"ناشط سياسى" "محلل رياضى" "خبير عسكرى" "خبير استراتيجى"، هذا من بعض الألقاب والمصطلحات التى يطلقها البعض على أنفسهم والتى انتشرت خلال الآونة الأخيرة بلا ضابط ولا رابط، وأصبحت مجرد يتباهى بها صاحبها ويضعها قبل اسمه، وساهم الإعلام فى نشر هذه الألقاب العشوائية.
ولقد ذكرتنى هذه الألقاب بعهد ما قبل ثورة 1952 "الباشاوية والبكاوية"، وأصبح كل من لا وظيفة له أو راغب فى الشهرة والنجومية محلل أو ناشط بالرغم أن هناك مستحقين لهذه الألقاب يرفضوا أن يوصفون بها مكتفين بأعمالهم وإنجازاتهم السياسية والعامة التى تتحدث عنهم، أما أصحاب الفريق الأول من راغبى الشهرة فإنهم يضيفون هذه الصفات أو قل الألقاب لمجرد "الفشخرة الكدابة".
ولقد سألت سؤالاً على صفحتى الشخصية عن وظيفة أو معنى كلمة ناشط سياسى والشروط الواجب توافرها فى الناشط أو المحلل إلا أننى لم أجد إجابة ترضى فضولى.
واعتقادى الشخصى أن هذه الألقاب أصبحت مجرد "سبوبة" ووسيلة للظهور فى وسائل الإعلام التى تعشق مثل هذه الألقاب المصطنعة، وكأن كل من كتب رأيا سياسيا على صفحته الشخصية بالفيس بوك أو مر من أمام مظاهرة أصبح ناشطاً سياسياً، وكل من حلل مبارة رياضية بين إسكو والبلاستيك أصبح محللا رياضيا!
وبما أن الألقاب أصبحت أرخص من "قرطاس اللب" يتم تبادلها دون رقيب. فقد قررت أن أطلق على نفسى "محامى محامى مصر وشيخ شيوخ المهنة" – ملحوظة: تاريخى المهنى لم يتجاوز الثلاثة عشر عاماً – ولكن إشمعنى أنا؟ هى الألقاب بفلوس؟ دية أرخص من الدكتوراه الروسى أو الرومانى.
يا رب أغيثنا من عشاق الشهرة ومدعى الثورية، وهم بعيدين كل البعد عنها ولا يفقهون شيئاً عنها سوى الاسم فقط.
