أحمد الغـر يكتب: سوريا.. وطن له أنين مكتوم!

الإثنين، 23 يناير 2012 10:35 ص
أحمد الغـر يكتب: سوريا.. وطن له أنين مكتوم! صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما يجرى فى سوريا هو نموذج حى للاستبداد والديكتاتورية المقنعة بهتافات قلة من السابحين فى فساد النظام، أبواق إعلامية تروج لواقع غير موجود سوى فى مخيالاتهم، فبرغم التعتيم الذى يفرضه النظام السورى على الأحداث التى تدور حلقاتها فى شوارع المدن السورية، فإن صوراً وفيديوهات كثيرة قد تم بثها وأخرى ربما سيتم بثها لاحقا لجرائم يرتكبها رجال نظام الأسد بحق أبناء شعبه!

الأسد يدمر سوريا ويرهن مستقبلها فى مقابل بقائه فى سدة الحكم، بل ويجعل من استقرار المنطقة بأكملها مرهون أمام بقاء نظامه، لكن المشكلة الحقيقية ليست فى سقوط الأسد أو اهتزاز أمن المنطقة المهتز والمخترق أمنياً بالفعل، بل تكمن المشكلة فى الخسائر التى يتكبدها الشعب السورى يومياً فى الأرواح، وتتكبدها سوريا اقتصادياً وأمنيا مع مطلع شمس كل صباح، فالأسد عندما يتحدث من خلال مساعديه ورجال نظامه عن أمن المنطقة هو يقصد بالأساس أمن إسرائيل، تلك الجرثومة التى يعتنى بها دول الغرب أكثر من عنايتهم بمواطنيهم، وللأسف فإن أمن إسرائيل لم يتأثر قط طيلة حكم الأسد الابن، فما الذى يجعله يتأثر فى حال سقوطه؟! حيث سيكون السوريون مشغلون بالدرجة الأولى ببناء دولتهم داخلياً أولا، بمعنى بناء ما هو موجود فى أيديهم بالفعل قبل أن يتجهوا لإرجاع ما فقده الأجداد من الأرض، بالتأكيد هذا سيكون أفضل لسوريا فى حال غياب الأسد عن المشهد، لأن بقائه يعنى ـ بشكل غير مباشرـ بقاء الجولان تحت سطوة الدولة الصهيونية.

"هو زاهد فى الحكم، ويريد العودة إلى مزاولة مهنة طب الأسنان"، هكذا ردد مفتى الديار السورية أكثر من مرة متحدثا عن الرئيس السورى، لكن مع كل مرة يردد فيها المفتى هذا الكلام فإن عدداً جديداً من قتلى الثورة السورية يسقط، وأسماء أخرى يتم ضمها إلى قوائم الشهداء، فهل ترك الرئيس للحكم وعودته إلى مزاولة طب الأسنان تستدعى كل هذه الدماء؟! فحتى الأحياء من أبناء سوريا لا يأمنون على حياتهم من أن تصيبهم رصاصة غادرة من رجال النظام، نحسبهم عند الله شهداء برغم كونهم أحياء، فمشاهد القتل لا تختلف كثيراً عن تلك التى كنا نشاهدها مع بدايات أحداث الثورة الليبية عندما جلب القذافى المرتزقة كى يساعدوا كتائبه لقتل وترويع أبناء شعبه، أولئك الذين طالبوا بحرية كانت ممنوعة فى عهده وكرامة مهدرة، ودولة مفقودة الأركان، وهيبة أضاعها بتصرفاته الجنونية.

فى الواقع إن هناك ما يرسخ فى عقلية الرؤساء أنهم خلقوا ليكونوا رؤساء، هناك "حاشية" حولهم تقنعهم بأن حال البلاد سيكون أسوأ فى حيال غيابهم عن السلطة! فيقتنع الرؤساء تحت ضغط "حاشية النفاق"، ومطالبة وهتاف المأجورين من أتباعهم إلى البقاء فى السلطة، مدة قد تطول.. لكنها نادراً ما تقصر، ويبقى الموت هو المنقذ الوحيد للبلاد لتخليصها من هكذا رؤساء، لكن فى زمان وصفه البعض بــ"الربيع العربى"، عرفت الشعوب العربية بعد ان استفاقت من غفوتها أن هناك منقذ آخر يمكن أن تتخذه وسيلة أيضاً للتخلص من الطغاة ألا وهى "الثورات"، وبالرغم من غليان الشارع العربى منذ الشرارة الأولى التى أشعلها البوعزيزى فى تونس، فإن كل رئيس يخرج على شعبه ليؤكد أنه مصمم على البقاء من أجل الحفاظ على أمن الوطن وإكمال مسيرته الإصلاحية التى بدأها منذ عقود! ــ عن أى إصلاح يتحدثون؟!

"فهمتكم".. ثم "أعى مطالبكم".. مروراً بــ"من أنتم؟!".. وصولاً لخطابات صالح والأسد، يمكننا أن نستنتج شيئاً واحداً فقط: الأوطان باقية.. الرؤساء راحلون.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

حمدي يوسف

أرجو التفرقه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة