سعيد الشحات

مسلم ومسيحى بالميدان

الثلاثاء، 24 يناير 2012 08:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
غدا يمر عام بالتمام والكمال على بدء أيام ثورة 25 يناير التى توجت بتنحى مبارك يوم 11 فبراير، عام 2011.

18 يوما كان فيها ميدان التحرير وميادين المحافظات تحمل ملايين المصريين إلى أمل جديد. بدأت الثورة بتظاهرات شارك فيها الآلاف، ورغم أنها كانت أكثر عددا من كل المظاهرات السابقة فى عهد مبارك، فإن أكثر المتفائلين لم يكن يتوقع أنها ستكون شرارة الثورة التى ستستمر 18 يوما.

الذين ذهبوا إلى ميدان التحرير طوال الـ18 يوما، لن تغادرهم أبدا ذكريات هذه الأيام التى صنعت تاريخا جديدا لمصر شارك فيه المسلم، والمسيحى، والسلفى، والليبرالى، واليسارى، والإخوانى، والعامل، والفلاح، والطالب، والموظف، والعاطل، والمنتقبة، والمحجبة، وغير المحجبة، شارك كل هؤلاء بإيمان بأن الوطن يتسع للجميع، وأن الكل يعيش لحظة ميلاد جديدة لبلد خطفه لصوص وفاسدون وأفاقون. فى هذه الأيام التقى ناس ببعضهم بعد طول غياب، وعاد مصريون مهاجرون ليشاركوا فى هذه اللحظات الخالدة، وكان الكل على قلب رجل واحد، لا أحد يبحث عن بطولة فردية، فالفكرة كانت البطل.

لا أنسى تلك اللحظة فى ليلة من ليالى الميدان، والتى تجمعنا فيها أنا وصديقى الكاتب الصحفى جمال العاصى، حول رجل يضع صور الشهداء على قطع من الحجارة فى مساحة تزيد على المتر، تزينها مصابيح صغيرة ملونة، لكن وجوه الشهداء كانت تشع ضوءا ربانيا وعيونهم تحدثنا، ولا أعرف ما السر فى أن من ينظر إلى صورة شهيد يتوجه بنظره إلى عينيه الطاهرتين، هل يعنى ذلك أن حديثا صامتا يدور فى هذه اللحظات؟، وهل يحمل هذا الحديث وصية من الشهيد بضرورة استكمال المسيرة التى صعدت روحه بسببها إلى جنة الخلد مع النبيين والصديقين والشهداء؟

وقف الرجل أمام الشهداء يدعو باكيا، وكنا نفر قليل لا يزيد على خمسة يرددون وراءه الدعاء، وبعد دقائق زاد العدد الذى ردد الدعاء والدموع تذرف من العيون، وحين وصلنا جميعا إلى نهاية الدعاء، التفت لأجد شخصا يبكى بحرقة فى أحضان زميله، وزميله يطبطب عليه: «الصبر.. الصبر.. ربنا هينصرنا.. ربنا هينصرنا يا حبيبى»، كان المشهد مؤثرا، وزاد التأثر حين عرفنا أنه مسيحى وقف معنا يردد الدعاء الإسلامى، وكان صديقه المسلم هو الذى يأخذه فى أحضانه طالبا منه الصبر، وهكذا كانت مصر فى هذه الأيام.





مشاركة




التعليقات 9

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد الشيخ

آآهٍ لك يا شهيد ...يتاجرون بدمك !

عدد الردود 0

بواسطة:

ايوب المصري

المسلم والمسيحي معا سبب اي انتصار

عدد الردود 0

بواسطة:

اسامة الابشيهي

المصرية جمعتهم

عدد الردود 0

بواسطة:

Coptic

انا مسيحي

عدد الردود 0

بواسطة:

نادر حبيب

أه يا مصر وألف أه

عدد الردود 0

بواسطة:

جلال

امنية !

عدد الردود 0

بواسطة:

محسن

ماتنسوا بقى

عدد الردود 0

بواسطة:

شحات جاهل

اشك انك رحت الميدان

عدد الردود 0

بواسطة:

ســعيد متولـى

المســلم و المسـيحى بالبرلمان

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة