كلنا يعلم أن البناء الشامخ لابد له من أساس متين، والآن ونحن بصدد إعادة بناء الوطن، فعلينا ألا ننسى أن بناء الإنسان هو التحدى الحقيقى وأكثر الأولويات إلحاحًا، ولا شك أن طريقة البناء فى هذه الحالة ستعكس الفكر الجديد الذى يقوم على الحرية والانتماء والتعايش والإدراك الصحيح للحقوق والواجبات والإعلاء من قيمة المعرفة بمختلف أشكالها.
وبالطبع كل ذلك ليس بالأمر السهل، ولكننا نعيش فترة غاية فى الأهمية أراها فرصة ذهبية للبداية فى تحقيق كل ما نطمح إليه، ولا شك أن التركيز على النشء هو اللبنة الأولى التى يتوجب إرساؤها فى بناء الإنسان المصرى، وأتصور أن ذلك يتطلب إرساء منظومة آليات متكاملة ومتشابكة يتصدرها التعليم بمقوماته الصحيحة التى تعمل فى اتجاه إعمال العقل واكتشاف الذات، والسعى لتطويرها وغرس بذور السلوك الإيجابى وتشجيع الابتكار والعمل الجماعى والثقة بالنفس، والقدرة على القيادة ومواجهة المشكلات، ولا شك أن هذا النوع من التعليم سيفرز لنا العالِم والزارع والصانع المحترف والمواطن المشارك... إلخ.
أكرر وأقول أن بناء النشء بحاجة ماسة إلى نهضة معنوية ومادية لن تتأتى إلا بالتعليم الصحيح بمعناه الشامل فى الأسرة والمدرسة والجامعة، بل وفى العمل والمجتمع بأكمله. ولعلها فترة زمنية أحسبها ليست بالطويلة حتى نجنى ثمار ما نطمح إليه، من خلال منظومة إصلاحية شاملة تشكل العقل والوجدان المصرى، والمهم الآن هو صياغة الخطة التعليمية المنشودة والتى تكمن أهميتها فى تأثيرها شديد الخطورة فى الجوانب النفسية والاجتماعية والاقتصاديةً والسياسية لمجتمع ما بعد الثورة.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد حافظ حبيب
التعليم