◄ الأهلى والزمالك أنفقا 70 مليون جنيه لشراء لاعبين
◄ الجبلاية تصرف مليونى جنيه لبرادلى سنويًا
◄ الرياضين غابوا عن التحرير وينتظرون الاحتفال بالذكرى الأولى
◄ ياسين يجهز مسيرات ومباريات
◄ أبوزيد يطالب برد الجميل
◄ المصرى يدعو لمهرجانات فى المحافظات
12 شهرًا بالتمام والكمال مرت على ثورة 25 يناير التى أطاحت بنظام حكم كامل وقلبت موازين المجتمع المصرى، وكانت تلك الفترة حافلة بالأحداث السياسية والاقتصادية والإنسانية التى ستظل محفورة فى ذاكرة التاريخ بصرف النظر عن موقفنا تجاهها، سواء بالتأييد أو الرفض.
فى الذكرى الأولى للثورة.. تبدو ملامح النشاط الرياضى كما هى ولم نشهد تغيرًا جذريًا فى الحياة الرياضية، فالأهلى والزمالك أصحاب الكلمة العليا فى سوق انتقالات اللاعبين قبل الثورة هما فرسان السوق بعد الثورة أيضًا بنفس الملايين، فى الوقت الذى تعانى فيه البلاد من أزمة وقود سواء أنابيب الغاز، أو بنزين السيارات، كما تعانى الألعاب الأخرى نفس التجاهل وقلة الموارد ونفس الأزمات ما يهدد مستقبل تلك الألعاب "الشهيدة"، وكأن المد الثورى لم يصل للرياضة المصرية على مدى 12 شهرًا من اندلاع الثورة حتى الآن.
كشفت المبالغ المالية المدفوعة فى صفقات اللاعبين التى قام بها القطبين عن وجود فجوة بين ما تشهده البلاد من أوضاع وحالة الأندية التى قامت بشراء لاعبين وصلت قيمتها إلى عشرات الملايين من الجنيهات، حيث أنفق النادى الأهلى وحده أكثر من 35 مليون جنيهًا على شرء لاعبين جدد، منهم 8 ملايين تكبدتها الخزينة الحمراء لشراء وليد سليمان من إنبى، بالإضافة إلى 7.5 مليون جنيهًا لضم عبدالله السعيد من الإسماعيلي، فضلا عن البرازيلى فابيو جونيور الذى انضم بمقابل مادى يصل إلى 7.5 مليون جنيه.
نفس الأمر ينطبق على الزمالك الذى ضم لاعبين بمبلغ يقترب من 33 مليون جنيه بداية من الصيف الماضى حتى الآن، فتعاقد مع صلاج سليمان وأحمد حسن وحسين حمدى وهانى سعيد والبنينى رزاق فى الصيف الماضى مقابل 17 مليون جنيه، فيما ضم الكاميرونى ألكسيس موندومو وإسلام عوض ونور السيد قبل أيام مقابل 17 مليوناً.
كما يعتبر الأهلى صاحب أعلى جهاز تدريب يتولى مسئولية فريق كره فى مصر فى الرواتب الشهرية ويصل اجمالى رواتب الجهاز الفنى للأهلى بقيادة البرتغالى مانويل جوزيه الى ما يقرب من مليون جنيه شهريا بالأضافه الى مصاريف الإقامة فى جناح بأحد الفنادق الكبرى والشقق التى سيتم استئجارها لجهازه المعاون وبدل الانتقال المقرر حصولهم عليه بخلاف سيارة المدير الفنى اى ان خزينة النادى ستتحمل سنويا ما يقرب من 15 مليون جنيه كرواتب للجهاز الفنى فقط.
حروب الجبلاية
وفى الجبلاية تحول اتحاد الكرة إلى ساحة للحروب والخلافات الشخصية ونسى بعض أعضاء مجلس إدارته أنفسهم وأصبحوا غير عابئين بما يحدث فى البلاد، أو مصلحة الكرة المصرية ودخلوا فى حروب وصراعات داخلية أبرزها قيام مجدى عبد الغنى باتهام سمير زاهر بالحصول على عمولات قبل رحلة المنتخب الوطنى إلى قطر لمواجهة البرازيل وديًا، بالإضافة إلى محاولات بعض أعضاء المجلس توسيع عدد أعضاء الجمعية العمومية للجبلاية لضمان الحصول على أصواتهم فى الانتخابات المقبلة، فضلاً عن رواتب أعضاء الجهاز الفنى للمنتخب الأول الكبيرة حيث يتقاضى الأمريكى بوب برادلى وحده 2 مليون و160 ألف جنيه مصرى سنويًا، بخلاف باقى أعضاء الجهاز المعاون.
وأثرت تلك الصراعات الداخلية بالجبلاية على مسار الكرة المصرية ونعانى منها حاليًا وتعد أبرز سلبيات مسئولى اتحاد الكرة، نظام الدورى الممتاز الغير مستقر وزيادة عدد الأندية إلى 19 فريق وتضخم مسابقة القسم الثانى إلى 6 مجموعات بدلاً من ثلاثة.
أعرب أكثر من مدير فنى عن استيائه من نظام الدورى الذى أصاب معظم اللاعبين بالإجهاد، حيث وصف البرتغالى مانويل جوزيه المدير الفنى للأهلى دورى الـ19 فريقاً بـ"النكتة"، فهو لم يتم تطبيقه فى أى دولة بالعالم، موضحًا أنه سيكون مرهقًا للغاية.
إعلام تصفية الحسابات والشحن الجماهيرى
ولا يمكن تجاهل الإعلام الرياضى الذى لم يشهد أى تغير بعد ثورة 25 يناير حيث يستخدم نفس الأدوات من أساليب الشحن والتسخين بين الجماهير مثلما يحدث من قبل فنجد بعض الإعلاميين يستخدمون قنواتهم لتصفية مسائل شخصية بينهم وبين آخريين، ووصف محمد عبد المنصف حارس مرمى الجونة وأحد المطالبين بالتغير، الإعلام الرياضى بعد الثورة بـ"المتحول" حيث كان بعض الإعلاميين ضد الثورة منذ انطلاقها أثناء وجود الرئيس المخلوع وعندما اشتدت حدة الثورة واقتراب النظام السابق من الرحيل بدأت شعارتهم تتغير وتساند الثورة، وعندما تولى المجلس العسكرى زمام الأمور فى البلاد بدأ التأيد للمجلس ضد الثوار مؤكدا أن كل هذا يؤثر على المواطن البسيط.
يرى عبد المنصف أن الثورة لم تصب الرياضة حتى الآن وأن لم يكن لها وجود من أساسه حيث كان لا يوجد أى مشاركات للرياضيين فى الثورة إلا قليل فكل المشاهد السلبية فى الرياضة قبل الثورة لم تتغير، مؤكداً أنه كان هناك دعوة للمطالب الرياضيين من خلال "جمعة الرياضة" والتى فشلت بسبب قلة الحضور، حيث لم يحضر سوى رياضيون من الألعاب الأخرى والتى تنادى بالتغيير.
التحرير شاهد على سلبية الرياضيين
شهد ميدان التحرير الذى يعد "دفتر أحوال" الثورة غيابًا ملحوظًا من جانب نجوم الرياضية وقت اندلاع ثورة 25 يناير التى أعادت للشعب المصرى حريته وكبريائه بعدما تعرض لانتهاكات جسيمة فى عهد النظام البائد، وجميع النجوم الذين يعدون قدوة فى الملعب غابوا عن التحرير الذين قدم فيه الشهداء منحوا أرواحهم فداء أن تحيى البلد حياة الحرية والديمقراطية السليمة باستثناء النجوم الحقيقية هادى خشبة ونادر السيد ومحمد عبد المنصف الذين مثلوا الكتلة الرياضية فى الميدان .
لم يكتفِ الرياضيون بالدور السلبى فى المشاركة الفعالة فى تقرير مصير البلد، بل وصل الحد ببعضهم إلى درجة مهاجمة الثوار واتهامهم بإفساد الأمن فى البلاد وصنع حالة من الفوضى والشغب بين صفوف المواطنين، لدرجة أن البعض منهم تطوع للدفاع عن النظام السابق المتمثل فى حسنى مبارك ونجليه وحاشيته الذين أنهكوا وكان حسن شحاته وجهاوه المعاون ونجوم الاعلام الرياضيين الابرز فى مساندة النظام السابق .
"اليوم السابع" استطلعت آراء شريحة كبيرة من الرياضيين لمعرفة أين كانوا وقت الثورة.. وأى دور سيقومون به لإحياء الذكرى الأولى لها بعد مرور عام كامل؟
ياسين: لابد من دور للرياضين فى الحياة العامة
قال ربيع ياسين المدير الفنى للمنتخب الوطنى، وأحد الداعين إلى أن يكون للرياضيين دور فعال فى الاحتفال بالذكرى الأولى لثورة 25 يناير، أن الرياضيون هم الفئة الوحيدة التى لم يكن لها بصمة واضحة فى أحداث ثورة 25 يناير، وهو ما ذهب بالبعض إلى الاعتقاد أن الرياضيين طائفة سلبية وليس لها دور إيجابى فى التأثير فى المجتمع، لذا فكرت فى الدعوة إلى تجميع كل الرياضيين ودعواهم لطرح أفكارهم جميعا للوصول إلى صيغة موحدة يتوافق عليها جميع الرياضيين من أجل إبراز دور الرياضيين فى الحياة العامة فى جدول زمنى قصير لا يتعدى 10 أيام، ليخرج ذلك للناس متزامنا مع موعد الاحتفال بالذكرى الأولى.
تابع ياسين أنه تم الاتفاق على ثلاثة طرق للاحتفال بـ"سنة أولى ثورة"، الأولى تشتمل على تنظيم مسيرة يشارك فيها كل الرياضيين تنطلق من أمام دار الأوبرا مرورا بكوبرى قصر النيل حتى ميدان التحرير، والثانية تشتمل على تنظيم مهرجان رياضى يقام فيه ثلاث مباريات الأولى بين جيل الكرة الماضى والثانية بين الجيل الحاضر والثالثة بين جيل المستقبل والذى يمثله المنتخب الأوليمبى الذى نجح فى التأهل لدورة الألعاب الأولمبية بلندن 2012 على الملعب الفرعى لإستاد القاهرة، والثالث يحتوى على تنظيم ماراثون رياضى للجرى الجماعى من أمام مقر كلية التربية الرياضية بالهرم حتى الوصول إلى ميدان التحرير .
حرص ربيع ياسين وأعضاء اللجنة المكلفة بالإعداد لتجهيز الاحتفالات والتى تضم أسامة خليل نجم الإسماعيلى السابق وعبد المنعم الحاج ومحمد رمضان نجم الأهلى السابق وعماد شاهين، على عقد جلسة مع كلا من عماد البنانى رئيس المجلس القومى للرياضة وخالد عبد العزيز رئيس المجلس القومى للشباب من أجل أخذ موافقتهم على برنامج الاحتفال ومخاطبة المسئولين من أجل توفير الدعم المعنوى للرياضيين والتأمين الكافى للمهرجان.
أبو زيد: رد الجميل فى الذكرى الأولى
وطالب طاهر أبو زيد "مارادونا النيل" ونجم الأهلى السابق، الرياضيين بضرورة تفعيل دورهم وتغيير الصورة التى رسختها الثورة لدى البعض بأن لاعبى الكرة يأخذون ولا يعطون، لذا وجه الدعوة لهم بالمساهمة فى إنشاء صندوق لجمع تبرعات لصالح أسر الشهداء، ويكون الغرض من هذا المشروع رد جميل للبلد الذى أعطته الكثير وكافأته فى الإنجازات والإخفاقات وللمساهمة فى تحسين الظروف الاقتصادية الصعبة التى تعيشها البلد الآن .
واعترض حمادة المصرى لاعب الأهلى والإسماعيلى السابق على فكرة نزول الرياضيين إلى ميدان التحرير لأن هذا لن يعبر على تواجدهم بشكل جيد، مقترحا أن يتم تفعيل دور المجلس القومى للشباب والرياضة فى مساعدة الرياضيين ويقوم بالدعوة لتنظيم مهرجانات رياضية فى كل المحافظات للاحتفال بنجاح الثورة، على أن يتم ذلك بشكل دورى ولا يكتفون بتنظيمها فى الوقت الحالى فقط.
