شتاينماير: علينا احترام نتائج الانتخابات فى دول الربيع العربى

الثلاثاء، 24 يناير 2012 04:08 م
شتاينماير: علينا احترام نتائج الانتخابات فى دول الربيع العربى وزير الخارجية الألمانى السابق فرانك فالتر شتاينماير
برلين (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد وزير الخارجية الألمانى السابق، فرانك فالتر شتاينماير، أنه لم يفاجأ بنجاح الأحزاب الإسلامية فى انتخابات دول الربيع العربى.

ودعا أوروبا إلى الصبر واحترام نتائج الانتخابات وتقديم الدعم، وانتقد شتاينماير - فى حوار مع محطة "دويتشه فيله عربية"- السياسة الخارجية الأوربية قائلا : "بصراحة لم أكن أتوقع ما حصل، كنت نشيطا فى السياسة الألمانية والأوروبية الخارجية، وللأسف تعثرت هذه السياسة فى السنة الأخيرة فى التجاوب مع ما حصل، كانت هناك مفاجأة كبيرة لم يكن أحد يتوقع أن تحصل، وكنا- بالتأكيد- معجبين بنزول الناس إلى الشوارع للمطالبة بالديمقراطية والحرية وانتخابات حرة، إلا أن السياسة الرسمية الأوروبية تباطأت فى تقديم الدعم والعون لهذه المطالب، كنت أتمنى أن أرى أوروبا أكثر نشاطا وأسرع فى تجاوبها مع الثورات العربية".


وأرجع تقصير أوروبا إلى انشغال دولها للغاية فى حل أزمتها الاقتصادية، وعدم اقتراب وضع حلول لإعادة الاستقرار الاقتصادى الذى سيستغرق سنوات عدة، وهذا يعتبر تحذيرا لنا، إذ علينا فى الواقع أن لا نركز فقط على دولنا، لأن مستقبلنا ليس مرتبطا بأوروبا وباليورو وباستقرار الاقتصاد لدينا، بل هو مرهون أيضا بأحوال جيراننا، مثل شمال أفريقيا والعالم العربى، ولا بد أن يكون لدينا موقف من التغييرات فى تلك الدول.

وأضاف أنه قال سابقا جملة لاقت استغراب الكثيرين، وهى "إننا سنكون جميعا سعداء عندما تكون هناك ديمقراطية فى شمال أفريقيا وفى كل الدول العربية"، بالنظر إلى التجربة التى خاضتها ألمانيا وملخصها "الديمقراطية تحتاج إلى ديمقراطيين".

وطالب شتاينماير أوربا بدعم التحول الديمقراطى، عبر دعم الحكومات وتطوير النظم الاقتصادية لدول شمال إفريقيا، إذ يجب ألا ينزل الناس للشوارع ويناضلون من أجل التغيير، وبعد سنتين أو ثلاث يلاحظون أن التغيير السياسى لم يجلب الكثير، فما زالت هناك بطالة متفشية وفقر وغيرها من مشاكل، لأن من قاموا بالثورات هم الأجيال الشابة بين 20 و30 عاما والذين ينتمون إلى الشريحة المتعلمة، ولا بد أن يحصلوا على فرص عمل حقيقية ومقبولة.

وقال وزير الخارجية الألمانى السابق، فرانك- فالتر شتاينماير، إن الأوضاع الداخلية فى تونس ومصر لا تعتمد على ما يتمناه الساسة الأوروبيون، بل تعتمد بشكل أساسى على الواقع المصرى أو التونسى، والشىء المهم هو أن هذه الدول شهدت انتخابات حرة، وعلينا أن نقبل بها بغض النظر عن نتائجها.


وحول الأوضاع فى الشرق الأوسط أوضح شتاينماير أنه زار العديد من بلدان المنطقة عدة مرات عندما كان وزيرا للخارجية، لأسباب وجيهة، أحدها هو العلاقة التاريخية لألمانيا مع إسرائيل ومسئوليتها التاريخية تجاهها، وأن إسرائيل تطالب بحماية مواطنيها، وهذا ما نجده مشروعا، لافتا إلى أنه يرى على المدى البعيد أنه لا بد من الوصول إلى حل الدولتين فى الشرق الأوسط.

وقال إنه يتفهم المصالح الأمنية الإسرائيلية، إلا أن عليه من ناحية أخرى القول إن حل الدولتين ليس مقبولا بشكل كبير فى إسرائيل، التى تصفه بأنه "اختراع فلسطينى"، وهذا هو الحل الوحيد الذى نراه ممكنا لإنهاء الصراع فى الشرق الأوسط، ويمكن أن يكون حلا بناء، إلا أننا الآن فى مرحلة توتر، وهناك تغير كبير فى مصر فيما يخص بنود اتفاقية السلام، فمصر والأردن لديهما وضع مستقر على هذا الصعيد، معبرا عن اعتقاده أن الأغلبية التى فازت بالانتخابات لن تضع اتفاقيات السلام محط سؤال، وأن السؤال حول كيفية تصرف الحكومة المصرية القادمة أو المستقبلية تجاه إسرائيل مفتوح حاليا، حتى بالنسبة لإسرائيل.

وحول الأوضاع فى سوريا أوضح الوزير الألمانى السابق، أنه كان يتمنى أن يحدث التطور فى سوريا بشكل إيجابى، خاصة فى اتجاه دفع عملية السلام، معربا عن اعتقاده أن الرئيس السورى بشار الأسد لم يتحرر من القوة القديمة فى سوريا لكى يمارس سياسته الخاصة، وأن السياسة السورية ظلت قريبة من إيران، ولم تقم القيادة السورية بأى دور لحل الصراع فى الشرق الأوسط.

وأعرب شتاينماير عن تشككه فى الطروحات التى تقدمها قطر، مؤكدا أن التدخل العسكرى فى سوريا من أجل حماية المواطنين ليس بديلا سياسيا حقيقيا، وأن العالم العربى لن يقبل بهذا الاقتراح، وأنه لا يعتقد أن مصر ستدعمه، ومشددا على ضرورة أن يصعد المجتمع الدولى الضغط على سوريا لإيقاف العنف ضد المواطنين، وقتل المعارضين والبحث عن أسلوب للتعامل مع المعارضة والدخول فى حوار معها، وهذا هو السبيل الوحيد.

وحول عدم مشاركة ألمانيا مع قوات الناتو فى ليبيا قال وزير الخارجية الألمانى السابق، فرانك- فالتر شتاينماير، علينا أن نوضح النقاش الذى حصل فى ألمانيا، أولا السؤال الذى تم طرحه هو: هل ستشارك ألمانيا عسكريا فى هذه العملية؟، وقلت يجب أن يكون لدينا المجال فى السياسة الألمانية لنتخذ قرارنا بشكل حر بخصوص هذا الموضوع، وألمانيا بالطبع تصرفت بشكل غير سليم فى الأمم المتحدة، لأنها امتنعت عن التصويت على هذا القرار.


وأضاف أن هناك من فسروا الامتناع على أن ألمانيا لا تريد الدعم، وهذا غير صحيح، ما أثر سلبا على السياسة الألمانية، مشيرا إلى أن بلاده تصلها أخبار "غير مؤكدة" حول صراعات داخلية على السلطة بين قوى مسلحة تسعى لأن يكون لها تأثير على التطور السياسى، وأن القادة العسكريين السابقين يريدون الاحتفاظ بالسلاح ليروا كيف ستكون التطورات السياسية، وإذا لم تكن لصالحهم ربما سيستخدمون هذا السلاح لتغيير الوضع.

وحول دعمه لما يسمى بـ"مخطط مارشال لبلدان المغرب العربى" كنوع من دعم لهذه البلدان لتحولها إلى الديمقراطية بشكل مشابه للدعم الذى تلقته أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، قال شتاينماير "الواقع يختلف تماما عما كان عليه عند انتهاء الحرب العالمية الثانية، والعلاقة بين أوروبا والعالم العربى مختلفة تماما عن مشروع مارشال، لكننى استخدمت هذا المصطلح كى أعبر عن حجم التحدى الذى يواجهنا ويواجه العالم العربى".

وحول مستقبل العلاقات الأوروبية العربية، فى ظل وصول أحزاب إسلامية إلى الحكم قال إنه غير متفاجئ بنتائج الانتخابات فى تونس ومصر، وأوروبا متشككة حول مستقبل علاقاتها مع مصر التى فاز فيها الإخوان والسلفيون بنسبة 65% من الأصوات، مطالبا الأوربيين بالتحلى بالصبر كى نرى ما الذى ستقوم به هذه الأحزاب الإسلامية، فربما تكون معتدلة وتطور علاقات إيجابية، فهناك نماذج إيجابية فى العالم مثل حزب العدالة والتنمية فى تركيا، ونحن لا نعرف ما إذا كان هذا النموذج يصلح لتونس ومصر، إلا أنه علينا أن نقبل ونحترم نتائج الانتخابات.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة