الأمان شعور جميل يرتبط بالإنسان طيلة حياته فى هذه الدنيا، وقد طالعتنا الكتب وكشفت عن سر هذا الارتباط منذ فجر التاريخ، لنجده على سبيل المثال فى "البادية" كان يعيش فيها خائفاً من الضوارى المفترسة، متنقلاً يبحث عن مكان يختبئ فيه من حين لآخر حتى يزول الخطر، ولكوننا نعلم أننا لسنا كالحيوان إذا شبع عن حاجته انصرف ولا يفكر فيها حتى يحتاج إليها، فكان حتماً على الإنسان الذى يتميز بالعقل أن يصنع سلاحا يكون يقظاً به تجاه ما يهدد بقاءه، ليأمن به ما يخافه على نفسه وأهله وعرضه وماله .
وكما نعلم أن التطوير وتغير الأفكار على مدى المراحل الزمنية يختلف من فترة إلى أخرى، حتى وصلنا إلى هذا العقد الاجتماعى بين نظام وشعب؛ الذى صنع سلطة تتولى مهام الأمن لينصرف كل منا إلى مصالحه لينمى موارده بدون قلق أو خوف، إلى أن جاء رسل الله ومعهم طوق النجاة؛ وكان على المقدمة - محمد صلى الله عليه وسلم - المبعوث رحمة للعالمين لينشأ لنا دولة عجزت عن وصفها الأمم حققت الأمن والإيمان، ليثنى عليها كل من رآها وسمع بها حتى ومن كفر بها، وجاءت الشريعة الربانية لتظهر لنا أهمية الاهتمام بالأمن والأمان الذى يحقق للشعوب الرخاء والنمو، وأن الإخلال به يهدم أركان المجتمع؛ وهذا قد تأكدنا منه من تجارب الشعوب على مختلف العصور؛ الذى اتضحت مشاهده بأن الدولة التى تهتم بالأمن بكل تأكيد تنعم بالازدهار والارتقاء ويجعلها فى مقدمة الدول؛ على عكس غيرها ينتابها الإضراب والقلق والفقر .
والحقيقة أننا كثيراً ما قرأنا معالم تلك السطور المتشابهة فى مقالات عدة، وُكتب أصبحت كالتراث تملئ الرفوف فقط وليست العقول والقلوب؛ إلى أن فاض بنا الكيل وطال بنا الأمد وشغلنا الانتظار، وعكفنا على البحث عن الأمن بكثرة الأسحلة والذخيرة؛ وخلقنا الأعذار والمبرارت وتناسينا فى أن نحقق مقوماته التى تبدأ بالتربية الإسلامية والأخلاق التى ما جاءت بها السنة النبوية؛ إلا لتكون سراجا منيرا تضىء الحياة .
ولا شك أن الأحداث الآن فى مصر تتأرجح يمينا ويسارا من إضرابات ومخاوف، بسبب الأحداث القادمة على مصر أثناء الاحتفال بالثورة، إلا أننى لن أوجه أى نقد لمن يشعر بذلك؛ ولكن ما أتمناه هو التزام الصمت الثورى ومراقبة المشهد، والسعى فى التوعية الشبابية والاستماع الجيد لعقول علماء الأمة، إلى أن يأتى إلينا ذلك الدستور الإسلامى من رحم برلمان الثورة؛ بعدما كان تليدا مكبلاً فى عنق من كان سيقطع رؤوسهم إذا طبق؛ الذى أتمنى أن يكون مطبقاً على أرض الواقع وليس كسابق عهده على الأوراق، لأنه الوحيد القادر فى أن يكون سلاح ردع فى عصر الانفلات الأمنى والأخلاقى التى عجزنا عن حلها بأسلحة العنف، ولابد أن يصنع الثوار فى يوم 25 يناير معنى البسمة لمصر؛ وأن يصوبوا مدافعهم وألسنتهم نحو المخربين العابثين بالممتلكات العامة التى لا يعرفون أنها قوام الأمة بأكملها؛ وأن عواقب تخريبها سيقع على كل فرد فيها، ولنجعل جميعاً هتافنا التكبير لله على نصره لنا، ورؤيتنا عجائب قدرته من مبارك وأعوانه، علينا أن نرفع أكفتنا بالدعاء لكل شهيد حتى يأتى نصر وعبور من جديد .
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د. عبدالجميد عمران
الأمان ثم الأمان ..
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
مجلس شعب لا يعرف اجديات الدستور...........خارج حدود الزمن
عدد الردود 0
بواسطة:
روقيه محمد
مقاله ممتازه ولى لقاء
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفى الدالى
تحية للكاتب مقال رائع لمن يعى
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود المصري
تحيه للكاتب القدير
عدد الردود 0
بواسطة:
taha
حقيقة لا خيال
عدد الردود 0
بواسطة:
s,ki
lwv
ما يخرج من القلب يصل الى القلب
عدد الردود 0
بواسطة:
كريم عبد الظاهر
الدستور اولا ام السلطه اولا
لازم نفهم الناس اولا
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير ابو السعود
الامن والامان