن تحزن بينتو حارس أصحاب الأرض، وأن التأهل ليس حلماً بعيد المنال، فلعب الريال بأريحية كبيرة ولم يبالوا بصافرات الاستهجان الكتالونية ولا التشجيع الهستيرى الذى هز أرجاء أكبر ملاعب أوروبا، وهو ما مكنّهم من العودة للمباراة حتى عقب التخلف بهدفين نظيفين.
5- الاتزان النفسى:
هذه النقطة تحديداً تم تبادلها بين الفريقين، فالريال اكتسب الاتزان النفسى معظم أوقات المباراة، حتى بعد الهدف الثانى وبداية الاستعراض الكتالونى، فلم يخرج اللاعبون عن النص كما كان يحدث فى السنوات الأخيرة، وحتى لقطة بيبى مع فابريجاس تحمل تهوراً أكثر منها انفعالاً، وساعد هذا الهدوء لاعبى الريال على لعب كرة القدم، فوجدنا رونالدو يراوغ بينتو ويضع الكرة فى الشباك بكل هدوء، حتى بعد الهدف الثانى لم يصرخ لاعبو الريال لأنهم آمنو بأهمية الهدوء لإنجاز المهمة، فى هذه اللحظة تحديداً فقد لاعبو البارسا هذا السلاح، وهو الذى كان يبقيهم على الأرض على حد وصف مدربهم بيب جوارديولا، فمال اللاعبون للاستعراض واستفزاز لاعبى الميرينجى، ونسو أنهم أمام أسد جريح ولكنه ليس عجوزاً، ويمتلك من الأنياب ما يجعله قادراً على افتراس أى فريق فى العالم، فالفريق الذى يمتلك رونالدو وبن زيمة وأوزيل وكاكا وودى ماريا ويدربه مورينيو يجب الحذر منه طوال الدقائق التسعين.
6- ليونيل ميسى:
فى كل ما سبق تحدثنا عن أسباب تألق الريال، أما تأهل "البلوجرانا" فعنوانه معروف "ليونيل ميسى"، لقد صار هذا الفتى أعجوبة بحق، فما يقدمه فى كل الظروف والأحوال والأوقات جدير بوضعه ضمن عجائب الدنيا السبع، فلولاه ما تقدم البارسا بالهدف الأول الذى جاء من مجهود فردى قام به وبتمريرة سحرية وضعت بيدرو فى مواجهة الشباك، وهو من تحصل على المخالفةالتى أتى منها الهدف الثانى، حتى فى اللقطات التى لا تنتهى بأهداف، يظل ميسى هو القاطرة التى تحرك القطار الكتالونى، فانطلاقة واحدة منه كافية لكى تعيد لفريقه توازنه وتخرج المنافس عن شعوره، فهنيئاً لجوارديولا امتلاكه لأعجوبة هذا الزمان.
7- سانتياجو بيرنابيو:
ثانى أسباب تأهل البارسا هو مباراة السانتياجو، فتذكرة التأهل حسمت فى لقاء الذهاب، وصعبت المهمة على أبناء البيرنابيو، والمهمة القادمة للاعبى الريال، هى التغلب على الضغط الجماهيرى بملعبهم عند ملاقاة الغريم التقليدى، ولو لعب مورينيو بذات الأسلوب فى مباراة الذهاب لتغير الحديث تماماً.
"اليوم السابع" ترصد 7 أسباب لتألق الريال وتأهل البارسا
الخميس، 26 يناير 2012 02:01 م