د.عبد الجواد حجاب يكتب: ثورتنا ثورة شعب عظيم

الأربعاء، 25 يناير 2012 08:00 م
د.عبد الجواد حجاب يكتب: ثورتنا ثورة شعب عظيم ثوار التحرير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعم ثورة 25 يناير ثورة المجيدة قام بها شعب عظيم لينتصرعلى الظلم والاستبداد، ثورة شعب له جذور تضرب فى أعماق التاريخ، وكان سر نجاجها أن كل الشعب المصرى بكل فئاته وألوان أطيافه شارك فى صنع هذه الثورة المجيدة، فكانت هبة من الله العلى القدير لشعب مصر المبارك فى كتبه السماوية ليتخلص من عصابة على بابا والأربعين حرامى التى تسلطت على الشعب ومقدراته سرقت ونهبت عذبت وقتلت وزورت الإرادة لتمرير أكبر عملية احتيال فى العالم لتوريث الحكم لابن رئيس العصابة.

ثورة عظيمة هدية من السماء لشعب رفض الظلم فقام الشعب كاملا بلا استثناء فكان ميدان التحرير وكافة ميادين مصرتغص بالملايين من ابناء الشعب بكل فئاته مسلمين وأقباط شماليين وجنوبيين رجال ونساء سلفيين وإخوان وأزهريين ليبراليين وعلمانيين يساريين ويمينيين أطباء ومهندسين وصحفيين وإعلاميين وعمال وفلاحين وأساتذة جامعات وطلاب.

الحقيقة الكبرى والساطعة أنه لم يتخلف أحد عن تأييد الثورة، إلا أعداء الثورة والشعب من حزب منحل وأمن دولة الظلم وأعضاء مجالس التزوير وسرقة إرادة الأمة.

والحقيقة الواضحة أن الثورة كانت بلا قيادة لأنها لم تقم على أيدى فئة معينة أو مجموعة معينة أو جماعة بعينها أو حزب بعينه، وبعد تنحى الرئيس المخلوع استلم جيش مصر العظيم "مرغم أخاك لا بطل" العلم والقيادة لفترة مؤقتة وانتقالية، وهو الوحيد الذى كان أهلا لها فى ذلك اليوم استلم القيادة ليسلمها بعد مرحلة انتقالية لقيادة منتخبة بإرادة حرة من الشعب، وكلنا فرحنا ووافقنا وذهبنا إلى بيتوتنا للراحة والتقاط الأنفاس.

عند هذه النقطة أقف لأقول بوضوح لا يصح لأحد مهما كان ان ينسب الثورة لنفسه على الإطلاق، ولا يصح لأحد أن يقول إننى ساهمت فى الثورة أكثر من الآخر، عندما تنحى الرئيس المخلوع أصبحت الثورة ملكا للشعب وأصبح الجميع ملتزمون بإرادة الشعب. وفى أول اختبار للإرادة قام الشعب بتقرير إرادته فى طريقة التغيير، وقال نعم للتعديلات الدستورية والتزمت القيادة المؤقته بخارطة طريق توافق عليها أغلبية الشعب، مع احترامنا لكل أصحاب خرائط الطريق الأخرى أو الموازية، ورؤيتهم ربما تكون كانت صحيحة ولكن لا يجب ان نعود للخلف هذا ماقدره الله لنا جميعا.

سارت بنا المركب تتلاطمها الأمواج العاتية، أقصد هنا أمواجا من الثورة المضادة الدنيئة والخبيثة التى أشعلت الفتن وقطعت الطرق وافتعلت الأزمات واستأجرت البلطجية ومازالت، وأمواج الخلاف تارة والاتفاق تارة وأمواج حكومات متتالية، يدها بالضرورة كانت ولابد وان تكون مرتعشة أمام شارع يفور ويمور، وأمواج تردد وبطء من المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى استلم مهمة سياسية فى ظروف قاسية لم يخطط لها أحد، ولم يتوقعها أحد.

عام كامل من الحراك المجتمعى الشديد والمطالب الفئوية والمليونيات، وفى النهاية نجحنا ونجح شعب مصر فى إتمام انتخابات برلمان الثورة، والتى ابهرت العالم أجمع. نعم الطريق طويل ومازال طويلا نعم لم نصل إلى الكمال الذى ينشده الشعب، ولكن الكمال لله وحده. مازالت الأنقاض والمخلفات كثيرة ولكن سنرفها إن شاء الله، نعم البناء طريقه طويل وشاق ولكننا بدأنا البناء وسنكمله إن شاء الله، نعم إمكانيات صانعى الثورة المضادة كبيرة تقدر بالمليارات، ولكن الشعب والجيش والأمن لهم بالمرصاد وليس لها إلا الاندحار والانكسار أمام إرادة الشعب الجارفة.

مر عام من أصعب الأعوام التى مرت على بلادنا الحبيبة وجاء يوم الذكرى الأولى لشهداء الثورة الشرفاء الذين بذلوا أزكى الدماء ليحصل شعب مصر على حريته، أقولها بكل أمانة لشهدائنا كل الشكر والتكريم والاحتفاء بدخولهم جنات النعيم الذين لولاهم ما كنا هكذا اليوم. والاحتفاء بهذه الذكرى الأولى يكون بالوحدة والاتحاد والتوافق والبعد عن الاختلاف. لا نريد أن نسمح لأى إنسان باشاعة الفرقة وشق الصف مهما كان الكلام معسولا ولا يمكن الوصول الى تحقيق أهداف الثورة واستكمال استحقاقاتها عن طريق إقصاء أحد أو فئة مهما كان المبرر. والإقصاء له طريق واحد كلنا نعرفه تماما، الإقصاء لا يكون إلا عن طريق الشعب الحر كما فعل فى الانتخابات البرلمانية وقطع دابر الفلول وأتباعهم والمتعاونين معهم. وبالإرادة الشعبية الحرة سيتم إعادة هيكلة كل شىء فى هذا البلد، وسيتم وضع الرجل المناسب فى المكان المكان المناسب وبالإرادة الشعبية الحرة سيتم نقل السلطة لمن يختاره الشعب. وقواتنا المسلحة الباسلة والعظيمة والشريفة ستثبت للعالم كله أنها مؤسسة الوفاء لشعب مصر وستظل هى تاج المصريين ومصدرا دائما لفخرهم.

أحترام الإرادة الشعبية مهما كانت والتسليم لإرادة الشعب الحرة هى الطريق السليم والصحيح لإعادة البناء وتنقية القوانين ووضع دستور بلدنا الجديد وإعادة الهيكلة وتغيير السياسات والقيادات التسليم للإرادة الشعبية الحرة هى الطريق لاستعادة الأمن ودفع عجلة الاقتصاد وتطوير التعليم والصحة والدخول إلى عصر النهضة والريادة إن شاء الله. وفى النهاية كلنا مصريون ومصر لنا جميعا متساوون فى الحقوق والواجبات كلنا نطالب بالحرية والعدالة ودولة القانون مع التسليم بأن الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية والاختلاف فى الرأى ظاهرة صحية تدل على نضج الشعوب وتقدمها.

هيا بنا نتخلص من الطائفية التى أسسها الاستعمار واستغلها النظام السابق فى استمرار الاستبداد، هيا بنا نتخلص من التعصب لأيدلوجيات لا يعرفها الشعب المصرى العظيم هيا بنا نستمتع بالدفء والحب فى أحضان بيتنا الواحد بيت المصريين، هيا بنا ننطلق بمسيرة البناء بناء مصر الحرة والإنسان المصرى العظيم. وكل عام ثورة وكلنا فى خير ومصر فى خير إن شاء الله، هيا بنا نستمر فى ثورتنا هيا بنا نبقى جميعا إيد واحدة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة