هانى صلاح الدين

الأحزاب الورقية ونتائج الانتخابات

الأحد، 22 يناير 2012 04:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقد أكدت نتائج الانتخابات النهائية أننا مازلنا نعيش أزمة الأحزاب الورقية، فهناك 21 حزبا سياسيا لم تحصل على مقاعد برلمانية، بسبب عدم وصولهم إلى النسبة القانونية المنصوص عليها فى القانون، وهى نصف فى المائة، وهذه النتيجة تؤكد لنا أننا فى أمس الحاجة لتقييم الحياة الحزبية فى مصر من جديد، وليس المقصد من هذا التقييم أننا نضع المحاذير على تكوين الأحزاب.
لكن ما نحتاجه الآن البحث عن حلول سياسية لتقوية الأحزاب المصرية، حتى لا نعود إلى عصر سيطرة الحزب الواحد على الحياة السياسية، ونعيد تجربة الحزب الوطنى المنحل، فمصر لن تقوى إلا بوجود أحزاب سياسية قوية فاعلة فى الشارع، فتنوع الرؤى واختلاف الأفكار وتبادل الآراء يثرى العمل السياسى ويجدد العطاء لأصحاب القرار.
ولا يخفى على أحد أن الأحزاب الإسلامية، وعلى رأسها الحرية والعدالة، تسعى بكل قوة لتدعيم وجودها فى الشارع، وهذا من حقهم، وذلك من خلال ما يقدمونه من خدمات حيوية للمواطنين بخلاف برنامجهم السياسى، ولعل فكرة الأسواق التجارية الجوالة التى يقيمها الإخوان فى الأحياء بمختلف المحافظات، والتى يقوم أعضاء الحزب بمختلف درجاتهم العلمية بالمشاركة فيها، وتقدم السلع الغذائية الأساسية فيها بأقل الأسعار، خير دليل على أن هذا الفصيل جاد فى تقديم الخدمات لمختلف شرائح المجتمع، وذلك له مردود سريع متمثل فى انحياز المواطن البسيط، الذى لا يحتاج إلى الخطب السياسية الرنانة بقدر احتياجه لمن يشعر بأعبائه اليومية ويحاول تخفيفها عنه، لمشروع هذا الفصيل.
وذلك بخلاف ما يسعى إليه الحزب حاليا من أجل نقل التجارب الاقتصادية العالمية الناجحة مثل التجربة الماليزية والتركية وغيرها لمصر، وبالطبع هذا الاجتهاد مشكور، وأعلم أنه نتاج حب عميق للوطن وابتغاء لمرضاة الله، لكن لابد أن تعلم باقى الأحزاب أننا فى أمس الحاجة إلى الغيرة والمنافسة السياسية الشريفة، وليس هناك عيب أن تدرس باقى الأحزاب وسائل الإخوان وتستفيد منها، ولا يتحجج أحد بعجز الإمكانيات، فما يقوم به الإخوان لا يكلفهم إلا جهد الأعضاء وعدم الرغبة فى الربح.
إن استمرار الحالة الحزبية فى مصر على ما هى عليه سيجعل المواطن العادى لا يعرف أسماء العشرات من الأحزاب، ولن يكون لها أى أثر سوى فى الصالونات السياسية المغلقة التى تتحول غالبا إلى مكلمة دون أى واقع محسوس، لذا لابد من إيجاد إصلاح سياسى لهذه الأحزاب، وعلى الإخوان مساعدتها، فوجود هذه الأحزاب بجوارهم سينقذهم من تحمل فاتورة هذه المرحلة بمفردهم.





مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

سامي عبد الجيد احمد فرج

رفقا بنا ياسيدى

عدد الردود 0

بواسطة:

د / جمال

الحل

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة