خبراء معهد واشنطن: المشهد فى مصر أصبح كابوسا

الأربعاء، 25 يناير 2012 04:33 م
خبراء معهد واشنطن: المشهد فى مصر أصبح كابوسا جانب من إحياء ذكرى 25 يناير
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال روبرت ستالوف مدير معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى وإيريك تريجر الزميل بالمعهد، إن الوضع فى مصر من وجه نظر أمريكية، أصبح كابوسا. وأشار إلى أنه بعد عام واحد من الإطاحة بالرئيس السابق حسنى مبارك بات الإسلاميون مستعدين للاستفادة من سلطة الشعب المصرى.

فهؤلاء الذين هم ليسوا ليبراليين أو علمانيين، أثبتوا ذكاءً فى العملية الانتخابية، مع فوز جماعة الإخوان المسلمين وحزب النور السلفى بحوالى ثلثى المقاعد البرلمانية، وبينما كلا الحزبين قد يدفعان ضريبة كلامية لاحترام التزامات مصر الدولية، فإن القادة الأمريكيين لا يمكنهم تجاهل حقيقة أن الشراكة الأمنية مع واشنطن فى خطر شديد.

وأشارا الكاتبان فى تحليلهم بصحيفة وول ستريت جورنال إلى أنه فيما يتحدث بعض الإسلاميين كلاما معسولا قائلين إن مسئولية الحكم ستجعلهم أكثر اعتدالا، إلا أن التجربة تشير إلى خلاف ذلك. فالحكومات الإسلامية فى إيران والسودان وغزة أثبتت صمودا لا هوادة فيه أمام الضغط الدولى، ولا يعتبر الكاتبان التجربة التركية مثالا على الحكم الإسلامى لأنها تخضع فى الأساس للعلمانية المدعومة من المؤسسة العسكرية.

ويشير آخرون إلى أنه إذا كانت الولايات المتحدة قد بنت علاقات أمنية وثيقة مع البلدان الأكثر محافظة مثل السعودية وقطر، فإنها بالتأكيد يمكنها الارتباط بصداقة مع مصر التى يقودها الإخوان. لكن يستدرك خبراء المعهد الأمريكى البارز مشيرين إلى أن حالة مصر تختلف تماما لأنها معادية للولايات المتحدة جنبا إلى جنب مع مناهضة الغرب وإسرائيل، هو أمر مترسخ فى الحمض النووى للجماعات الإسلامية فى مصر.

ومن جانب آخر لا يزال يعلق آخرون آمالهم على العملية الديمقراطية التى مكنت الإسلاميين حتى الآن. لكنها كلعبة على المدى الطويل يرى البعض أنها تساعد فى بناء بدائل سياسية غير إسلامية يمكنها أن تنافس فى الانتخابات المستقبلية. وهذا النهج صحيحا، لكن فقط فى حالة ما لم يتخذ الإسلاميين خطوات نحو منع أى منافسة حقيقية فى المستقبل، كإقناع الأقباط مثلا أنه لا مستقبل لهم فى مصر الإسلامية، ويؤكد الكاتبان على أن غير الإسلاميين لن يجدوا فرصة للنجاح الانتخابى إذا ما شهدت مصر نزوح أقباطها.

ويرى ستالوف وتريجر أن تصريحات وأفعال الإسلاميين على مدار الأشهر القليلة الماضية تتحدث عن نفسها، وتشير إلى أن المصالح الأمريكية الرئيسية ستعانى. وقد أكد قادة جماعة الإخوان المسلمين أنهم ينون طرح معاهدة السلام، التى منعت الحرب بين مصر وإسرائيل على مدار 30 عاما، للاستفتاء الشعبى، الاستراتيجية التى يعتقدون انها ستغرق المعاهدة دون لوم عليهم وهو ما يوضح أن الجماعة تميل للتطرف على الواقعية.

ويضيفا أن حكم الجماعة يظهر ميلا نحو التأجيج بدلا من مكافحة التطرف العنيف. وفى هذا السياق فإن دعوة الإخوان للجماعة الإسلامية الانضمام إلى ائتلافهم ينبغى أن يكون مصدرا للقلق الشديد. فالجماعة الإسلامية منظمة إرهابية غير أن أحد أولويتها هى مطالبة واشنطن بإطلاق سراح عمر عبد الرحمن، الشيخ الكفيف المتورط فى الهجوم على مركز التجارة العالمى فى 1993.

ويتابع الخبيران البارزان أن قيادة الإسلاميين لمصر ستكون قاسية على المصريين من أصحاب الديانات الأخرى والعلمانيين. فالبرلمانيون الإسلاميون يهدفون إلى جعل الشريعة الإسلامية وحدها الحاكمة وليست مصدر رئيسى للتشريع ويتعهدون بمحاكمة أولئك الذين ينتقدون الشريعة الإسلامية. والقضية المرفوعة ضد الملياردير القبطى نجيب ساويرس بسبب نشره صورة لميكى ومينى ماوس باللحية والنقاب تمثل علامة مخيفة على ما هو قادم.

وفيما تحاول واشنطن الحفاظ على أرصدتها السياسية فى مصر من خلال الدعم المالى العسكرى إلا أن الإسلاميين الذين يريدون خروج الجيش عن السياسة، لا يرغبون فى اتهامهم بإضعاف البلاد ماديا. ورغم أن المساعدات الاقتصادية لمصر لا تتجاوز 250 مليون دولار لكن واشنطن تمتلك نفوذا كبيرا داخل المؤسسات المالية الدولية التى بالتأكيد ستلجأ إليها مصر للمساعدة ويجب على الولايات المتحدة أن تستخدم هذه الأدوات.

وختم الكاتبان مشيرين إلى أن رسالة واشنطن لقادة القاهرة الصاعدين حديثا يجب أن تكون أن دعم الولايات المتحدة المباشر والغير مباشر مشروط بتعاونهم فى الحفاظ على السلام مع إسرائيل والحفاظ على التعددية السياسية والحقوق الدينية وحقوق الأقليات. وينبغى على أمريكا أن تحدد علاقاتها بناء على ما سيفعله الحكام الجدد فى مصر وليس على التصريحات الرنانة التى يقدمها متحدثوهم الرسميون بالإنجليزية.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

zyka naser

ملكمش دعوة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة