افتتحت اليوم الأحد الدورة الثالثة والأربعون من معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الثالثة والأربعون، ذلك الحدث الذى بدأ فى مصر منذ العام 1969، واستمر حتى الآن، ولكنه يحمل أهمية كبرى هذا العام، كونه أول حدث دولى بعد ثورة 25 يناير المجيدة، والتى تسببت فى إلغاء هذا المعرض فى العام الماضى، وبالرغم من كون المعرض حدث ثقافى صرف، إلا أنه يحمل دلالات سياسية منذ نشأته فى الحقبة الاشتراكية على يد الدكتورة سهير القلماوى وبإشراف الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة فى هذا التوقيت، والسؤال هنا تستطيع الثورة المصرية تحرير المعرض إلى من صبغته السياسية أم ستستمر هذه الصبغة حتى نجد المعرض فى العام القادم يحمل صبغة إخوانية إسلامية واضحة باعتبارهم الحاكم المنتظر فى الدورات المقبلة؟.
قال الناقد الدكتور صلاح الراوى أن كل ما يتم داخل المعرض هو ذو دلالة سياسية، مؤكدا أن النظام السابق حاول تحويل معرض الكتاب من ظاهرة ثقافية تجمع شمل كل المثقفين إلى سوق لبيع الكتب، وتم تفريغه من مضمونه الثقافى، كما كنا نلاحظ أن المعرض تحول لتجارة سياسية، يستفيد منها الرئيس السباق، حيث كان يقوم بافتتاحه بنفسه، ويلتقى بالمثقفين، ولكن لم تكن المشكلة فى النظام، بقدر ما هى فى المؤسسة التى تنفذ هذه التعليمات.
وأكد الراوى أن الوضع قد تغير الآن بعد أن انتفض الشارع المصرى بحثا عن حريته وكرامته وعدالته الاجتماعية، ولذلك سيكون المعرض مصبوغ بروح الثورة، وسنجد وجوه لم تكن معتادة على الحضور، وستتحرر هذه الشخصيات، وهذا سيحدث بأمر الشارع، وليس بأمر النظام، الذى لو كان مقتنع بذلك لأقام المعرض فى ميدان التحرير مثلا كخطوة تشجيعية للثوار.
وأشار الراوى أن المثقفين لن يسمحوا خلال السنوات القادمة، بأن يتأثر المعرض بحكم الإخوان أو بغيرهم، فلقد تحرك المصريون ولن تعود العجلة للوراء مهما حدث.
وقال الناقد شعبان يوسف، إن معرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام سيكون مختلفاً عن السابق، حيث كان المعرض يقام على فكرة حكومية، ويتم تجنب نبض الشارع وحظر مشاركة بعض المفكرين غير المرغوب بآرائهم، ولكن الوضع تغير ولن يستطيع النظام الموجود منع أى فكرة من الممكن أن تطرح، خاصة أن المعرض يقام فى توقيت حساس للغاية، ونرجو من المثقفين الداعمين للثورة الاستفادة بقدر الإمكان من توقيت المعرض هذا العام لدعم الثورة المصرية.
وقال القاص سعيد الكفراوى، أن المعرض دائما يحمل دلالات سياسية، لكنه سيأتى هذا العام مختلفا، مؤكدا أنه بالرغم من كل ما يحدث على الساحة إلا أن مصر تتعافى وتتغير للأفضل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة