تابعت الصحيفة المظاهرات الحاشدة التى شهدتها مصر فى الذكرة الأولى لثورة 25 يناير، وقالت إنه بعد عام من الإطاحة بالرئيس السابق حسنى مبارك، عاد المحتجون إلى ميدان التحرير لمحاسبة المجلس العسكرى.
وأضاف مراسل الصحيفة فى القاهرة جاك شينكر، أنه خلال 365 يوما من اندلاع الثورة التى هزت الساحة العالمية، اتسعت الفجوة بين آمالها وإنجازاتها أمام النشطاء الذين شاهدوا أقرانهم يموتون أولا فى نضالهم ضد حسنى مبارك، ثم فى الانتفاضات التى قامت بعد ذلك تستهدف المجلس العسكرى الذى حل محله.
وأشارت الصحيفة إلى أن أغلب الهتافات فى ميدان التحرير كانت تستهدف المشير حسين طنطاوى، رئيس المجلس العسكرى، مع المطالب بتسليم السلطة فورا للمدنيين. وقالت الجارديان إن البعض توقع مشكلات فى ميدان التحرير نفسه، ليس بالضرورة بين المتظاهرين وقوات الأمن، ولكن بين المعارضين للمجلس العسكرى والمؤيدين له مثل الصفوف الرسمية للإخوان المسلمين، لكن التواجد السلمى المشترك ساد إلى حد كبير فى الميدان.
من ناحية أخرى، نشرت الصحيفة مقالا للكاتبة أميرة نويرا، أستاذ الأدب الإنجليزى بجامعة الإسكندرية عن انعقاد أولى جلسات البرلمان الجديد فى مصر. وقالت نويرا إن البرلمان الجديد يأتى فى نهاية عام من الإحباطات والشكوك والابتهاج والأمل وبعض المفارقات المريرة. فالثورة التى كان من المفترض أن تضع حدا للاستبداد انتهت إلى حريات أقل ومزيد من المصاعب. ورغم أنها دعت إلى العدالة الاجتماعية، لكنها انتهت إلى ارتفاع فى معدلات الفقر، ورغم أنها هدفت إلى فضح انتهاكات الشرطة الوحشية، لكنها انتهت إلى محاكمات عسكرية للمحتجين السلميين وحملات تشويه لنشطاء وغارة سخيفة على منظمات المجتمع المدنى، ودعت إلى دولة يسودها حكم القانون، لكنها انتهت إلى انتهاكات صارخة للقوانين. باختصار أصبح لدينا نظام ديمقراطى يتكون من صناديق اقتراع وناخبين يحركهم الدين خارج مراكز الاقتراع.
وتحدثت نويرا عن مجلس الشعب وخاصة الجلسة التى شهدت كلمة د. أكرم الشاعر عن مصابى الثورة وبينهم نجله مصعب الشاعر، وقالت إن البرلمان لا يتعلق بالخطابات، ولكنه يتعلق باتخاذ خطوات محددة لتصحيح الأخطاء. وتوقعت الكاتبة أن يواجه الإسلاميون معضلات فى البرلمان الجديد أولها ما إذا كانوا قادرين على التخلى عن خطابهم القديم والاهتمام بالقضايا الحيوية مثل التعليم والفقر والبطالة بدلا من حظر الكحوليات والبكينى. والثانى هو مدى علاقتهم بالمجلس العسكرى. فإذا تحالفوا مع العسكر فسيعرضهم ذلك لمواجهة مباشرة مع شريحة كبيرة من الشعب. لكن لو أيدوا مطالب الثورة، فإن سيثير غضب المجلس العسكرى وهو ما يودون تجنبه بأى ثمن. ومحاصرتهم بين الخيارين يجعلهم فى موقف غير مريح بالنسبة لهم.
ورأت نويرا أنه إذا كان هناك توازن للقوى الآن فى مصر، فسيكون بين ثلاث قوى وهى المجلس العسكرى والإسلاميون ونشطاء الديمقراطية وهم أصحاب الصوت الأعلى، ومن السابق لأوانه التنبؤ بأى درجة من الثقة الجانب الذى سيكون بجانبه البرلمان الجديد فى نهاية الأمر.
الجارديان: المحتجون عادوا للتحرير فى ذكرى الثورة لمحاسبة المجلس العسكرى
الخميس، 26 يناير 2012 02:00 م
جانب من إحياء ذكرى 25 يناير
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة