أسماء صباح تكتب: "الحسين" فى مواجهة "يزيد" بالتحرير

الجمعة، 20 يناير 2012 11:08 ص
أسماء صباح تكتب: "الحسين" فى مواجهة "يزيد" بالتحرير شهداء من التحرير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إنهم حاضرون رغم الموت، مبصرون رغم التراب الذى لفهم، شهود على الحقيقة أمام الله والناس، صادقون فالموت أكبر إشارة على الصدق، أدوا الأمانة، إنهم القدوة.

إن الشهادة ليست حادثاً دامياً منغصاً كما يعتقدها البعض، إنها ليست مجرد تضحية يقدم عليها أحد الأبطال فى ميدان المعركة، وإنما هى اختيار واع، فالشهيد يذهب للموت طواعية ويختاره بإصرار وترصد.

يتصرف الشهيد من واقع المسئولية الملقاة على عاتقه، إذ يقدم روحه من أجل النضال ضد كل أنواع الظلم والإذلال والاضطهاد، إن الشهيد لا يملك إلا "الموت" يحارب من خلاله عدوه مهما كان، وهو المنتصر دون جدال، فثقافة الموت تتغلب دائما على ثقافة الحياة، وفرق شاسع بين من يتمنى هذا ويسعى
إليه وبين من يحب ذاك ويتشبث به.

يرى الشهيد لـ"موته" هدفًا واحدًا لا غير، أن يصبح القدوة، والشمعة التى تنير الدرب لكل الباحثين عن الحرية والكارهين للظلم والاستبداد، وهنا يكون "موت رجل" سبيل لحياة أمة وأساساً لبقاء عقيدة، وفعل "شهادته" يظل إثباتا على الجريمة وعاملا لسقوط الأقنعة الزائفة للعدو "الذى قتله وهو أعزل عن سابق إصرار وترصد"، إن موت الشهيد إدانة للظالم، إنه احتجاج بالدم على الذل والقهر، هو صرخة حمراء فى اليوم الذى تصمت فيه الحناجر.

إن الشهادة بحد ذاتها مأخودة من فعل "شهد" هى شىء مستقبلى، فهو، أى الشهيد، شاهد على هذا العصر الماضى، وخالد للمستقبل، فالكل سيذكر الشهيد القدوة الذى مضى نحو السماء دفاعا عن قضية آمن بها، إنها الطريقة الوحيدة لمقاومة الظلم والقهر بشكلٍ فعال.

إن الشهيد يعلم أن التاريخ سينظر إليه يوماً وأن المستقبل ينتظره، ولن ينسى له الزمان موته لإعلاء "الفكرة"، لهذا نجد أن الشهيد لا يعود للوراء بعد فعل "الشهادة" بل على العكس يتقدم الصفوف، ويبنى مجدا لهؤلاء المستسلمين.

الشهادة "فعل" فى سبيل البحث عن الحياة، فموت الشهيد يحيى أمة، يحيى فكرة، يجعل منها أبدية، لذلك يقف العدو مصدوماً متفاجئاً من فعل الشهادة، إذ لا يكن له إيقافه، وبموت المزيد من "الشهود" على القضية، يخسر المستبد مكانه، ويلحق بهزيمة تلو الأخرى.

بموت الشهيد يسقط النظام الذى سخر السياسة والاقتصاد والثقافة والدين والأخلاق والفن فى سبيل بناء دولة الظلم والجريمة، هذا النظام الذى ضحى بالإنسان فى سبيل بقائه واستمراره.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة