بعد أيام قلائل تحل علينا ذكرى ثورة 25 يناير المجيدة الطاهرة، الثورة التى أعادت لنا كرامتنا وحررتنا من الخوف والصمت الذى أطبق علينا، وحررتنا من عبودية الرضا والقنوع بأنه ليس فى الإمكان أبدع مما كان وأن أقصى أمانيننا فقط أن نعيش وأن يسمح لنا بالتنفس وأن نحصل على رغيف عيش أياً كان ثمنه خمسة قروش أو خمسة وعشرون قرشاً حسب ما توفر معنا وأن مشاهدة التليفزيون والتمتع بالقنوات الفضائية نعيم الدنيا والآخرة وأن تشجيع مباريات كرة القدم ترف نحمد الله عليه وأن الذهاب للإستاد حلم تحقق للبعض منا، وأننا متلقى فقط عليه أن يوافق وأن يقول نعم أو يصمت أبد الدهر وأن يرضى بالصمت، هكذا خططوا لنا وهكذا أرادونا فجاء يوم 25 يناير 2011 ليسقط كل تلك الأصنام ويحيى الأمل فى الصدور، إننا قد بعثنا من قبور الصمت إلى حياة الكرامة والحرية والكلام والتعبير بل وحق الاختيار وعرفنا لأول مرة أننا كباقى البشر لنا صوت انتخابى وأنه يوجد ما يسمى باستفتاء حقيقى وانتخاب حقيقى من الممكن أن نذهب إليه وأن صوتنا من الممكن أن يؤثر وأنه لن يزور ولن يسدد رغما عنا، هذا البركان الذى انفجر بالخير يوم 25 يناير منذ عام مضى ليغير وجه التاريخ كيف نتعامل معه اليوم، هل يجب أن نحتفل بما تحقق فيه أم يجب أن نتقاتل لأننا لم نحصد كامل زرعه؟، نحتاج فقط للحظة وعى ودقيقة صبر ونقطة نتوقف عندها لنتمعن جيدًا هل لو شرعنا فى بناء بيت هل نسكنه فور هدم البيت القديم المتهالك أم أن البناء يحتاج لبعض الوقت وبعض الصبر وبعض الحلم والروية، نعم الفترة الإنتقالية وصلت لعام كامل لم يكن حصاده على مستوى الرضا ومستوى التطلعات والآمال، فلننتظر موعد الحصاد وهو قريب إن صدقت النوايا وصلح العمل والتزمنا بما أعلن عنه وإلا فلنتوعد كل من أخلف وعدا بيوم أشد وساعة أعسر من 25 يناير 2011 فليستوعب الجميع الدرس جيدا ويتقوا غضبات الشعوب وأنات الصدور حين تحول بيننا وبين حصاد كان زرعه دماء شهداءٍ أطهار خضبوا أرض الوطن بأرواحهم الذكية، فلنصبر إذا بعض الوقت ولاننسى أيضاً أن ما تحقق هو تغيير جذرى لما كان قبل 25 يناير ومايحدث الآن أكبر دليل هو أننا نكتب ونتكلم ونقول رأينا ونعبر عنه ونخرج للشوارع ونحن على يقين أن اليوم غير الأمس وأن المستقبل أفضل من الحاضر وأن صوتنا لن يكمم مرة أخرى وأنه لن يستطيع كائن ماكان أن يعيد عجلة الزمن للوراء وأن الذكى من تعلم من أخطاء غيره ووعى لحكم التاريخ وتقلبات الأيام، ألا يستحق هذا منا الاحتفال بدلا من بث روح الرعب والخوف مما قد يحدث يوم 25 يناير الحالى خاصة أن هناك أصوات نشاز تدعو لذلك وتحض عليه وتغذى روح الفتنة والوقيعة بين أبناء الشعب الواحد ونسيجه فضلا عن تآمرات خارجية يعلمها الله لا تريد لنا التوحد ولا تريد لنا أن نعود أقوى مما كنا عليه وتلعب على كل أوتار الشقاق والخلاف وتغذيه وتدعمه ماديا وإعلاميا، ألا يجب علينا أن نتعامل مع الحدث بمنطق أكثر عدلا وشمولا وأننا لسنا جميعا متحدى الفكر والأيديولوجيات والمطالب والمذاهب فكل حسب ماخرج من عباءته الفكرية والثقافية ولكننا جميعا يجب أن نتفق فى الهدف طالما أن فينا نبض ينبض بحب الوطن حقيقة لا رياء، وإيمانا صادقا لا زيفا وخيالاً ومجرد كلمات وشعارات.
إن الأمم الكبرى تبنى بعقول أبنائها الحقيقيين من يزرعون الأمل فى النفوس ويعملون فى النور لا خفافيش الظلام ومدعى الحب والوطنية، إن من يحاول أن يقسم الوطن فى هذا اليوم سيقسمه الله ومن يحاول أن يغذى الفتنة ويشعلها قاتله الله، فالفتنة نائمة لعن الله من أيقظها وأشعلها إلى يوم الدين، إن كل من يدعو لإراقة دماء طاهرة من أبناء هذا الوطن يوم 25 يناير هو عدو للوطن لا خير فيه ولا أمل ولا سمع ولا طاعة وكل من يتحرك كالأعمى دون وعى أو تفكير ارتضى لنفسه أن يكون إمعة ولقد نهانا ديننا الحنيف عن ذلك فلا يكن أحدكم إمعة، إن مصر الحرة الآن تنادى ضمير كل حر وطنى شريف أن يتقى الله تعالى فيها وأن يزرع ليحصد فمن زرع خيرا وحبا وجد وحصد، ومن دعى لفتنة وسفك دماء قصمه الله تعالى ووالله الذى لا إله غيره لن يخذل الله مصر مهما حاولوا ومهما خططوا ودبروا بليلٍ، فالفجر يمحى كل ظلام والنور لابد له من فجر يشرق على الدنيا وقد آن الآوان للفجر أن يلوح ولن يلوح إلا بقلوب طاهرة مؤمنة مخلصة تحب الوطن وتحب الخير وتدعو للخير لا للخراب والدمار، ومن العار بعد مرور عام مضى أننا مازلنا نرى بأم أعيننا المتلونين والمتحولين وعاشقى الفتن وزارعى الأحقاد ولا نتطهر منهم ولا نتبرأ من أفعالهم وأقوالهم وأقل ما يجب أن نفضحهم للدنيا وتعريتهم وألا يروا لآثامهم وسواد قلوبهم أثراً فينا فيموتون كمداً وحسرة وغيظاً، فهل فينا من عقول تعى وآذان تسمع وقلوب تبصر، فلنجعل هذا اليوم حقيقة يوم أمل بغد أفضل يتحقق فيه كل مانصبو إليه من مستقبل لوطننا ولنجعله يوم حمد لله تعالى أن وصلنا اليوم بسفينة البلاد إلى مفترق طرق ونقطة عبور ننتظر فيها استقراراً كاملا بعد شهور لاتتعدى أصابع اليد الواحدة خير من أن نهدم المعبد على من فيه، فإلى كل ضمير حى داخل هذا الوطن فى تلك الأيام اتقى الله فى نفسك واتقى الله فى مصر، اتقى الله فى مصر، اتقى الله فى مصر.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
رحمه رجب
الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها
عدد الردود 0
بواسطة:
عصام كرم الطوخى
جزاك الله كل خير
عدد الردود 0
بواسطة:
محيي حسين
الله يبارك لك يادكتور
عدد الردود 0
بواسطة:
سيف الحق ادريس
أسعد الله صباحك يادكتور
عدد الردود 0
بواسطة:
حمدي يوسف
نعم ...في الإمكان ابدع مما كان ....
عدد الردود 0
بواسطة:
د. طارق النجومى
فات الميعاد يافندم
عدد الردود 0
بواسطة:
عبداللطيف أحمد فؤاد
معاك حق والله يا دكتور هانى
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد سالم
الى من عشق مصر وينبض قلبه بحبها الحبيب الطبيب د/هانى ابو الفتوح
عدد الردود 0
بواسطة:
سامح لطف الله
إحذروهم
عدد الردود 0
بواسطة:
د صفاء الليثي
قلب ينبض بحب وطنه اسمه د هاني