اهتمت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية بالتطورات التى تشهدها حركة حماس، بعدما أعلن رئيس مكتبها السياسى عزمه عدم خوض الانتخابات الداخلية المقررة فى الصيف المقبل، بما يسمح بظهور قيادة جديدة للحركة الإسلامية المسيطرة على قطاع غزة. ورأت الصحيفة أن رحيل مشعل قد ألقى بحالة من الغموض على التحول الأخير فى موقف الحركة الذى يتجه نحو الاعتدال مع إسرائيل.
واعتبرت الصحيفة أن تلك الخطوة من جانب مشعل هى المؤشر الأوضح على أن قيادة حماس التى تقيم فى المنفى بدمشق، تنازلت عن عامل حاسم فى الصراع على السلطة المتعمق مع قادة حماس المتشددين فى غزة.
وتضيف الصحيفة أن مشعل الذى كان يعتبر متشدداً، والذى نجا من محاولة اغتيال من جانب إسرائيل قبل 15 عاما، كان قد وضع تغييراً فى استراتيجية الجماعة، والتى تنقلها من المقاومة المسلحة ضد إسرائيل إلى المقاومة الشعبية السلمية تماشيا مع حركات الربيع العربى التى أطاحت بحكام مستبدين فى المنطقة فى العام الماضى.
وحذرت الصحيفة من أن رحيل مشعل ربما يلقى بكل من حماس ومنافستها فتح فى حالة من الفوضى، نظراً للمقاومة الشرسة التى واجهها من حماس فى غزة، والتى أيدت جهود المصالحة خوفا من أن تخسر قاعدتها الشعبية، والتى عارضت التحول الاستراتيجى من المقاومة المسلحة إلى المقاومة السلمية لإسرائيل.
ويمهد قرار مشعل الطريق لانتخابات حاسمة لاختيار قائد جديد، والذى ربما يقرر ما إذا كانت حماس ستتبنى نهجاً أكثر براجماتية فى ظل الضغوط التى تتعرض لها من الإخوان المسلمين فى مصر، أم أنها تتراجع مرة أخرى نحو التشدد.
وتوقعت "الإندبندنت" أن يخلف موسى أبو مرزوق، نائب مشعل والمعروف باعتدال سياسته، مشعل، إلا أنه ربما يواجه تحديات سياسية من إسماعيل هنية المتشدد والحاكم الفعلى لغزة، حسبما أفادت تقارير إعلامية فلسطينية.
وربما يستفيد "هنية" من التقارير الأخيرة التى تحدثت عن أن العديد من قادة حماس انتقلوا من مقر الحركة فى دمشق، أو يستعدون لفعل ذلك فى ظل مخاوف على أمنهم بسبب تفاقم الأوضاع هناك. كما أثارت حماس غضب إيران، الراعى الرئيسى لسوريا، بالامتناع عن تأييد بشار الأسد علانية فى الحملة القمعية التى يقوم بها ضد الانتفاضة الشعبية فى بلاده منذ 10 أشهر.
"الإندبندنت": رحيل "مشعل" يلقى بحالة من الغموض داخل حماس
الإثنين، 23 يناير 2012 11:46 ص
رئيس مكتب حماس خالد مشعل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة