أصدر مركز دراسات الأمن القومى بجامعة تل أبيب، التقرير الاستراتيجى الإسرائيلى لعام 2011، والذى أعده عدد من قيادات الجيش والاستخبارات والمجلس القومى الأمنى السابقين، بالإضافة إلى خبراء، ويتناول الأوضاع فى البلدان العربية، ويحلل مستقبل مصر والمنطقة، مع إسرائيل، خاصة أنه يؤثر على صانعى القرار.
وحلل التقرير، الذى ترجمه الدكتور أحمد عبد اللطيف حماد مدير البحوث الإسرائيلية بمركز بحوث الشرق الأوسط جامعة عين شمس، الثورات العربية، مؤكدا أن فترة عدم الاستقرار فى المنطقة قد تطول خاصة فى مصر وليبيا وسوريا، ودول الخليج، مرشحا من اندلاع الثورات فى "السعودية والإمارات" على غرار ثورتى تونس ومصر.
وأكد التقرير الذى عرضه "حماد" فى ندوة مساء أمس بمركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة عين شمس، أن الاستقرار قد يطول تونس سريعا، ولكن لن يطال مصر التى سيتأخر بها الاستقرار، لأسباب منها أن عدد السكان فى تونس أقل، والمستوى الثقافى أكثر ارتفاعا، بالإضافة إلى أن الجيش فى تونس ليست لديه طموحات سياسية، على عكس مصر، وليس من السهل عليه أن يتنازل عن دوره الذى بدأه فى 1952، وذلك على حسب تأكيد الدراسة.
ووصف الخبراء الذين أعدوا التقرير، إيران بأنها دولة ضعيفة عسكريا، تحاول أن تعاظم نفسها لكى تلعب دورا فى منطقة الشرق الأوسط، وتستغل التهديد بـ"النووى" رغم أنه ليس هدفها الأساسى، بينما وصف "تركيا" بأنها دولة تقف بين "الانتهازية" فى استغلال الثورات الحالية لزيادة دورها فى منطقة الشرق الأوسط، و"التعقل" من خلال توازنها فى هذه العلاقات.
ونصح التقرير، إسرائيل، بالحسم مع حالة عدم الاستقرار، مع الحفاظ على حالة "الردع"، وأكد أن المتغير الحالى سيدفع الدول العظمى للضغط على إسرائيل من أجل "السلام"، فى ظل ضغوط الشارع العربى، وأشار إلى أن قوة الشارع فى الدول العربية غيرت كثيرا من رواسخ السياسة الإسرائيلية.
ويرى خبراء إسرائيل، حسب التقرير، أن الدول الأوروبية والأمريكية، لم تعد تؤمن أن إسرائيل، يمكنها أن تظل تؤدى دورى "الشُرَطِى" بالشرق الأوسط، وطلبوا منها أن تقدم لأمريكا والدول الغربية ما يدل على قيامها بهذا الدور، متسائلين عن الدولة الجديدة التى ستكون "شرطى الشرق الأوسط" هل هى مصر أم إيران التى تحاول انتزاع مكانتها، أم تركيا التى تلعب دورا كبيرا، وحولت وجهتها من "آسيا" إلى الدول العربية، خاصة أنها دولة "سنية" وليست شيعية مثل إيران.
وأضاف حماد، فى اللقاء الذى أداره الدكتور جمال شقيرة، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بـ"عين شمس" أن التقرير الاستراتيجى نصح إسرائيل، بأن تعجل بصنع السلام حتى ترضى الغرب والولايات المتحدة، قبل أن يضرها الشارع العربى.
واختتم الخبراء الإسرائيليين تقريرهم بسؤال ماذا بعد، أكدوا فى إجابته، أنه لابد لإسرائيل، فى الفترة المقبلة، أن تنهى حالة العداء مع العرب، لأجل بناء شرق أوسط جديد، مشددين على أنه لن تكون هناك مكانة لإسرائيل فى الشرق الأوسط الجديد بدون سوق عربية مشتركة معها، وتعاون اقتصادى.
وأضاف الدكتور جمال شقيرة، بحضور عشرات أعضاء هيئة التدريس، والدكتور علاء فايز رئيس جامعة عين شمس، أنه فى ظل تغيرات المنطقة، بدأت إسرائيل فى إعداد أوراقها من جديد، وقال: "عيب أننا فى مصر لا نفكر ولا نخطط ولا نستوعب المخططات الإسرائيلية، فى الوقت الذى تعد فيه إسرائيل هذا التقرير سنويا، لا نعد فى مصر أى شىء".
التقرير الاستراتيجى بمركز دراسات الأمن القومى الإسرائيلى ينصح "إسرائيل" بالسلام والاحتفاظ بـ"الردع".. ويؤكد: أمريكا والغرب لا يؤمنون بدور تل أبيب "كشرطى" بالمنطقة.. ويرشح تونس للاستقرار ويستبعد مصر
الإثنين، 23 يناير 2012 10:26 ص
الدكتور جمال شقيرة، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بـ"عين شمس"