أشرف نبوى يكتب: حاجة تفرح

الخميس، 26 يناير 2012 09:39 ص
أشرف نبوى يكتب: حاجة تفرح ميدان التحرير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنا قد أدمنا الحزن وتعودنا الصمت سنين عدة، ثم أشرقت شمس الثورة على القلوب لتدفئها ببعض الفرح وتعيد المسلوب من بقايا الفرحة التى كادت تتوارى للأبد، ورغم سقوط الشهداء فقد كنا نشعر بدبيب الفرح يشق طريقه عبر قلوبنا بعد سنوات عجاف خلت إلا من الحزن والهم والكدر، وتوجس البعض خيفة من أن تجهض الفرحة برحم الثورة لكنى كنت مؤمنا ولازلت بأن مشيئة الله عز وجل التى ألقت الرعب فى قلوب الفراعين والعتاة الذين كانوا يحكمون قبضتهم على الغالية مصر، وجعلتهم يرتعدون خوفا ولا يحركون ساكنا وهم يساقون إلى غياهب السجون التى تفننوا فى صنعها، هذه المشيئة الإلاهية ما كانت إلا رحمة بالعباد واستجابة لدعاء أب مكلوم أو أم ضعيفة تضرعت بصدق كى يكشف الله عنا الهم والظلم فاستجاب المولى وقدر المقادير بحكمته سبحانه وتعالى لنصل إلى ما وصلنا إليه وبأذن المولى إلى كل ما نصبوا إليه، وقد خلق الله السموات والأرض فى ستة أيام، وكان قادرا على أن يقول لها كونى فتكن، لكنه أراد بحكمته أن يعلمنا شيئا عظيما وهو الصبر، ليكتمل البناء بالشكل الذى نرتضيه بتؤدة ودأب ودون عجلة التى وصم بها الشيطان الرجيم لعنة الله عليه.

ما حدث بالأمس رغم ما شابه من بعض الهنات خير دليل على ما أقول فقد خطونا الخطوة تلوا الأخرى فى طريق الخلاص والرفعة، ولم أجد شيئا أعبر به على ما حدث سوى قول والدى "والله دى حاجة تفرح"، بعفويته وصدقه قالها وشعرت بها حين وجدت لأول مرة برلمانا حقيقيا منتخبا أيا كان توجهه وغالبيته لكن الجميل أن تجد أناسا اختارهم الشعب ليعبروا عنه وأن تجد هؤلاء جميعا يتنافسون فى تأدية الواجب، وجوه اختلفت عن وجوه برلمانية كانت تبحث أول ما تبحث عن الحصانة وتتناسى ناخبيها حتى قبل التجديد أو الانتخابات التالية فتغدق عليهم بالوعود والعطايا فى غير خجل أو وجل فقد كانت تعلم أنها بهذا أو بدونه ستفوز، خاصة إذا كانت مرشحه تبعا للحزب الحاكم، لكن فى أفضل برلمانات ما قبل الثورة لم نجد أكثر من تيارين أو ثلاثة قد ولجوا قاعة المجلس، وطبعا الغلبة لحزب الحاكم والباقى كومبارس للإيحاء بالديمقراطية، لكن أمس وجدنا الأحزاب والتيارات المتباينة وشعرنا بأننا فى سنة أولى ديمقراطية وعدالة، ويا له من شعور لأول يوم لنا فى مدرسة الحرية، ويقينى أننا بوعينا سننتقل خلال بضع سنوات فقط إلى سدة الديمقراطية ومنتهى غايتها.

أشعر شعورا يقينيا بأن القادم أفضل، وبأن هذا الشعب الذى غفا قرونا لا يحتاج للحظة نوم من جديد وسيبقى مستقيظا لتحقيق نهضته ولمحاسبة حكامه أولا بأول، وهذا يكفى حتى تنطلق عجلة التقدم وترفع راية النهضة التى نكست لعقود، وسيتوقف مقدار سرعة انطلاقنا على قدرتنا على تغيير أخلاقياتنا التى أريد لها أن تنحدر كى يسهل السيطرة علينا، وهذا واجب كل فرد من أفراد الوطن أن يحاول أن يصلح من نفسه وأولاده وأسرته ومن حوله ولا يقبل إلا بالصح والصحيح له أوعليه، وكلما صلحت الأخلاق والتعاملات البينية سريعا كلما كانت نهضتنا ولحاقنا بركب التقدم أسرع، ولعل فيما حدث من إزاحة للنظام الديكتاتورى البغيض الذى كان يحكم قبضته بكل شراسة على الوطن ومقدراته خير دليل على أنه لا يوجد مستحيل فقط صدق النوايا والإصرار على النجاح وتحقيق الأمل هما مفتاح أى نهضة حقيقة، وإذا كان انعقاد أول برلمان حقيقى قد جعل البعض يفرح فإننا نأمل أن تعم الفرحة القلوب حين ننهض بالوطن كل فى موقعه خلال بضع سنوات، ووقتها ستكون الفرحة أكبر بكثير وداخل كل بيت فى الوطن.






مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

دكتور محمد علي

حقا مصر بيت عائلة اصيل وولادها ولاد ناس

عدد الردود 0

بواسطة:

zizooooooo

فينك من زمان يا استاذنا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة