قال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية إنه ليس بمقدور أى فصيل سياسى سواء كان الإسلاميين أو غيرهم أن يرث مصر، معربا عن انزعاجه من السؤال الذى بات البعض يردده بشكل مستمر وهو "عندما يحكم الإسلاميون ماذا سيفعلون معنا؟"، مؤكدا على أن مثل تلك الأسئلة "عيب" ولا يجوز طرحها لأن الإسلاميين وغيرهم مهمتهم خدمة مصر التى لن تورث.
وأكد أبو الفتوح خلال لقائه الذى عقده أمس الجمعة بساقية عبد المنعم الصاوى، أن مصر لن تكون متطرفة إسلامية ولا علمانية، فهذا البلد شعبه مصر متدين يعلى القيم بطبعه بمسلميه ومسيحيه وأى خروج عن هذا السياق المتسامح المعتدل هو ابتعاد عن التيار الرئيسى فى مصر، لذا كل من يحاول أن يصدر الشريعة الإسلامية للعامة دون فهم ويقوم باختزالها فى جزئية تطبيق الحدود فهذا تشويه لها وغير مقبول وجهلا بالإسلام.
ورفض أبو الفتوح أن يتم الاحتفال بالثورة فى 25 يناير المقبل قائلا: الثورة لم تنته بعد لنحتفل بها ولن ندعو لثورة جديدة فى هذا اليوم لأننا بذلك سنكون بنتنكر للنجاحات التى حققناها على دماء الشهداء، قائلا: هذا الشباب الذى شهد الموت لن نلومه إذا أصر على استمرار ثورته لأنه رأى جثث الشهداء من أقاربه وأصدقائه بجانبه ولو لم يستمر فى هذا سيكون خان ثورته ووطنه.
وتابع: نحن نعتز بالشباب الذى ضحى ليعيش فى حرية وكرامة وليتمتع بثروات بلاده، فأعظم ثروة نمكلها كمصريين هم البشر، فمصر لديها 87 مليون مواطن هم قيمة كبيرة تمكنا من أن نقيم دولة ذو حضارة عظيمة يتمتع أهلها بالعيش والكرامة والعيش الكريم، ونريد بعد الثورة أن نبنى نهضتنا وجزءا من ذلك هو أن نُفرغ أكبر قدر من مجهوداتنا وطاقتنا فى بناء المستقبل وهذا لا يعنى أننا سنتهاون مع من أفسد فى هذا البلد، وأعظم ما يمكن أن تحققه هذه الثورة هو استعادة الكرامة للمواطن المصرى، وأن يعرف كل مسئول أى إن كان منصبه أنه فى خدمة عامة ويدرك أنه سيضع نفسه تحت سيف الرقابة الشعبية وسيف القانون وبعد الثورة يجب أن يدرك الكل أنه لا أحد فوق القانون، فنظام الشللية والعصابات والهمبكة يجب أن ينتهى.
وعن رأيه فى انسحاب الدكتور محمد البرادعى من سباق الترشح للرئاسة قال أبو الفتوح، كنت أتمنى أن البرادعى يستكمل الشوط ولست مع الأسباب التى يثيرها البعض فالنضال السياسى ومواجهة أى خلل يجب أن يكون فى الساحة واجب وطنى وأنا سعدت أنه مازال مستمرا فى أدائه، وضد من يقول طالما البرادعى تراجع لماذا لم يتراجع الآخرون؟ لأننا سنبنى نظامنا السياسى بالصمود فيجب علينا أن نستمر فى أى موقع.
وأضاف أبو الفتوح أنه لو لم يوفق فى خدمته الوطنية "الترشح للرئاسة" سيختار واحدا من الشباب الأربعينى حتى يكون نائبا لرئيس الجمهورية وحتى يكون رئيسا فيما بعد، كما أكد أبو الفتوح على أن مصلحة مصر تقتضى الاهتمام بقضايها الآن بعيدا عن الانشغال بأى قضية عربية أخرى لأن قوة هذا البلد ونهضته ستكون جزءا من نهضة الساحة الأفريقية والعربية .
وعن موقفه من الاتفاقيات الدولية وعلى رأسها اتفاقية كامب ديفيد، قال أبو الفتوح أول شىء سنفعله هو الاطلاع على الاتفاقية التى لم يراها أحد حتى وقتنا هذا وبعد ذلك ستعرض على البرلمان وإن كانت فى مصلحة مصر فأهلا وسهلا وإن لم تكن فسنقوم بتعديلها أو إلغائها لأنه ليس هناك اتفاقيات أبدية.
وأوضح أبو الفتوح أنه انشق عن جماعة الإخوان المسلمين لانه أراد أن يترشح للرئاسة مستقلا لا يمثل أى تيار أو فصيل قائلا: الأقرب لرغبتى ونفسى هو أن أترشح للرئاسة مستقلا بعيدا عن الجماعة وأدعو الإعلام أن يكف فى الحديث عن مثل تلك الأمور وأن ننظر للمستقبل لنتوافق ونتقارب، وأعرب عن رفضه التام لمصادرة وسائل الإعلام تحت أى مسمى قائلا: أرفض المساس بوسائل الإعلام إلا من خلال القضاء فهذه حرية مكفولة للجميع.
وأشار المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية إلى أن نظام البلطجة يمكن السيطرة عليه لأنهم مواطنون مصريون وهذا قدرنا الذى ورثناه من النظام الفاسد، وأضاف أن كل من تلوثت يده بمال أو دماء المصريين لا يملك أحد أن يعفو عنه، ومازالت جذور النظام الفاسد موجودة فى دولاب الدولة وعملية التطهير لم تتم بشكل كامل وهذا يتحقق من خلال وضع نظم وقوانين ومعالجة أسباب الفقر والحاجة وانخفاض الأجور وغياب الرعاية الصحية وتدهور التعليم.
وفى حديثه عن مستقبل السياحة قال أبو الفتوح، الإدارة السياحية فى مصر لم تكن ناجحة فمصر لديها هذا الكم من الشواطئ والطقس والكنوز ولا يصح أن يكون عدد السائحين فيها 10 أو 12 مليون فى حين أن بلادا أخرى أقل من ثرواتنا يأتى لها 60 مليون، والاقتصاد الذى نرجوه لا يقوم على الاقتصاد الريحى يقتصر فقط على دخل السياحة وقناة السويس والاستثمارات القادمة من الخارج بل على الزراعة والصناعة ومراكز البحث العلمى.
وعن المنظومة الصحية قال أبو الفتوح: نحن بحاجة إلى إعادة النظر فى منظومة الرعاية الصحية من خلال إصدار قانون للتأمين الصحى الشامل يضبط أداء الرعاية الصحية فحق العلاج مثل الحق فى الهواء وهذا شىء مهين ألا يكون هناك نظام علاجى ونظام صحى كامل يتمتع به كل المواطنين الفقير والغنى على حد سواء.
عبد المنعم أبو الفتوح: مصر لن تكون متطرفة إسلامية ولا علمانية.. ومن يختزل الشريعة فى جزئية تطبيق الحدود "جاهل بالإسلام".. كنت أتمنى أن يستمر البرادعى فى شوط الترشح للرئاسة لأنه واجب وطنى
السبت، 21 يناير 2012 02:31 م
الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة