أكد خالد تليمة أن الشباب المصرى يواجه أزمة كبيرة فى المشاركة فى الحياة السياسية منذ صدور اللائحة الطلابية سنة 1979، والتى وصفها بأنها صدرت لضرب الحركة الطلابية فى مقتل.
جاء ذلك خلال لقاء نظمه منتدى الحوار والدراسات السياسية، بمكتبة الإسكندرية مساء أمس، بعنوان "الشباب فى النظام السياسى الجديد"، تحدث فيها خالد تليمة عضو المكتب التنفيذى لائتلاف شباب الثورة، وأدارها ممدوح مبروك الأخصائى بمنتدى الحوار والدراسات السياسية، وجاءت الندوة ضمن برنامج "يناير شهر الثورة المصرية: ماذا بعد عام من الثورة؟".
وأوضح "تليمة" أنه لاحظ حجم المشاركة الضعيف جدًا من الشباب فى الندوات والمؤتمرات التى شارك فى تنظيمها، من خلال حركة الشباب التقدمى قبل الثورة، إلا أن ثورة 25 يناير استطاعت أن تغير مفهوم الشباب عن المشاركة، وعززت إيمانهم بالقدرة على التغيير.
وقال "تليمة" إنه بالرغم من استعداد الشباب للمشاركة فى الحياة السياسية بعد الثورة، إلا أنه لا يزال يواجه مجموعة من العقبات، سواء من المجتمع أو السلطة، تعيقه عن تحقيق مشاركة فعالة، مضيفًا أنه بالرغم من تخفيض سن الترشح للبرلمان، إلا أن قانون الأحزاب الجديد يعتبر مجحفًا، ويفرض مجموعة من العقبات على الشباب، ومنها جمع التوكيلات، ونشرها فى الصحف القومية، الأمر الذى يتطلب تمويلًا كبيرًا لا يستطيع الشباب تحمله.
وأشار "تليمة" إلى أن الشباب تعرض لحملات تشويه منظمة خلال وبعد الثورة، مما جعله ينشغل بالرد على الاتهامات بدلاً من الاهتمام بالحملات الخاصة بالانتخابات البرلمانية، بالإضافة إلى انشغال الشباب فى عدد كبير من الأوقات فى استكمال دوره كأداة ضاغطة فى الشارع والميدان، وأوضح أن النخبة والأحزاب السياسية الكبيرة ساهمت أيضًا فى تحجيم دور الشباب.
وأكد "تليمة" أن المطلوب من الشباب المصرى الثورى الآن هو التجمع فى تنظيم شبابى ثورى قوى قادر على العمل مع بعضه البعض، أو المشاركة فى الحياة الحزبية بشكل فعال، مضيفًا أن الشباب عليه أيضًا أن يناضل لخلق لائحة طلابية جديدة، والتى سيتم تشكيلها مع وضع القانون الجديد لتنظيم الجامعات، وقال إن الشباب الثورى أخطأ عندما تخيل أنه يستطيع أن يواصل التغيير وتحقيق أهداف الثورة من خلال التنظيمات التى كان ينتمى إليها قبل الثورة، مبينًا أن مجموعة من الائتلافات الشبابية بدأت تستشعر هذا الخطأ الآن، وتحاول أن توحد صفوفها مرة أخرى.
وأشار "تليمة" إلى أن عددًا قليلاً جدًا من الشخصيات النخبوية فى مصر لا زال يؤمن بأهداف الثورة ويسعى إلى تحقيقها، كما أن الأحزاب السياسية القديمة أيضًا لم تتمكن من إعادة هيكلة نفسها تنظيميًا، أو إعادة بناء خطاب سياسى للتماس مع الحالة الثورية الموجودة فى الشارع، مشددًا على أنه يختلف مع الذين يرون أن البرلمان الجديد لا يعد برلمان الثورة ولا يعبر عنها، مؤكدًا أنه بالرغم مع اختلافه الفكرى مع الأغلبية فى البرلمان، وعدد من ممثلى التيار الليبرالي، إلا أنه ضد الحكم المسبق على البرلمان، وأنه يجب الحكم عليه بناء على الأداء الذى سيقدمه فى الفترة المقبلة.
من جانبه، قال ممدوح مبروك إن الشباب الذى قدم تضحيات فى ثورة الخامس والعشرين من يناير يواجه تحديًا كبيرًا فى المشاركة بالحياة السياسية الجديدة، وذلك بعد تشكيل برلمان مغاير لتوقعات الشباب لقلة تمثيلهم فيه.
وتساءل "مبروك" عما إذا كان دور الشباب فى المستقبل سيقتصر على العمل كأداة ضغط فى الشارع، أم أنه سيتمتع بالفرص الكافية للمشاركة الفعالة فى النظام السياسى الجديد، عبر دخول البرلمان، حيث عرض على الشباب الترشح فى نهاية القوائم، دون وجود أى فرصة حقيقية لهم فى المشاركة فى البرلمان.
خالد تليمة: شباب الثورة انشغل بالرد على الاتهامات ونسى البرلمان
الثلاثاء، 24 يناير 2012 03:44 م