لماذا النزول يوم 25 يناير؟ من أجل الذكرى السنوية؟! من أجل استكمال الثورة؟ من أجل نقل السلطة إلى المدنيين؟.
تعجبت بشأن من يعتبر النزول لأجل ذكرى الثورة! كيف ذلك والثورة لم تنته بعد! كيف ذلك وما زال رموز النظام السابق قائمين على مناصبهم! كيف ذلك والكثير من الأحداث تؤشر بعدم اكتمال الثورة، كيف أيضا ومازال الفساد يتجول فى مصر! كيف ذلك بعد أن انقسم الجميع فى الآراء وإغفالهم ثورة الأخلاق وتقبل الرأى وظهور الصراعات الخاصة القائمة بين القوى السياسية! كيف ذلك ولم يبدأ الكثير التغيير بداخله! كيف ذلك وسيطرت بعض الأحزاب على نسبة كبيرة من مقاعد البرلمان والخوف من نشأة حزب وطنى جديد! كيف ذلك ودم الشهيد لم يهدأ بعد أن مر عام ولم نتغير إلى الأفضل كثيرا.
قام شعب مصر العظيم بثورة - باركها الله تعالى - لم تعرف قائدا، خرج الكثير فيها هادم للظلم ومظهر للحق، يستقبلون الموت من أجل التغيير لحياة أفضل، وبعد أن قام الشعب بتجويخ الرئيس السابق هادم النظام البرلماسى، ذهب الكثير من التيارات السياسية وأصبحت مصر شيئا قابلا للتقسيم بأختام التيارات المختلفة للحكم، وبدأت من هنا الثورة تسير فى غير مسارها حتى ظهرت الكتلة الأخرى من المتظاهرين ونشب الخلاف بينهم فى الرأى، وكل ما حدث على المسرح السياسى فى الآونة الأخيرة كان محل توقع للجميع؛ لأننا جميعا ندرك أن السياسية ما هى إلا وجهات نظر ومؤيد ومعارض.
ولكن كانت غفلت الكثير عن ثورة الأخلاق - التى هى مرحلة أساسية لرقى أى شعب - أدى حتما لشؤبوب من الصدام.
وازداد حزنى عندما قابلت د.هيرانو - أستاذ جامعة شيبا باليابان - وتحدثت معه عن نهضة اليابان فى الآونة الأخيرة، وتحدث عن غاية الأخلاق التى وصلت إليها اليابان، وقام بعرض بعض الأمثلة التى ندرك من خلالها التخصص فى العمل وانتقاء المتخصصين والإتقان فى العمل، ومدى حرصهم على إظهار اسم اليابان على المنتجات فى أفضل ما تكون، ومن هنا تذكرت قول الشيخ محمد عبده عن حالة مصر وفرنسا "إسلام بلا مسلمين.. ومسلمين بلا إسلام".
وطلبت الله فى ذلك الحين أن يجعل مصر بلد مسلمين بالإسلام، فأعتقد نحن ليس بحاجة شديدة لتيار إسلامى يطبق علينا الإسلام بقدر الحاجة إلى ثورة داخل كل إنسان ندعو فيها أنفسنا للتقرب إلى الله وتنفيذ مبادئ كتابه العزيز، وما أمرنا تعالى بالخلق الحميدة والتى تسير عليها الدول المتقدمة الآن.
نحن الآن فى نهاية المرحلة الأولى من الثورة - الاختيار- وحتى تكتمل الثورة وتصبح ذكرى يكتبها التاريخ ويتعاظم بها الأجيال القادمة لابد من إكمالها، لذلك قبل أن تنزل الميدان أدرك جيدا هدف النزول، وأجعل النزول من أجل ثورة الأخلاق وثورة الضمير فى العمل والتعامل.. وحتى يصبح مبررا لضميرك عندما تواجه الشهداء يوم ذكرى الاستشهاد.
لا تدع الثورة تسير فى غير مسارها أكثر من ذلك.. واجعل ذاتك بداية للتغيير كما تقول الآية الكريمة) إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ(، لذلك اجعل مبدأ التأثير والتأثر دورك فى الحياة لديك حقوق وعليك واجبات نحو الآخرين، وتذكر دائما أن الأخلاق هى ما يتفق عليه الجميع، لتجعل الأخلاق قبلة لك.
ومن هنا نقول، "نعم من أجل ثورة الأخلاق، نعم من أجل الثورة الفكرية".
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حبيبة محمد
ا
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسين
ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم
مقال رائع ارجوا ان يقراه كل مصرى بيحب بلده بجد
عدد الردود 0
بواسطة:
shimaa rizk
كن انت التغير الذى تود ان تراه فى العالم
عدد الردود 0
بواسطة:
داليا
تحياتى ليك يا محمد