إبراهيم عبد العزيز الشافعى يكتب: معادلة صعبة‎

الأحد، 22 يناير 2012 08:29 ص
إبراهيم عبد العزيز الشافعى يكتب: معادلة صعبة‎ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن ببالى يوما من الأيام أن تئول بنا الأيام إلى ما آلت إليه ولم أكن أتخيل بأن الحياة التى رسمتها وتصورتها وخططت كل ملامحها بخيال عينى وقلبى تتبخر كما الماء يغلى على الأرض ثم يصعد فى السماء.

نعم كنت مخطئاً فى كل تصوراتى وفى فهمى لتلك الدنيا فكل من هنا ذاهب إلى غيب لم ندركه ولكننا أمننا به حق الإيمان فى قلوبنا و أنكرته أغلبيتنا فى أفعالنا.

كنت قد تخيلت أنى أستطيع أن أحدد ملامح مستقبلى وقد كنت مخطئا لأننى اعتمدت على تصورى ولم أر فى عينى سوى ما أريد وسوى ما أتمنى وأرغب به.

ولكننى فى الحقيقة لا أعلم ماذا أريد بى من هذه الأحداث فى تلك الدنيا ولا أعلم ما هو الصالح لحياتى من الطالح وأعلم أن تلك الغيبيات ليس لى بمجال لأعرفها ولكن اليقين والتوضيح فى كل الأمور ميزة دائما ما يرغب فيها الإنسان ولو كان على قدر كبير من الإيمان ولا أدرى هل لى أن أكون مناوئا لنفسى وعقلى وأشغل الوقت بالتحليل و التدقيق و المراقبة و الاستنتاج أم أن توافق الروح والنفس والعقل والوجدان أمر يشبه المستحيل.

علمت أن الله أقرب إلى من حبل الوريد الذى بدونه لن تسرى الحياة فيا بعدها فلم أعرف كيف أخجل من ذلك وأنا أعصيه وكيف انتشى بقربه منى وأنا داخل طاعته وكيف أطمئن لما خلقنى عليه ولما وصلت إليه من مساوئ وكيف أسعى لإصلاحها
فى الحقيقة أنا لا أعرف وأعلم جيدا أننى من المفترض أن أكون عارفا بذلك، ولكننى كلما تقدمت خطوات تراجعت المئات لا أدرى ماذا أقول أنصيب هو.. وأتعلل بالظروف وأتشدق بالإمكانات وإرثى حالى أمام الناس.. أم أتهم نفسى بالإهمال وأقف على العيوب وقوف الرجال على أخطائهم وأقسم على نفسى أنى لو لم أعالجها أنى لا أستحق شهيقا يبقينى على تلك الحياة.. إنها حقا معادلة صعبة.

ولكنى بالأخير تعلمت أن نفسى لنفسى وسواس تردنى عن الخير وتدفعنى للشرور ولا أحمل منها سوى الأمر بالسوء وشهوات الدنيا الزائلة سواء كانت من المال أو السلطات أو النساء أو الأولاد وبالمقابل وجد الضمير والدين وقيم ومبادئ تهذب النفس من شرورها كالعلم والحياء والتواضع والخجل وحب الله وحب التقرب إليه ولا أستطيع أن أجزم أن للإنسان قدرة كاملة على تحقيق كل ذلك فقد علمت أن الله قد يأتى بغيرنا يخطئون ويتوبون لو لم نخطئ نحن فهو يعلم أنفسنا أكثر مما نعلمها نحن وسمى نفسه التواب كى يعلم كل مخلوق خلقه أنه منه وإليه وأنه دائما فى نصرة من استعان به دون النظر إلى تصنيفاتنا العنصرية للبشر.

يا ربى تكالبت عليا نفسى بالشرور وتأمرت عليا جوارحى بالأفعال السيئة فيا ربى هذبها لى واهدنى بها للاستقامة وانصر بلادى ومن بها بالحق واهدى شباب أمتنا الغافل ورد عليه عقله وحكمته واتزانه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة