مفتى الجمهورية فى كلمته بمناسبة عيد الثورة: يجب إزاحة الفساد بجميع أشكاله من خلال تحقيق أهداف الثورة.. والشباب هم الثروة الحقيقية وعلينا تأهيلهم لقيادة أمتنا

الثلاثاء، 24 يناير 2012 02:11 م
مفتى الجمهورية فى كلمته بمناسبة عيد الثورة: يجب إزاحة الفساد بجميع أشكاله من خلال تحقيق أهداف الثورة.. والشباب هم الثروة الحقيقية وعلينا تأهيلهم لقيادة أمتنا د. على جمعة
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وجه الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، كلمة إلى الشعب المصرى، اليوم الثلاثاء، بمناسبة احتفاله بالعيد الأول لثورة 25 يناير، حيث قال: مرَّ عامٌ على الثورة، ومن الواجب علينا ونحن إذ نودع العام الأول من الثورة ونستقبل آخر أن نجلس سويًّا نقيِّم هذا العام، سلبًا وإيجابًا، نعالج السلبيات، ونُعلى من الإيجابيات، نقدم الحلول ونحاول جاهدين أن نعمل سوياً من أجل الانطلاق فى البناء والتعمير والتنمية، وإزاحة الفساد بكل أشكاله من خلال تحقيق الأهداف الحقيقية التى قامت الثورة من أجلها.

وقال المفتى فى كلمته: فى البداية نقدم تحية لشهداء مصر الأبرار الذين روت دماؤهم الزكية شجرة الحرية، وأضاءوا أمامنا طريق المستقبل، نرسل لهم رسالة نقول لهم فيها إننا عازمون على إزاحة مساوئ الماضى وتحقيق آمال وطموح شعب مصر العظيم فى إحداث نهضة حقيقية تبهر دول العالم كما أبهرناهم من قبل.

وتابع: فى رسالتى إلى عموم شعب مصر أؤكد لكم جميعًا أن الشباب هم الثروة الحقيقية لمصر وشعبها على مر الأيام والأزمان، وهم قادة المستقبل، وعلينا جميعًا العمل على تأهيلهم لتلك المهمة العظيمة، وقيادة أمتنا فى القريب العاجل، ونحن فى بداية عام جديد ينبغى أن نربى ونعلم الناس ثقافة الأخذ بالأسباب، لأنه لن تتم أى نهضة فى بلادنا إلا بالسواعد المصرية المخلصة، كما ندعو إلى الاستفادة من الخبرات الهائلة للمصريين الموجودين بالخارج، فهم ثروة مصر الحقيقية، وعلينا تهيئة الأجواء لعودتهم واستفادة الوطن منهم.

وقال المفتى: نحن إذ كسرنا حاجز الخوف يجب علينا ألا نكسر حاجز الاحترام المتبادل بيننا، فواجب الوقت أن نتعاون وأن نتكاتف وأن نتكامل لتحقيق المصالح العليا للدين والوطن، خاصة وأن التحديات كثيرة ولكن الآمال أكبر بكثير من أى عقبات أو تحديات، لأن مصر مليئة بالخيرات، إلا أنه ينقصنا الإدارة اللازمة لقيادة منظومة النهضة والتغيير المنشود والعبور إلى المستقبل بأسرع وقت ممكن بإذن الله.

وأضاف المفتى: نحن فى هذه الأيام أمام تحديات كبيرة، وقضايا جسام، يتحتم علينا أن نضعها نصب أعيننا، وأن نواجهها بمزيد من الإصرار والتحدى حتى يعبر الوطن إلى مستقبل آمن ومشرق، ومن هذه التحديات مشكلة الأمية التى تعتبر العائق الأول لكل برامج التنمية، وهى مشكلة قومية ذات أبعاد متعددة اقتصادية واجتماعية وسياسية وحضارية، وصلت نسبتها ما بين 25% إلى 30%، يتبعها مشكلة الانفجار السكانى المتزايد، والذى يعتبر كارثة حقيقية فى ظل الخلل الواضح فى الموارد والإنتاج، وقلة الدخول، وفى حالة ترك هذه الظاهرة دون حلول وعلاج فإنها ستقود البلاد إلى ما لا يحمد عقباه، وتأتى بعدها قضية لا تقل عنها فى الخطورة، وهى قضية أطفال الشوارع، ذلك الرافد الأول بل الأهم للبلطجة، والذين يمثلون خطرًا داهمًا يدمر الأمن الاجتماعى والإنساني، ووصمة عار فى جبين الإنسانية باعتبارهم قنبلة موقوتة تهدد أمن المجتمع، تليها مشكلة العشوائيات التى لا تقل خطورة عن سابقتيها، فهى أكبر مما نتصور، وبيئة خصبة لنمو وإفراز بعض السلوكيات الاجتماعية الضارة، وأخيرًا تأتى مشكلة البطالة والتى أصبحت تمثل عائقًا تنمويًّا كبيرًا، وسببًا فى تهديد واستقرار الدول فى ظل النمو السكانى وزيادة الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك.

وأشار المفتى إلى أن هذه التحديات أصبحت تنخر كالسوس فى جسد المجتمع، والواجب يفرض علينا أن نوجد لها العلاج الناجع من أجل أن يعبر الوطن هذه المرحلة الحرجة فى تاريخه، ومواجهة هذه التحديات يستلزم التأكيد على خمسة آمال هى: إشاعة ثقافة الأمل والعمل اللذين يمثلان أعلى قيم الإسلام، والذى حرص على أن يلقنهما أتباعه فى أحلك الظروف، فالأمل، كما قال الماوردى، أحد أركان الدولة، وبالتالى علينا أن نصدِّر للناس الأمل الفسيح، ونرفع من معنويات الأمة بالتركيز على نقاط القوة والإيجابيات دون كذب وتزييف للحقائق، وعدم التركيز بصورة دائمة على السلبيات.

وقال المفتى: أما العمل الصحيح فقد أوجب الدين القيامَ به حتى وقت طلوع القيامة وانتهاء الدنيا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قامت القيامة وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها"، فقيمة العمل هى القيمة الأكثر علاقة بحركة النهضة التى لا تعرف الكسالى ولا من يحسنون الكلام ولا يتقنون العمل، مضيفًا أن الأمل الثانى يتمثل فى إعادة صياغة العملية التعليمية والنهوض بالبحث العلمي، لأن العلم هو حجر الأساس الذى لن يتم البناء دونه، والضابط لحركة النهضة التى ينبغى على مصر أن تبدأ أولى خطواتها به، والقاطرة التى يمكنها قيادة مصر لدخول القرن الحادى والعشرين واستكماله مرفوعة الرأس بين الأمم وليست عالة على غيرها، ويأتى الإعلام من بين هذه الآمال الخمسة والذى يعتبر من أهم ركائز النهضة المنشودة، والرافد الأول الذى يشكل الرأى العام، لذا يجب على صانعى الإعلام أيًّا كان، مرئيًّا أو مقروءًا أو مسموعًا، أن يضعوا أمانة الكلمة أمام أعينهم، ويدركوا أن الله سيحاسبهم على كل لفظة انطلاقًا من قوله: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}، وقول النبى صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: "وهل يكبُّ الناس فى النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم" لذا نناشد الإعلام تقدير المسئولية الضخمة الملقاة على عاتقه.

وأضاف المفتى أن الأمل الرابع هو الحفاظ على الوحدة الوطنية، تلك التجربة الفريدة فى تاريخ مصر القديم والحديث، والتى يجب علينا الحفاظ عليها، لأنها من أوجب الواجبات الآن حتى تستطيع مصر عبور هذه المرحلة الصعبة، فمبدأ المواطنة ينبغى أن يكون الميزان الذى توزن به الأمور داخل هذا الوطن، لأن الجميع شركاء فيه.

وآخر هذه الآمال، يقول المفتى، قضية المرأة، فالمرأة ركن ركين فى بناء المجتمع، فهى نصف المجتمع وتلد النصف الآخر، وصناعة النهضة المنشودة، وبالتالى يجب أن يكون لها النصيب الأكبر فى صناعة النهضة دون إقصاء أو تهميش، ومن خلال هذه الآمال الخمسة تستطيع مصر مواجهة ما يقابلها من تحديات، داعيا الله عز وجل أن تشهد مصر فى هذا العام انطلاقة قوية للمشاركة فى ركب الحضارة الإنسانية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة