أشاد المفكر السياسى السيد ياسين بخطاب الدكتور محمد سعد الكتاتنى رئيس البرلمان الجديد، قائلا "الخطاب بالغ الأهمية ومتزن سياسيًا ولم يدعم احتكار السلطة"، مشيرا إلى أن خطاب حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين ليس إقصائيا ويركز على مشكلات مصر الأساسية، مضيفًا "إذا نجحوا فى إحداث توافق سياسى فنحن معهم، فمصر تفتقر إلى رؤية استراتيجية لسنوات قادمة ولا ينبغى أن ينفرد بوضعها حزب واحد فقط".
وأكد "ياسين" خلال ندوة اليوم، الثلاثاء، التى عقدت ضمن فعاليات معرض الكتاب بعنوان "ثورة 25 يناير بين التحول الديمقراطى والثورة الشاملة"، أن الناشطين السياسيين والمثقفين استجابوا لدعوى النظام السابق لمحاولات التحول الديمقراطى خلال العشرين سنة الأخيرة، فى إطار إنهاء حالة الطوارئ وفك القيود على التعددية الحزبية وإتاحة الفرصة لمؤسسات المجتمع المدنى، ولكن نظام مبارك استجاب لبعض المطالب ولكنه راوغ فى الباقى؛ لأن هذه المطالب تعارضت مع مشروع التوريث مما أدى إلى سقوط مشروع الإصلاح بشكل نهائى، مما استعدى قيام الثورة.
وأشاد ياسين بدور مؤسسات المجتمع المدنى فى الدفاع عن حقوق فئات المجتمع، مطالبًا بالشفافية فى التمويل الأجنبى ورفع القيود عن هذه المنظمات، وعلى الجانب الآخر رفض وجود منظمات المجتمع المدنى الأجنبية فى مصر مثل المعهد الجمهورى والديمقراطى، قائلا "جاءوا ليعلموا الشعب المصرى الديمقراطية على الطريقة الأمريكية المعيبة".
وفى إطار تأثير الثورة على الهوية الوطنية المصرية، أوضح ياسين أن هوية الغالبية العظمى هى مصرية عربية تنتمى لدائرة الإسلام الحاضرى، وأن الثورة لن تحدث تغييرات جوهرية على هوية المصريين، متوقعا أن يحدث تأكيد على بعض نواحى الهوية المصرية من خلال الاتجاه بشكل أكبر إلى الدول الإسلامية أو الدول العربية.
وفى سياق متصل رفض ياسين شرعية ميدان التحرير فى مواجهة شرعية البرلمان، داعيًا إلى احترام نتيجة الانتخابات التى جاءت بالسلفيين والإخوان من أجل ترسيخ الممارسة الديمقراطية.
وعن الإشكالية التى تتعلق بعدم اعتراف شباب الثورة بالبرلمان، مطالبين بلجان لمراقبة عمله، قال ياسين إنه يرفض هذه الفكرة داعيًَا إلى ابتداع مؤسسات جديدة لتحقيق ديمقراطية المشاركة على غير طريقة الانتخابات التقليدية.
ياسين: خطاب "الكتاتنى" متزن والتوافق شرط للتعاون مع الإخوان
الثلاثاء، 24 يناير 2012 03:23 م