مهندس على درويش يكتب: متطوعون للثورة المضادة

الجمعة، 20 يناير 2012 04:39 م
 مهندس على درويش يكتب: متطوعون للثورة المضادة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنا وما زلنا نعانى من الفساد الممنهج الذى تغلغل فى كل هيئات دولة كانت ترعى الفساد بكل أشكاله من خلال مؤسسات تحميه وتجعله أمرًا واقعًا، ووصل الأمر بمسئول كبير فى الدولة بالافتخار بتوريط غالبة الشعب فى هذا الفساد مدللا بتنافس المواطنين فى شراء الكماليات كالمحمول والتكييف وغير ذلك رغم المرتبات الهزيلة التى يتقاضونها والتى لا تكاد تكفى لإطعام هؤلاء المواطنين، وكان هذا هو المخطط للسيطرة على هذا الشعب باستخدامه شريكاً فاعلا فى المنظومة الكبرى للفساد، ثم قامت ثورة يناير من أجل تصحيح هذه الأوضاع وإسقاط النظام المستبد ومحاكمة الطغاة الذين أفسدوا أخلاق المصريين قبل إفساد حياتهم، وبعد سقوط رأس النظام توقعنا مواجهة ثورة مضادة يقودها المستفيدون من النظام السابق وكنا على يقين بأن هؤلاء الطغاة لا يمكن أن يستسلموا بسهولة وبأنهم سوف يقاومون حتى آخر بلطجى لديهم، ولكن الغريب فى الأمر هو ظهور هذه الأعداد الرهيبة من المتطوعين الذين يعملون لحساب النظام السابق والثورة المضادة دون أجر وربما دون قصد، تم هذا فى صورة مظاهرات فئوية لا تنتهى ولا تتم بشكل سلمى متحضر ولكن بصور شتى من المخالفات، بل من الجرائم، كقطع الطرق، وتعطيل المصالح، واقتحام المكاتب، وحرق المبانى، وإتلاف السيارات إلى غير ذلك من الانتهاكات، آلاف الموظفين قاموا فى صعيد واحد يطالبون بالتثبيت وزيادة المرتبات ومعظمهم تم تعيينه كرشاوى انتخابية بواسطة نواب سابقين رغم علم المسئولين بأنها بطالة مقنعة، بالتأكيد من حق هؤلاء على الدولة توفير فرصة عمل شريفة تحفظ لهم حياة كريمة، لكن بشرط أن يكون العمل إضافة يحصد الجميع ثماره وتنهض الدولة به، فللأسف بعض العمال والموظفين الذين عادوا إلى وظائفهم فى الهيئات المختلفة وكان بعضهم مفصولا فصلا تعسفيا وآخرين بسبب مخالفات وسوء سلوك، عادوا بقوة دفع الحالة الثورية، فقاموا بفرض سطوتهم داخل العمل ولم يستطع أحد السيطرة عليهم، والآن يستطيع 20 موظفاً فى أى مكان اقتحام مكتب المسئول وتهديده وربما أخذه رهينة لحين تنفيذ مطالبهم، لابد قبل المطالبة بإقصاء المفسدين أن نسارع بإصلاح أنفسنا ووضع أيدينا على عيوبنا الخطيرة التى ظهرت بعد الثورة والتى كانت عبارة عن تراكمات سنوات طويلة من الفساد، ولابد أن ندرك خطورة المرحلة التى تمر بها البلاد ونضع مصلحة الوطن أمام أعيننا قبل أى خطوة نخطوها لأن ما حدث مؤخرًا فى الضبعة ينذر بكارثة خطيرة تهدد الوطن بأكمله ولا تعبر عن أصالة وحضارة هذا الشعب الذى أبهر العالم بثورته التى قامت من أجل القضاء على الفساد والاستبداد وليس من أجل تأسيس دولة البلطجة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة