الدراما المصرية تبحث عن «وصفة» النجاح فى محاكاة نظيرتها التركية

الجمعة، 20 يناير 2012 02:04 م
الدراما المصرية تبحث عن «وصفة» النجاح فى محاكاة نظيرتها التركية الكاتب الكبير فيصل ندا
كتبت - دينا الأجهورى وخالد إبراهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على نهج المسلسلات التركية بدأ صناع الدراما فى مصر تصوير أكثر من مسلسل تدور أحداثها عبر أكثر من 120 حلقة، أملاً فى أن تنال بعض نجاح المسلسلات التركية التى حظيت بشعبية كبيرة فى مصر، خلال السنوات الأربع الماضية، حيث يقوم المخرج السورى حاتم على بتصوير مسلسل المنتقم الذى تدور أحداثه فى 120 حلقة، وكذلك يصور المخرج سعد هنداوى مسلسله «زى الورد» الذى تدور أحداثه فى جزأين ويتكون من 60 حلقة، يبدأ عرض الأول منهما فى رمضان، فيما يبدأ تصوير الثانى عقب الانتهاء من عرض الأول.
عن هذه التجارب التى سبقتها تجربة «مطلوب رجال» الذى تم عرضه على قناة MBC وبلغ عدد حلقاته 90 حلقة، تفتح اليوم السابع ملف الدراما المصرية، وبحثها عن «وصفة النجاح»، بعدما لم يستطع «مطلوب رجال» تحقيقه، خاصة بعدما تسرب الملل إلى متابعيه بعد حلقاته الأولى.

أكد الكاتب الكبير فيصل ندا، لليوم السابع، صعوبة الحكم على المسلسلات الطويلة التى يتم تصويرها الآن، وتصل حلقاتها إلى 120 حلقة، فى الوقت الحالى؛ لافتًا إلى أنها مازالت تحت التحضير، مضيفًا أن كتابة المسلسل المكون من 30 حلقة تمتد لـ9 شهور، متسائلاً: كيف لسيناريست أن يكتب 120 حلقة فى وقت قصير؟ وكيف لمخرج أن يصور 120 حلقة وحده؟!!

وأشار ندا إلى أن مشكلة الدراما المصرية تكمن فى التقليد، فإذا نجح مسلسل عن المخدرات نرى هوجة كبيرة من المسلسلات التى تناقش نفس الفكرة.

وانتقل ندا للحديث عن الأعمال التركية قائلاً: من أهم العوامل التى جذبت المشاهدين إليها الدبلجة الشامية القريبة من اللهجة المصرية، والأتراك حاولوا بكل الطرق نقل الدراما المصرية إليهم، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك إلا فى الفترة السابقة، حينما اندمجت درامتهم باللهجة السورية، رغم أن الموضوعات فى منتهى التقليدية.

من جانبه أكد السيناريست وليد يوسف أن نسبة نجاح هذه التجربة فى الدراما المصرية كبيرة إذا توافر فيها عدة عوامل، منها فكرة الإبهار فى الصورة والكتابة والأداء والإخراج، وهى تلك العوامل التى يراعيها الأتراك فى مسلسلاتهم، والدليل على ذلك نجاح تلك النوعية من المسلسلات فى مصر، فهم يستعينون بالمناظر الطبيعية، الأمر الذى كان وسيلة لتشجيع السياحة فى تركيا.

ولفت يوسف إلى أن الأتراك متقدمون علينا فى أشياء عدة، لكن التفوق عليهم ليس بالأمر الصعب، مضيفًا: «نحن نحتاج لمزيد من الرومانسية فى أعمالنا، والتى افتقدناها مؤخرًا، باحثًا عن الأكشن والدراما الاجتماعية التى لا تختلف عن الواقع الذى يعيشه المشاهد الذى يبحث عن الجديد، فحياتنا الواقعية تخلو من الرومانسية، فلا داعى أن تكون الدراما أيضًا كذلك.

وعن فكرة شعور المشاهد بالملل من طول الحلقات يقول وليد: «لابد أن يراعى القائمون على هذه الأعمال تجنب الملل، فلابد من وضع أشياء تبعد المشاهد عن الروتينية، وهذا دور المخرج الذى يستخدم ذكاءه فى إنهاء كل حلقة بلغز يجعل المشاهد ينتظر على نار الحلقة القادمة، ليعرف حل اللغز، مضيفًا: «أرحب بأى شكل من أشكال العمل حتى تدور عجلة إنتاج الدراما».

وكان للمخرج محمد فاضل رأى مغاير تمامًا، حيث أكد أنه من الصعب نجاح هذه التجربة فى مصر حاليًا بعدما اعتاد المشاهد المسلسلات التى تدور أحداثها فى 15 حلقة والتى أثبتت نجاحها خلال الأعوام الماضية، ومنها مسلسل «حكايات وبنعيشها» للنجمة ليلى علوى، ومسلسل «امرأة فى ورطة»، و«مذكرات عانس» للنجمة إلهام شاهين، وأضاف فاضل أن الجمهور اعتاد الاستسهال الذى لا يشعره بالملل، مشيرًا إلى أن هذا الاستسهال موجود فى كل تفاصيل حياتنا، لذلك اعتدناه ومن الصعب أن نغيره، أما نجاح المسلسلات التركية التى يبلغ عدد حلقاتها 160 وأكثر، فيرجعه فاضل إلى فضول المشاهد وحب استطلاعه لمعرفة خبايا وعادات وتقاليد المجتمع التركى ليس إلا، لافتًا إلى أن جزءًا كبيرًا من جمهور هذه النوعية من المسلسلات فتيات فى سن المراهقة ممن يستمتعون بمشاهدة مهند وأزياء البطلات التركيات.

من جانبه أكد السيناريست محسن الجلاد أن تلك النوعية من المسلسلات تحتاج لتوفير عدة عناصر لابد أن تكتمل، أولها أن يكون المسلسل ثريّا بالأحداث وليس مجرد سرد، وهو المتعارف لدينا فى المسلسلات المصرية، مضيفًا: «فنحن ليس لدينا حنكة الإثارة التى إذا توافرت فلن تستطيع أن تجعلها تمتد على مدى 160 حلقة.

وتنبأ الجلاد للأعمال المصرية التى تحذو حذو هذا المنهج بالفشل، وقال: «ستكون تقليدًا أعمى للمسلسلات التركية»، مضيفًا: «أتمنى أن تكون على المستوى الذى يجذب المشاهدين إليه، ولكنى أشك». وأشار محسن الجلاد إلى إمكانية رؤية هذه النوعية من المسلسلات الطويلة فى «الأكشن»، مضيفًا: «هنا ستكون المشكلة أكبر، لأنه ليس من السهل إقناع المتفرج بالأكشن والحركة».






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة